ــ إن القرآن سيمفونية ضخمة من حركات كثِيْرة، وأقرب السمفونيات إلى هذه السمفونية الإلهية السمفونية التاسعة، التي تَنْتَهِي إلى نشيد الفرح الذي يردده الناس!!)).
كما نشرت جريدة الأهرام في 7 أغسطس 1958م رأياً مُثِيْراً عن مَجلة الآداب - بالخط العريض - (خَمس سور من القرآن تَمَّ تلحينها)، وتَحت هذا العنون: ((أرسل وكيل وزارة التربية والتعليم إلى صالِح أمين مفتش موسيقي بالوزارة، الذي بدأ في تلحين القرآن خطاباً يقول فيه: إن الوزارة تبارك المشروع، وأنها مستعدة لدفع تكاليف تكوين فرقة موسيقية لتسجيل السور التي تَمَّ تلحينها، وعرضها على هيئة كبار العلماء، ثم تقديْمها للإذاعة، وقد أبدى عبدالوهاب حمودة - عضو لجنة الاستماع بالإذاعة - إعجابه بالسور الملحنة بعد أن غنَّاها له على (العود) صالِح أمين، وقد أتَمَّ صالِح أمين تلحين خَمس سور هي: المدثر، والإنسان، والنور، والفرقان، والأنفال. ويقوم الآن بكتابة (نوتها) الموسيقية)).
- كما نشرت جريدة الأخبار في عدد 12 أكتوبر 1959م: أنَّ الموسيقار زكريا أحمد سيقوم بِمحاولة فَنِّيَّةٍ جديدة لتلحين القرآن، وأنَّ فكرته هي تصوير المعاني وضبط الأنغام في التَرتيل)) اهـ. نقلاً من كتاب ((الجمع الصوتي للقرآن الكريم)) للدكتور لبيب السعيد: (ص269 - 270).
وفي هذه الأيام نجد دعوات بل مدارس بل برامج على الفضائيات بل مسابقات على الفضائيات في قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية، وكل ذلك تحت مسمّى: [فَنُّ التَّغنِّي بالقرآن الكريم]، مِمَّا أدَّى إلى افتتان كثيْر من الناس بهذا (الفنِّ) المُحدَث في دين الله؛ وذلك لانتشار الجهل في أوساطهم؛ إما في مستوى ثقافَتِهم، أو لِجهل مثقفيهم بالموقف الشرعي من المحدثات والبدع.
والمقامات الفنِّيَّةِ التي يقرأون بها هي: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيقا، والحجاز، والرست، واللامي، والبستنكار، والجهاركا، والحسيني، والزنْجَرَان.
وهناك جهود مبذولة في هذا الموضوع؛ منها:
(البيان لِحُكم قراءة القرآن الكريم بالألحان) جمع/ د. أيْمن رشدي سويد
(فتح المجيد في حُكْم القراءة بالتَّغنِّي والتجويد)
تأليف الدكتور/ سعود بن عبدالله الفنيسان
(حديث ((ليس منا من لَم يتغنَّ بالقرآن)) رواية ودراية وأن التَّغنِّي ليس بِمعنى الاستغناء).تأليف/ ناصر آل سعيَّد الشريف الظاهري
(النصيحة لكتاب الله) تأليف الدكتور/ حافظ بن مُحمد الحكمي
(البرهان في معنى التجويد والتَّغنِّي بالقرآن، وأخذ الأجرة على تلاوة القرآن، وبيان ألفاظ الأذان والإقامة المشروعة، والتبليغ خلف الإمام)
تأليف الشيخ/ علي بن مُحمد بن سنان
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Jan 2010, 11:17 ص]ـ
جزى الله عز وجل خيرا الشيخ أيمن سويد على هذا الحق الذي صدع به في هذه الفتوى وفي كتابه القيم الذي قدم له الإمام ابن باز رحمه الله وجزى الله ناقل هذه الفتوى خير الجزاء ويمكن أن أضيف هنا هذا الكلام المهم:
فكيف تجوز تلاوة القرآن بهذه المقامات وهو كلام رب البريات؟؟؟
كيف تجوز تلاوة كلام العزيز الجبار على طريقة أهل الموسيقى والفسقة والفجار؟؟؟
ومن باب الاختصار على القارئ فالقول ببدعة القراءة بالمقامات وكراهتها تحريما هو الراجح الصحيح لأمور منها:
أولا: أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام رضي الله عنهم , وليس من طريقة السلف الصالح رحمهم الله , والأمر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصل المنع، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل، وهنا لادليل، بل الدليل على المنع منها والنهي عنها , وهذا يعني عدم الجواز.
ثانيا: الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمسلم العاقل ينأى بنفسه عن منزلق الشبهات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه.
ثالثا: قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا، كل ذلك يدفعنا لصون كتاب الله، عن ألحان أهل الفسق والمجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضين، وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب.
ألم يقل ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
حب القران وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان.
فما بالهما يجتمعان في قراء زماننا هؤلاء , بل يتنافسون في ذلك ويتفاخرون به بلا أدنى حياء.
¥