تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"والغنة حرف مجهور شديد، لا عمل للسان فيه، والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى, فهي صوت يخرج من ذلك الموضع". (الرعاية ص240).

بل ويزيد على ذلك فيثبت لها بعض الصفات كما تُلاحظ.

فالمطلوب إثبات أن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا من نصوص الأئمة.

نعم هذا التفسير اجتهاد ولكنّه معقول، فإن كان لك تفسيراً يفسّر لنا كيفيّة حدوث هذا التفخيم فتفضّل فنحن نسفيد منك. وإذكّرك أنّ تفخيم الغنّة قائم على اجتهاد كذلك لا نصّ يؤيّده، والأصل ثبوت النصّ، فإنّك المطالب أن تأتي بنصّ يقول بتفخيم الغنّة. وليس من المعقول أن تطالبني بنصّ وليس لك نصّ يقول بتفخيم الغنّة.

لعلّك استمعت إلى المبالغين فظهر لك التفخيم، وليس لي إن أعطي اسماً لذلك التأثرّ وأنّما أنفي عنه صفة التفخيم,

وعلى أي نصٍّ اعتمدت أنت على إثبات هذا التأثر؟

أما كيفية حدوث التفخيم فهو كالكيفيات التي تفخم بها حروف التفخيم.

من المشايخ الذين يقولون بذلك شيخنا الشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني فكان ينكر إطلاق التفخيم على الغنّة مع أنني كنت اسمع منه ذلك التأثّر بل قرأ عليّ كلمة {من طين} فسمعت الغنّة تأثّرت بالطاء كما يقرأها الكثير من المشايخ ولكن لا إلى حدّ التفخيم.

فعلى أي نص اعتمد في تأثر الغنة بالطاء إذن؟

فالحاصل أن هذا التأثر يسمى عند القراء تفخيمًا, ويعتبر عندكما تأثرًا مجهولاً ليس له اسم, ولا يوجد نص من كلام الأئمة بشيء من الأمرين ـ فيما وُقِفَ عليه ـ, إلا أن القائلين بالتفخيم يمكن أن يكون عمدتهم الأداء لعدم وجود النص.

بينما نجد بعض المشايخ يبالغون في ذلك تأثّر حتّى صارت كالمفخّمة. قارن بين قراءةالشيخ الحصري والمنشاوي وبين قراءة الشيخ ابراهيم الأخضر وسيتضح لك الفرق. مع أننيأتحفّظ دائماً من ذكر الأسماء.

تلبيةً لأمرك استمعت إلى تلاوة الشيخ الحصري بالأمس؛ لأنه هو الوحيد من الشيوخ المذكورين الذين أمتلك لها مصحفًا كاملاً، ولكنني سمعته يفخم الغنة التي قبل حرف الاستعلاء تفخيمًا واضحًا.

والله تعالى أعلم.

ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[19 Sep 2010, 02:43 ص]ـ

لعلك تقصد وليس مخرجًا للغنة ...

ولكن كلام الأئمة يفيد بأن الخيشوم مخرج للغنة, وأنت حريص على متابعة نصوصم، فعليك أن تذكر نصوصهم المثبتة بأن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا لا حقيقةً.

بل إن مكيًّا يثبت بأن الغنة حرفٌ, فيقول:

"والغنة حرف مجهور شديد، لا عمل للسان فيه، والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى, فهي صوت يخرج من ذلك الموضع". (الرعاية ص240).

بل ويزيد على ذلك فيثبت لها بعض الصفات كما تُلاحظ.

فالمطلوب إثبات أن الخيشوم مخرج للغنة مجازًا من نصوص الأئمة.

قال سيبويه: " ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة " والمراد بالنون الخفيفة النون الخفيّة كما فسره السيرافي، وابن جني وابن عصفور وغيرهم (انظر الدراسات الصوتية لشيخنا العلامة غانم الحمد ص187.)

قال أبو عمرو الداني (ت444) في كتابه التحديد: "والمخرج السادس عشر مخرج التنوين وهو يخرج من الخياشيم خالصة وكذا مخرج النون الساكنة المخفاة عند حروف الفم نحو (منك، وعنك) من الخياشيم. فأما النون المتحركة فمخرجها من الفم من صويت من الأنف". (التحديد ص104).

قال القرطبي (ت461) في كتابه الموضح:"ومن الخياشيم مخرج النون الخفيفة، ويقال الخفية أي الساكنة" (الموضح ص78).

قال أبو العلاء الهمذاني (ت569) في كتابه التمهيد: "ثمّ من الخياشيم مخرج النون الخفيفة أو الخفيّة" (التمهيد ص278).

أقول: نحن نعلم جميعاً أنّ علماء التجويد وعلماء اللغة اعتمدوا في بيان مخارج الحروف والصفات على كلام سيبويه في كتابة الكتاب فهو المصدر في ذلك، وقد جعل الخيشوم مخرجاً لحرف وهو النون الخفيّة أي المخفاة، وقد تبعه في ذلك علماء اللغة والتجويد وقد نقلت بعضها وأكتفي بها. فالمخرج لا يكون إلاّ للحرف ولا يكون للصفة أبداً، والذي حمل سيبويه على ذكر مخارج الحروف والصفات، هو معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز إدغامه، ولمعرفة ذلك لا بدّ من إدراك مخارج الحروف وصفاتها وأصنافها. والغنّة صفة وليست حرفاً، لا تُدغم في غيرها ولا تُبدل ولا تُحذف كالحروف فلا ينبغي معاملتها معاملة الحروف البتّة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير