ـ[محمد أحمد الأهدل]ــــــــ[20 Sep 2010, 07:08 م]ـ
لا أظنّ أنّ النقاش سيفضي إلى نتيجة.
والحمد لله ربّ العالمين.
كنت في بداية الأمر أتوقع أن نخرج بنتيجة، ولكن بعد عدة مشاركات غلب عندي الظن أننا لن نصل إلى نتيجة في هذا الموضوع، ولكن توصلت إلى نتيجة أخرى ـ وكانت عندي من قبل، ولكن زاد يقيني بها ـ وهي:
أن الشيخ محمد يحيى شريف يتصف بصفات كثيرة منها:
1ـ أنه صاحب اطلاع واسع في التجويد، والقراءات وعلومها.
2ـ أنه ذو أدب جم في الحوار والمناقشة.
3ـ أنه صاحب مصداقية كبيرة في البحث.
4ـ أنه رجاع إلى الحق متى ظهر له.
فهذه أبرز صفاته الحميدة وغيرها كثيرة, وفي الأخير أحترم رأيه وأقدره ـ وإن لم أوافقه عليه ـ ما دام وهو قد بذل جهده في البحث وتوصل إلى هذه النتيجة، والله الموفق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[20 Sep 2010, 08:29 م]ـ
جزاك الله تعالى خيراً على ما تفضّلتم به من كلمات مباركات أثلجتم بها الصدر، وقد تشرّفت كثيراً بمشاركتكم في النقاش، وأسأل الله تعالى ينفعنا جميعا وأن يوفّقنا لمعرفة الحقّ واتّباعه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Oct 2010, 03:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعل آله وصحبه وسلم وبعد
أذكّر إخواني الكرام أنّه لا بدّ من التفريق بين ما يصحّ الاستدلال به وما لا يصحّ، فكلّ معرّضٍ للتغيير أو الخطأ مع مرّ الزمان في النقل المتسلسل لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده مجرّداً عن عامل يحرسه ويضمن سلامته من التغيير لا سيما إن كان الأمر يتعلّق بالقرءان الكريم، وواجبنا جميعا التورّع في النقل ولا يكون ذلك إلاّ بأخذ الاحتياطات اللازمة والضمانات اللائقة للتأكّد من صحّة المنقول.
وهذا الورع الذي ذكرناه آنفا حمل أئمّتنا وفي طليعتهم إمام الفنّ ابن الجزري أن يعتمدوا على:
- ما اشتهر عند الأئمّة نصاً وأداءً،
- ما اشتهر عند الأئمّة بالأداء دون نصّ مع قوّته في القياس.
فالشهرة لوحدها ضامنة لسلامة الأداء إذ يستبعد أن تُخطِئ جماعة عن جماعة، والأداء الغير المشهور عند أهل الأداء فيه مظنّة الخطأ والوهم وحتّى النصّ قد لا يشفع له إن انفرد قائله به دون غيره ولو أخذ به بعض كبار أهل الأداء لأنّه لم يتوفّر فيه شرط الشهرة الذي اشترطه ابن الجزريّ في كتابه النشر. والأداء إن لم يكن مشهوراً فلا يُعقل أن تتوافر النصوص المؤيّدة له لأنّ النصّ مصدره الأداء فإن انعدم الأداء انعدم معه النصّ، وإن قلّ الأداء قلّ معه النصّ أو انعدم، وإن اشتهر الأداء فإمّا أن تتوافر معه النصوص أو يقلّ ورودها أو تنعدم، وسبب ذلك أنّه لا يلزم من ثبوت الوجه أداءً ثبوت النصّ المؤيّد له وسيتّضح الأمر بالمثال التالي. قال الداني: في قصر المدّ قبل الهمزة الساقطة في نحو {السمآء أن تقع}: "وقد حكى الداجوني عن أحمد بن جبير عن أصحابه عن نافع في الهمزتين المتفقتين أنّهم يمدّون الثانية منها، نحو {السمآء أن تقع}. قال: يهمزون ولا يطوّلون السماء ولا يهمزون، وهذا نص منه على قصر الألف قبل الهمزة الساقطة والمليّنة، ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً. " (جامع البيان ص225). أقول هذا النصّ يدلّ:
أوّلاً: على أهمّية النصوص عند أهل الأداء في إثبات صحّة الوجه ويظهر ذلك عند قول الداني "ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره"
ثانياً: ليس كلّ ما ثبت أداءً يصاحبه نصّ بالضرورة لقوله: "ولا أعلم أحداً نصّ عليها بمدّ ولا بقصر غيره، وإنّما يُتلقّى الوجهان فيهما من أهل الأداء تلقّياً. "
إذن فالنصّ لا بدّ أن يصاحبه الأداء خلافاً للأداء الذي قد لا يصاحبه نصّ كما مرّ، ويُستثنى من ذلك انقطاع السند بحيث يصير الوجه المنصوص عليه غير معمول به كالروايات والطرق الخارجة عن طرق النشر مثلاً.
¥