تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Feb 2010, 10:32 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعى آله وصحبه وسلّم وبعد

أخي عبد الحكيم جزاك الله خيراً على تمثيلك بمسألة تفخيم الغنّة لأنّ ذلك سيجعلني أوضّح المسألة أكثر.

أخي الحبيب إنّ الاعتماد على النصوص بالدرجة الأولى هو عمل المتقدّمين من أهل الأداء، وأقاويلهم واضحة وموجودة وهي في متناول الجميع، وصنيعهم في التعامل مع النصوص كذلك واضح بالأمثلة التي ذكرتها، وليس ذلك اختراع منّي لأنني مجرّد ناقل لأقاويلهم لا أكثر ولا أقل. ولا يمكنك أن تُبطل أقوالهم ولا أن تُهمل طريقتهم بعمل المتأخرين فضلا عن المعاصرين.

إنّ القدامى دوّنوا في كتبهم ما تلقّوه عن مشايخهم، فأقوالهم تعبّر عن الكيفيّة الأدائيّة التي تلقّوها بالرواية، ولا يشكّ أحدنا أنّهم كانوا دقيقين في وصفهم للأداء وما تركوا صغيرة ولا كبيرة إلاّ وأحصوها.

إنّ تفخيم الغنّة لم يقل به أحد من المتقدّمين ولا المتأخرين بل هو قول من أقوال المعاصرين، والذين قالوا به كان على أساس الأداء المسموع فتفطّنوا له بعد ألف أربع مائة سنة، ولم يتفطن له كلّ العلماء الأفذاذ منذ عصر التدوين.

ألا يدلّ أنّ في هذا الأداء خلل؟

متى كان الأداء حجّة بذاته لصحّة الوجه؟ أهذا صنيع المتقدّمين؟ هات الدليل؟ وقد رأينا أنّ المتقدّمين كانوا يتحفّظون من كلّ أداء مجرّد عن نصّ فكيف بالأداء الذي يخالف النصّ؟ وقد بيّنت أنّ تفخيم الغنّة لا يتناسب مع نصوص المتقدّمين.

لو سألتك يا أخي عبد الحكيم ما هو دليلك على تفخيم الغنّة، ستجيب: الأداء.

أقول لك: ما هو الدليل على أنّ هذا الأداء صحيح؟

ماذا ستجيب؟ أنتظر الإجابة

إنّ اعتمادك على الأداء صنيعك أنت وليس من صنيع المتقدّمين.

إنّ المتقدّمين كانوا يعتمدون على النصوص بالدرجة الأولى فإن لم يجدوا نصاً اعتمدوا على الأداء إن كان مشهوراً وقوياً من جهة القياس.

تفخيم الغنّة لم يُنقل بالنصّ ولا بالأداء عند المتقدّمين وهو ضعيف من الجهة القياس، لأنّ المسألة لم تُبن على أصل وثيق أو قاعدة متينة بل هو مجرّد أداء لا أكثر ولا أقل، وقد قال مكيّ القيسي في الرعاية " القرآء يتفاضلون في العلم بالتجويد: فمنهم من يعلمُه رواية وقياساً وتمييزاً فذلك الحاذق الفطن. ومنهم من يعرفه سماعاً وتقليداً، فذلك الوهن الضعيف." أقول فهل تفخيم الغنة ثابت بالرواية والقياس والتمييز أم بالسماع والتقليد؟ فإن كان بالأول فأفدنا، وإن كان بالثاني فلا حاجة لي فيه.

قال الأئمة: "العلم فطنة ودراية أحسن منه سماعاً ورواية"، فهل تفخيم الغنة ناتج عن العلم والدراية أم عن مجرّد السماع والتلقّي؟؟؟

فإن كان بالأوّل فبيّن لي، وإن كان بالثاني فلا حاجة لي فيه.

أخي عبد الحكيم: إن أردتّ أن أواصل معك النقاش فينبغي أن تأتيني بمثال واحد من صنيع المتقدّمين يخالف ما نقله لك العبد الضعيف وإلاّ فلا أرى حاجة في النقاش.

ولك منّي كلّ الاحترام والتقدير.

أكتفي بهذا القدر والحمد لله ربّ العالمين.

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[21 Feb 2010, 12:37 ص]ـ

السلام عليكم

سيدي الفاضل:قلتم: ((لو سألتك يا أخي عبد الحكيم ما هو دليلك على تفخيم الغنّة، ستجيب: الأداء.

أقول لك: ما هو الدليل على أنّ هذا الأداء صحيح؟

ماذا ستجيب؟ أنتظر الإجابة))

الجواب: التواتر خير دليل علي صحة الأداء.

قال في النشر: فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره. إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه)) ا. هـ

قلتم: ((إنّ اعتمادك على الأداء صنيعك أنت وليس من صنيع المتقدّمين.))

الجواب: أعتقد بعد نقل كلام العلامة ابن الجزري واعتماده علي الأداء علمت أن هذا قول الأكابر من أهل العلم.

قال ابن الجزري في النشر عند حديثه علي " يرضه ": ((ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره .. )

انظر كيف قدم الشهرة علي الإسناد.

وقال أيضا: على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته .. )) ا. هـ

والسلام عليكم

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[21 Feb 2010, 11:12 ص]ـ

هل يمكنك أن تثبت لنا شهرة الغنّة المفخّمة عند المتقدّمين والمتأخرين، وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري؟

إن لم تستطع إثبات ذلك فحجّتك ضعيفة، والشهرة التي ليس لها سلف لا اعتبار بها،إذ لا يُعقل أن يشتهر الوجه من جيل إلى جيل عبر القرون من غير أن يشار إليه لا من قريب ولا من بعيد.

تستحقّ اكثر من ثلاث بطاقات حمراء. (ابتسامة)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير