-بدعة التفريج بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الميم، جهلا منهم بتاريخ المصطلح (إخفاء) وأنه أُطلق خطأً أو وُضع في غير محله.
- توهّم بعض القراء أن الحركة المقصودة في عدّ الألف حركتين هي حركة الإصبع. ولذلك تجد بعض المشايخ يحرك إصبعه بسرعة ليعد حركتين، والصواب أن المقصود بالحركة هي الفتحة والضمة والكسرة فالألف حركتان أي فتحتان، والواو حركتان أي بمقدار ضمتين، والياء حركتان أي بطول كسرتين، ولذلك قال ابن جني "والحركات أبعاض الحروف". لقد قاد هذا الوهم في فهم الحركة إلى الإفراط في المدّ والتطويل. فإن الزمن المطلوب لتحريك الإصبع حتى تنطبق وتنفتح يفوق الزمن اللازم لنُطق الألف الطبيعية.
- بدعة المبالغة في تفخيم حروف الاستعلاء والألف بعدها، ذلكم أن نص علماء التجويد على أن هذه الحروف فخمة يعني أن طبيعتها كذلك لا أن تزيد في تفخيمها.
وكانوا قد قسموا الحروف من حيث التفخيم والرقة غلى ثلاثة أقسام (الحروف المستعلية-فخمة، الحروف المستفلة-مرققة، باستثناء ثلاثة ترقق وتفخم بحسب الوضع وهي الألف واللام والراء. فالألف فخمة بعد تسعة حروف سبعة حروف الاستعلاء خص ضغط قظ واللام إذا فخمت والراء إذا فخمت، واللام في اسم الجلالة إذا وليت فتحة أو ضمة مفخمة وإذا وليت كسرة رققت، وفي قراءة ورش بعد الظاء والصاد والطاء مفتوحات كـ الصلوة، طل، ظللنا، والراء فيها تفصيل). وقد سمعت بعض القراء يقرأ كلمة (بصير) بباء رقيقة جدا وصاد مفخمة جداً على نحو لا يقرأ به عربي. وبعضهم يدور شفتيه عند نطق (قال) لتخرج قافه وألف أفخم مما يجب.!!
وإلى هذا النوع من القراء أدعوهم أن يقرأوا موضوع (تأثر الأصوات ببعضها)
فالحرف الرقيق يكتسب فخامة إذا جاور فخما وهذا سبب تأثر الإمالة بحروف الاستعلاء وترقيق الراء وتفخيمها بها. وللكلام بصيغة عملية أقول كل من زاد على طريقة الشيخ الحصري رحمه الله من حيث مراعاة الترقيق والتفخيم فقد أفرط ومن نقص فقد فرّط.
ولو أُطعت لنصحتُ كل قارئ قبل تسجيله ختمة أن يستمع لختمة للشيخ الحصري أو الشيخ عبدالباسط فإن مخارج حروفهما من حيث الترقيق والتفخيم في غاية الإتقان.
مع ملاحظات لا يسلم منها إنسان كطاء الحصري وكافه، وضاد عبدالباسط فإني أرى فيهنّ مسحة عجمة.
ذكرت هذه الملاحظات لألفت انتباه المهتمين في علم التجويد إلى القاعدة الذهبية الآتية
(إن الأداء أسبق زمنا وأهمية من مصطلحات علم التجويد الحادثة فيما بعد، وإنّ هذه المصطلحات إنما هي آلاتٌ لتسهيل تعلّم الأداء، وينبغي الحذر من إبعاد الحروف عن مخارجها لملاءمتها للمصطلح/ فالعكس هو الصواب. أي ينبغي تطويع المصطلح أو حتى استبدالُه إن ثبت قصوره عن وصف الظاهرة الأصل وصفا دقيقا. وقد وقع كثير من الشيوخ ضحية هذه المصطلحات).
والله وليّ التوفيق
ـ[أبو هاني]ــــــــ[31 Oct 2009, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
العنوان فيه صراحة واضحة، وأود أن أضيف أن الوهم الأول هو أن التجويد علم!!
التجويد فنّ عمليّ أدائيّ يقوم على قواعد علمية ليست من إنتاج القائمين عليه!!
القواعد العلمية التي يقوم عليها الأداء التجويديَ هي المعلومات اللغوية، وما جاءت معلومات الكتب التي تحمل أسماء تشير إلى التجويد إلا من عمل أهل اللغة!!
لذا كان من الضروري أن تُدرَس الأمور اللغوية المتعلقة بالأداء الصوتي للقرآن، ألا وهي: الأصوات اللغوية، وأخصّ منها علم وظائف الأصوات = التشكيل الصوتي = الفونولوجي؛ ففيه توضيح للمسائل التي قامت حولها المنازعات اللفظية بسبب: الإقلاب والإخفاء بالتحديد!!
ويسرّني أن الدكتور عبد الرحمن الصالح كشف عن أن مصطلح الإخفاء لا يقدّم حلا لشيء بل إنه أحدثَ بلبلة وفتنة!! لقد كتبتُ هذا بشيء من الاستحياء في بحث لي وقلت إن تعريفاته على تنوعها عاجزة عن بيان المراد منه!!
لكن الدكتور الصالح حين أراد أن يحلّ قضية أحدث قضيتين!!
وللحديث بقية عندما يحين وقتها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Oct 2009, 05:00 م]ـ
شكرا للأخ الدكتور أبي هاني على مروره وتعليقه، وبانتظار تفصيله القول الذي وعد به في القضايا التي أثارها المقال، فإنّ العلم ابن المذاكرة- كما قالوا- وما نحن هنا إلا في حلقة من حَِلَق الذكر وروضة من رياض الجنة نشَّقنا الله تعالى عبيرها وأرانا حورها وحبورها،. وما نكتب إلا على هامش الدراسات القرآنية ولكنا نبادر المنية بما ملكت أيدينا من بضاعتنا المزجاة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[31 Oct 2009, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الدكتور "عبد الرحمان الصالح": لا يليق بمقامكم الكريم إطلاق وصف البدعة على المسائل المخالفة لرأيكم، لا سيما وأن بعضها هو الصواب المجمع عليه.
كان حريا بكم أن تبينوا ما ترون بعلم وعدل، أما هذه الطريقة فلا تمت للعلم وأهله بصلة
وأكتفي بهذه الإشارة دون الخوض في التفاصيل.
¥