ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[14 Sep 2010, 08:43 م]ـ
أشكرك فضيلة الشيخ محمد على التوضيح, ومن خلال ما تفضلتم به من الأمثلة تبين لي أنه لا خلاف بيننا، فالذي أقصده أنا الأحكام التي لا يمكن للقارئ أن يطبقها بدون تلقٍّ من أفواه الشيوخ المتقنين مهما بلغ علمه درايةً، فالكيفيات والهيئات التي اختلف العلماء فيها, فإن المتعلم بعد أن يرى الأصوب منها درايةً بحاجةٍ أن يتلقاها أو يسمعها من غيره وإلا لربما أخطأ في تطبيقها وهو يظن بأن نطقَه صحيح, والمهم أن التلقي والمشافهة ضروري للأداء الصحيح, وبقيَ تساؤلي عن الغنة قبل حروف الاستعلاء أرجو أن ينال عنايتكم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[15 Sep 2010, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عندي إستدراك وتصحيح لما وقع في كلام الأخ الكريم محمد، ولعله سبق قلم، وذلك في معرض كلامه على الشيخين أبي الحسن محي الدين الكردي و محمد سكر، رحم الله جميع مشايخنا ومن له الفضل علينا، فالشيخان قرآ القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على الشيخ اللغوي الأصولي محمود فايز الدير عطاني وهو تلقاه عن شيخ قراء الشام محمد سليم الحلواني، والله أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذا الاستدرك فهو كما قلتّ قد سبق القلم.
وبقيَ تساؤلي عن الغنة قبل حروف الاستعلاء أرجو أن ينال عنايتكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد
إنّ وصف الغنّة بالتفخيم أو الترقيق لا يتناسب مع أصول وقواعد علم التجويد لعدّة أسباب:
أوّلاً: إنّ الحروف هي التي توصف وليست الصفات لأنّ الصفات هي في حدّ ذاتها صفة. فلا يصحّ وصف القلقلة بالتفخيم والترقيق مثلا، فالحرف هو الذي ينبغي أن يوصف بعدد من الصفا ت لقول ابن الجزري: وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقّها ولاشكّ أنّ الضمير يعود على الحروف لا على الصفات. والغنّة صفة لا ينبغي أن توصف. أمّا قول ابن الجزري: ورققن مستفلا من أحرف. أي رقق الحروف المستفلة وهو كقوله وحرف الاستعلاء فخّم. فالحروف هي المعنيّة بالصفات.
ثانياً: صوت الغنّة يخرج من الخيشوم، والتفخيم يكون من الفم فيمتلأ بصدى الحرف لأنّ الصوت يرتفع فيصطدم بقبّة الحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم. السؤال: كيف يمتلأ الفم بصدى الغنّة، والغنّة تخرج من الخيشوم؟
ثالثاً: ليس هناك من أهل الأداء من أشار إلى تفخيم الغنّة من المتقدّمين والمتأخرين وأقصد بالمتأخرين عصر ابن الجزري وما قاربه.
يمكن تفسير ذلك الصوت المفخّم الذي نسمعه في {من طين} مثلاً، أنّك لو أمسكت الأنف حال النطق بالنون المخفاة نلاحظ صوتاً قليلاً يخرج من الفم، وهذا القليل من الصوت يرتفع بارتفاع اللسان حال الإطباق، فيسُمع صوت يظهرُ أنّه مفخَم. السؤال: هل هذا الصوت القليل إن قدّرناه بثلث أو أدنى من ذلك يستحقّ هذا التفخيم الذي نسمعه؟ أيغلب القليل من الصوت الكثير الذي لا يمكن تفخيمه لخروجه من الخيشوم؟ فالأولى أن يغلب الكثير القليل بحيث لا يصل التصويت إلى درجة التفخيم وإن كان فيه نوع من التأثير لأجل الصوت القليل الخارج من الفم.
إذن فالتأثير تنج عن الصوت القليل الخارج من الفم بارتفاعه إلى الحنك الأعلى لارتفاع اللسان حال الإطباق ولا يمكن تسميته بالتفخيم لأنّ الغلبة للصوت الخارج من الخيشوم والذي لا يُفخّم أبداً لعدم خروجه من الفم لأنّه محلّ التفخيم.
والذي نسمعه اليوم هو طغيان الصوت القليل الخارج من الفم على الصوت الكثير الخارج من الخيشوم، والأدهى من ذلك أنّ الطاء مكسورة في نحو {من طين} فمن المفروض أن يضعف التأثير كما أثّرت القاف المكسورة في الراء في {فرق}، ولكن للأسف نلاحظ مبالغة في التأثير حتّى صار كالمفخّم فأطلق عليه لفظ التفخيم جرّاء تلك المبالغة.
هذا جوابي من الجانب النظري والعلمي أمّا من جهة الأداء فليس هناك ما يضمن سلامة ذلك التفخيم من جهة الدراية، فينبغي في نظري التحفّظ منه.
تنبيه آخر: عند وقوع النون المخفاة قبل الكاف والقاف فإنّ معظم المشايخ لا يخرجون الصوت القليل من الفم فكلّه من الخيشوم نظراً لموقع المخرج. السؤال: كيف يمكن تفخيم الغنّة ولاشيء يخرج من الفم الذي هو محلّ التفخيم؟
¥