ولمّا حذفت ذات النون عند الإخفاء بفصل طرف اللسان عن الحنك الأعلى بزوال ذاتها أي مخرجها اللساني، بقي مخرجها الخيشومي والذي هو عبارة عن صوت الغنّة للنون الجاري من الخيشوم، فنُسب هذا الصوت إلى الخيشوم مجازاً وهو في الحقيقة صوت النون المخفاة.
وعلى أي نصٍّ اعتمدت أنت على إثبات هذا التأثر؟
وعلى أيّ نصّ اعتمدّت أنت في إثبات تفخيم الغنّة؟ ليس من المعقول أن تطالبني بشيء أنت بعيد عنه.
ولكنّي اعتمدتّ على الحسّ الذي لا يمكن لأحد أنكاره وهو الفرق في النطق بين {أنت} وبين {انطلقوا}، فالتأثرّ النون المخفاة بالطاء موجود لا محال، ولكن لمّا كان هذا التأثّر لم يصل إلى التفخيم الحقيقي ما أشار القدامى إليه لا من قريب ولا من بعيد. وإطلاق التفخيم عليه يصادم النصوص.
أما كيفية حدوث التفخيم فهو كالكيفيات التي تفخم بها حروف التفخيم.
أرجو أن توضّح لي هذه الكيفية. أي الكيفيّة التي يفخّم بها حروف التفخيم.
فالحاصل أن هذا التأثر يسمى عند القراء تفخيمًا, ويعتبر عندكما تأثرًا مجهولاً ليس له اسم, ولا يوجد نص من كلام الأئمة بشيء من الأمرين ـ فيما وُقِفَ عليه ـ, إلا أن القائلين بالتفخيم يمكن أن يكون عمدتهم الأداء لعدم وجود النص
أيّ قراء؟ آلقدامى أم المعاصرون الذين أدركوا هذا التفخيم بعد قرون من الأداء والتلقين؟ فإن اعتمدوا على الحسّ والأداء فما هو دليلك على أنّ هذا الحسّ صحيح؟ فيبقى الأمر على الظنّ لا اليقين؟ فإن جعلت الحسّ دليلاً لك على إطلاق اسم التفخيم على الغنّة فهو دليلي على التأثّر إلاّ أنّ الثاني لا يصادم النصوص خلافاً للأوّل.
تلبيةً لأمرك استمعت إلى تلاوة الشيخ الحصري بالأمس؛ لأنه هو الوحيد من الشيوخ المذكورين الذين أمتلك لها مصحفًا كاملاً، ولكنني سمعته يفخم الغنة التي قبل حرف الاستعلاء تفخيمًا واضحًا.
قد استمعت كذلك للشيخ ولاحظت أنّه لا يفخّمهما تفخيماً حقيقياً في الكثير من المواضع.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:24 ص]ـ
قال شيخنا العلامة غانم الحمد في شرحه على الجزرية ص 271 عند شرحه لقول ابن الجزري (وغنة مخرجها الخيشوم): "واعترض ابن الناظم على والده في إدراج مخرج الغنة مع مخارج الحروف لأنّها صفة فقال: "والغنّة من الصفات واللائق ذكرها ثمّ، وكان ينبغي أن يذكر عوضها مخرج النون المخفاة، فإنّ مخرجها من الخيشوم وهي حرف بخلاف الغنّة"، وقال طاش كبري زادة: "ويمكن أن يقال: لم يذكر الغنّة لكونها من الصفات، بل ذكرها وأراد بها موصوفها، أعني حرف النون" انتهى كلام شيخنا.
أقول: وهذا الكلام يقرّر ما ذكرت وهو استعمال لفظ الغنّة كناية عن النون المخفاة. فالخيشوم هو مخرج للنون المخفاة وهي حرف خلافاً للغنّة التي لاينبغي أن يكون لها حيّزاً لأّنّها من الصفات كما ذكر ابن الناظم. لذا فلا ينبغي معاملتها معاملة الحروف تفخيماً وترقيقاً.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:13 م]ـ
المعروف بأن للغنة حرفين وهما النون والميم، فإن كان الخيشوم في الحقيقة هو مخرج للنون فمن أين غنة الميم إذن؟
وهل يمكن أن يقال أن الميم المشددة مثلاً مخرجها الخيشوم؟
لذلك الأسلم ـ والله أعلم ـ بأن نسبة مخرج النون إلى الخيشوم هو من باب المجاز؛ من أجل ظهور الغنة فيها، وإلا فالحقيقة أن الخيشوم هو مخرج الغنة، وكما أنك سردتَّ النصوص بأن الخيشوم هو مخرج للنون الخفية، فإن هناك نصوص كثيرة تجعله مخرجًا للغنة، فالحكم بأن إضافته إلى الغنة هومن باب المجاز يحتاج إلى نصٍّ.
أرجو أن توضّح لي هذه الكيفية. أي الكيفيّة التي يفخّم بها حروف التفخيم.
أنت ذكرتَ بأن التفخيم يكون بارتفاع الصوت واصطدامه بقبّة الحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم،
أقول:
وهذه الكيفية متحققة في تفخيم الغنة.
أيّ قراء؟ آلقدامى أم المعاصرون الذين أدركوا هذا التفخيم بعد قرون من الأداء والتلقين؟ فإن اعتمدوا على الحسّ والأداء فما هو دليلك على أنّ هذا الحسّ صحيح؟ فيبقى الأمر على الظنّ لا اليقين؟ فإن جعلت الحسّ دليلاً لك على إطلاق اسم التفخيم على الغنّة فهو دليلي على التأثّر إلاّ أنّ الثاني لا يصادم النصوص خلافاً للأوّل.
هل من شروط أي حكم من الأحكام التجويدية عندك أن يرد في نصوص الأئمة المتقدمين، أو يشترط أن لا يصادم نصوصهم وإن لم ينصوا عليه؟
ثم إن إجماع القراء على هذا التفخيم أداءً ينقل هذا الأمر من الظن إلى اليقين.
وإني أول مرة وأظن أنها آخر مرة أيضًا أسمع عن تأثر في قراءة القرآن ليس له اسم!!
قد استمعت كذلك للشيخ ولاحظت أنّه لا يفخّمهما تفخيماً حقيقياً في الكثير من المواضع.
أما أنا فما سمعته منه لا يمكن أن يطلق عليه غير التفخيم.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 01:35 م]ـ
لا أظنّ أنّ النقاش سيفضي إلى نتيجة.
والحمد لله ربّ العالمين.
¥