ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:40 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي الشيخ عبد الحكيم؟ أرجو أن تكون في صحّة وعافية تامّة
قولكم:
تدبره ثم قل لي هل هذا خلاف لفظي؟ ولم كلف نفسه بالرد علي بعض المتأخرين مع أنه سبق وقال ((وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.))؟
أخي الحبيب: الذي يظهر لي من خلال هذا النصّ الذي نقلته هو تأكيد بأنّ الخلاف لفظيّ بدليل قوله: "وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها " أقول: ماذا يقصد من عبارة "من إطلاق ترقيقها" أليس هو اعتراض على إطلاق لفظ الترقيق على الألف وليس اعتراض على الأداء؟. إضافة إلى ذلك أنّ اعتراضه على التفخيم أداءً كان موجّهاً إلى بعض العجم وليس إلى العرب فضلاً عن أئمّة الأداء.
وانظر إلى عبارة ابن الجزري "وأما الألف فالصحيح أنها لا توصف بترقيق ولا تفخيم" فقوله "أنّها لا توصف" دلالة على أنّ الخلاف في الوصف دون الأداء.
أمّا قولكم: ولم كلف نفسه بالرد علي بعض المتأخرين مع أنه سبق
الجواب: الخلاف الفظيّ لم يمنع العلماء يوماً من الاجتهاد والنقد ولا أحتاج أن أسرد لك الأمثلة، ويكفي في ذلك اختلافهم في المخارج والصفات وألقاب الحروف مع اتّفاقهم جميعاً في الأداء.
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:19 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخي الفاضل محمد بن يحيى شريف
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً على ما سطرت أيديكم من هذه التأملات والملاحظات، ورغبةً مني في الفائدة أستأذنكم في التعقيب على الملاحظة الأولى
الملاحظة الأولى:
عند مطالعتي لكتب المتّقدّمين من أهل الأداء ما وجدتّ واحداً منهم عبّر بالإخفاء في الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين في نحو {عليم بذات الصدور}، و {من بعد} بل وجدتّ أنّهم عبّروا بأنّ النون تُقلب ميماًً خالصة أو ميما ساكنة أو ميماً وما أشاروا إلى الإخفاء بعد القلب لا من قريب ولا من بعيد. وأوّل من استعمل اصطلاح الإخفاء بعد القلب ابن الجزري عليه رحمة الله تعالى بقوله في النشر: " ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) ". ولم يستعمل هذا الاصطلاح في البداية إلاّ بعد النظر والاجتهاد حيث قال في كتابه التمهيد الذي ألّفه في شبابه: "فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميماً من غير إدغام ". ومن ثمّ تتابعت عبارات المتأخّرين من أهل الأداء بعد ابن الجزري في استعمالهم للفظ الإخفاء بعد القلب على ضوء ما صرّح به في النشر.
.
فقد وجدتُ نصاً للإمام عبد الوهاب بن محمد القرطبي (ت 461هـ) بهذا الخصوص في كتابه الموضح في التجويد حيث قال في ص 174: ((النون الساكنة والتنوين إذا وليتهما الباء كقوله تعالى (من بعد ما) (من بيوتكم سكناً) (صمٌ بكمٌ عمي) (فانبجست) ... وما أشبه ذك؛ فإن النون تنقلب ميماً وتصير في اللفظ كقولك: مم بعد، فامبجست، أمبئوني، وكذلك سائرها، كما تنقلب في عنبر ومنبر، ثم بعد قلبها ميماً يتحول اللفظ إلى الإخفاء؛ لأن حظ الميم إذا سكنت أمام الباء الإخفاء، وغنة النون والميم عند الباء تشتبه فلا يوجد في اللفظ فرقٌ بين قوله (أم بظاهرٍ من القول) (أم به جنة) وبين (أنبتكم من الأرض) (أنبئوني)، سواء كان ما قبل الباء نوناً أو ميماً، لا فرق بينهما، كله في اللفظ سواء)) اهـ.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[14 Jan 2010, 06:13 م]ـ
ربّ زدني علماً
شيخنا الفاضل أحمد الرويثي جزاكم الله خيراً على هذا الاستدراك القيّم المؤدّب وأسأل الله تعالى أن ينفع بكم وأن يوفّقكم لما فيه الخير الصلاح وأن يحشركم مع السفرة الكرام البررة. آمين.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[15 Jan 2010, 01:00 م]ـ
السلام عليكم
كيف الحال أخي الحبيب محمد يحيي؟ آمل أن تكون بصحة وعافية (وحشتني)
تدبر معي أخي الكريم قول الإمام ابن الجزري كما سأعرضه عليك:
قال (وما وقع في كلام بعض أئمتنا من إطلاق ترقيقها فإنما يريدون التحذير ما يفعله بعض العجم من المبالغة في لفظها إلى أن يصيروها كالواو أو يريدون التنبيه على ما هي مرققة فيه.))
فهنا يوجه الإمام ابن الجزري كلام القدامي ويعبر فيه بأن الخلاف لفظي إلي هذا الحد ..
ثم قال: (وأما نص بعض المتأخرين على ترقيقها بعد الحروف المفخمة فهو شيء وهم فيه ولم يسبقه إليه أحد.))
وهنا ينقل قول من قال بترقيق الألف علي الحقيقة، ويصفه " بالواهم " ووصفه أيضا بأنه لم يسبقه إلي حقيقة هذا القول أحد " فلو لم يكن الخلاف عند من نقل عنه علي الحقيقة لوجه كلامه كما وجه كلام القدامي .. وهذا ظاهر وواضح.
ثم قال: (وقد رد عليه الأئمة المحققون من معاصريه، ورأيت من ذلك تأليفاً للإمام أبي عبد الله محمد بن بصخان سماه: التذكرة والتبصرة لمن نسيَ تفخيم الألف أو أنكره قال فيه:))
وهذا أكبر دليل علي أن الخلاف فيه حقيقي.
أما أنه غير أداءة ما أذكره أن ابن الجزري أخذ عن ابن الجندي وابن الجندي عن الجعبري " فاليحرر"، والجعبري قال بترقيق الألف كما في منظومته " عقود الجمان ".
وبهذا يتضح صراحة الخلاف كما في مسألة إخفاء النون المقلوبة والميم المخفاة. والله أعلم
والسلام عليكم
¥