لكنه مع ذلك يُسمع فرق واضح بين غنة النون المخفاة عند الكاف, وبين غنة النون المخفاة عند القاف, فالأولى مرققة, والثانية مفخمة, والله تعالى أعلم.
وتقبل خالص تحياتي وتقديري.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[16 Sep 2010, 11:52 ص]ـ
يلاحظ أن الغنة وإن كانت صفة إلا أنها اختلفت عن بقية الصفات بأن لها مخرجًا، وهي بذلك أشبهت الحروف، فلا يبعد أن تشابهها أيضًا بالتفخيم والترقيق
الغنّة صفة للنون والميم، وللحرفين مخرجان مخرج عضوي ومخرج خيشومي، والمخرج الخيشومي هو مخرج جزئيّ للنون والميم في الحقيقة وليس مخرجاً للخيشوم. والغنّة إنّما نُسبت إلى الخيشوم مجازاً لأنّها جزء من النون والميم تخرج من مخرج جزئيّ لهما لا يمكن بأيّ حال معاملتها معاملة الحروف، إذ النون والميم هما المعنيّتان بالصفات لا غنّتهما. فالغنّة لا تقوم بنفسها ولا تنفكّ عنهما فليست حرفاً قائماً بذاته ولأجل هذا ما عاملها أئمّة اللغة والتجويد معاملة الحروف. نحن نريد معاملتها معاملة الحروف جرّاء أداء مسموع خفي على من تقدّمنا من علماء الأداء.
واضح هذا التفسير أنه اجتهاد منك ـ مع احترامي لاجتهادك ـ وليس من نصوص الأئمة, وهذا التقسيم الذي قسمته وقدرته بالأثلاث لا أدري من أين مصدره؟
وكيف يظهر الصوت أنه مفخم وليس مفخمًا؟
ثم إنك تقول بأن الغنة تتأثر ولا يسمى هذا التأثير تفخيمًا، فما هو الاسم الذي يمكن أن يسمى به هذا التأثير؟
نعم هذا التفسير اجتهاد ولكنّه معقول، فإن كان لك تفسيراً يفسّر لنا كيفيّة حدوث هذا التفخيم فتفضّل فنحن نسفيد منك. وإذكّرك أنّ تفخيم الغنّة قائم على اجتهاد كذلك لا نصّ يؤيّده، والأصل ثبوت النصّ، فإنّك المطالب أن تأتي بنصّ يقول بتفخيم الغنّة. وليس من المعقول أن تطالبني بنصّ وليس لك نصّ يقول بتفخيم الغنّة.
لعلّك استمعت إلى المبالغين فظهر لك التفخيم، وليس لي إن أعطي اسماً لذلك التأثرّ وأنّما أنفي عنه صفة التفخيم,
هل هناك من الشيوخ المعتبرين من يَقرأ ويُقرئ بعدم تفخيم الغنة التي بعدها حرف استعلاء؟
وهل يُعقل إجماع الناس على خطأ في كتاب الله تعالى؟!!
يبدو أنكم ما فهمتم المقصود، أنا أعالج القضيّة من جهة الدراية ولا أنكر ذلك التأثّر القليل إلاّ أنني أنكر أطلاق التفخيم على ذلك التأثّر لأنّ ذلك سيفضي إلى رفع ذلك التأثّر إلى التفخيم الحقيقي وهو امتلاء الفم بصدى الحرف ومعاملة الغنّة معاملة الحروف المفخّمة، وهذا يحتاج إلى دليل. إذ يمكن أن أقرأ مثلاً {من طين} بتأثّر بسيط دون أن يصل الحدّ إلأى امتلاء الفم بالصوت. من المشايخ الذين يقولون بذلك شيخنا الشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني فكان ينكر إطلاق التفخيم على الغنّة مع أنني كنت اسمع منه ذلك التأثّر بل قرأ عليّ كلمة {من طين} فسمعت الغنّة تأثّرت بالطاء كما يقرأها الكثير من المشايخ ولكن لا إلى حدّ التفخيم. بينما نجد بعض المشايخ يبالغون في ذلك تأثّر حتّى صارت كالمفخّمة. قارن بين قراءة الشيخ الحصري والمنشاوي وبين قراءة الشيخ ابراهيم الأخضر وسيتضح لك الفرق. مع أنني أتحفّظ دائماً من ذكر الأسماء.
لكنه مع ذلك يُسمع فرق واضح بين غنة النون المخفاة عند الكاف, وبين غنة النون المخفاة عند القاف, فالأولى مرققة, والثانية مفخمة, والله تعالى أعلم.
قصدّت بذلك أنّ صوت الغنّة في القاف والكاف يكون من الخيشوم كاملاً وإلاّ فالقاف هي المعنيّة بالبيان.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[18 Sep 2010, 10:17 ص]ـ
والمخرج الخيشومي هو مخرج جزئيّ للنون والميم في الحقيقة وليس مخرجاً للخيشوم. والغنّة إنّما نُسبت إلى الخيشوم مجازاً لأنّها جزء من النون والميم تخرج من مخرج جزئيّ لهما لا يمكن بأيّ حال معاملتها معاملة الحروف، إذ النون والميم هما المعنيّتان بالصفات لا غنّتهما. فالغنّة لا تقوم بنفسها ولا تنفكّ عنهما فليست حرفاً قائماً بذاته ولأجل هذا ما عاملها أئمّة اللغة والتجويد معاملة الحروف.
لعلك تقصد وليس مخرجًا للغنة ...
ولكن كلام الأئمة يفيد بأن الخيشوم مخرج للغنة, وأنت حريص على متابعة نصوصم، فعليك أن تذكر نصوصهم المثبتة بأن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا لا حقيقةً.
بل إن مكيًّا يثبت بأن الغنة حرفٌ, فيقول:
¥