ـ[الجكني]ــــــــ[11 Feb 2010, 02:31 م]ـ
أولاً: جزاك الله عني كل خير أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري، وحفظكم ورعاكم للعلم وطلابه.
وإني والله لأعتز بهذه الشهادة منكم ليقيني أنها صادرة من رجل ينزل الناس منازلهم ولا يجاملهم على حسب العلم والحقيقة، وإني لأفرح أن يكون هناك من يبيّن لي سلبياتي قبل إيجابياتي.
أما " نقد كتب القراءات " بشقيها: المطبوع منها والمسروق، فهو موضوع يحتاج إلى عمل مجموعة وليس عمل فرد، ومما أذكره الآن للاستدلال على ذلك:
أني حين انتهيت من " نقد طبعة الشارقة لجامع البيان للداني" وجدت أن شخصاً آخر وهو الشيخ الكريم والباحث الجاد "عاصم الجنيدالله القارئ" حفظه الله وشفاه، قد قام بنفس المهمة، وهذا ليس غريباً، وإنما الغريب أن يكون أحدنا قد انتبه لأشياء لم ينتبه لها الآخر، وهذا هو ما أرجوه من إخواني المختصين في القراءات؛ أن يولوا هذا الجانب شيئاً من أوقاتهم، خاصة في هذا الوقت الذي كثر فيه " النسخ واللصق "!
موقف غريب على ذكر النسخ واللصق:
كنت يوم الثلاثاء قبل الماضي (18/ 2/1431) (2/ 2/2010م) في معرض القاهرة الدولي، ودخلت مكتبة لبنانية مختصة بالطباعة والنشر، فرأيت رجلاً يحمل شهادة الدكتوراه في التفسيروهو يقول لصاحب المكتبة: قل لفلان- وسماه باسمه وكأنه من يتولى الطباعة في المكتبة-: ياخذ من ص130 - 140من الكتاب الفلاني للدكتور فلان ويضعه لي في الصفحة الفلانية من كتابي، ويحذف بعض المصادر مثل ما عملنا في الكتاب الفلاني، وافعلوا نفس الشيء في كل المباحث الناقصة لأني أريد أن أنزل الكتاب في معرض الرياض القادم بعد شهر تقريباً!!
ملاحظة:
كتبت الكلام الذي سمعته وسمعه معي كل من كان في المكتبة باللغة الفصحى لأنه كان باللهجة الدارجة لإحدى الدول العربية فخشيت أن يفهم شيء آخر.
وإني أضم صوتي لصوت الدكتور عبدالرحمن الشهري في أن يتولى المختصون بعلوم القرآن النقد والتمحيص لكتبهم وأبحاثهم.
والله من وراء القصد.
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[11 Feb 2010, 03:47 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
مشايخنا الكرام الشيخ الجكني والشيخ عبد الرحمن الشهري:
تمهّلت كثيراً قبل كتابة هذه الأسطر الآتية خشيّة أن يُساء بي الظنّ أو أن يُحمل كلامي على غير محمله الذي أريده، ولكنّي لا أحبّ أن أكظم ما في الجعبة بل أحبّ أن ينفد ما فيها إمّا إلى صواب قد يستفيد منه الآخرون أو إلى زلّة تجعلني أعيد النظر من جديد.
فأقول وبالله التوفيق:
إنّ النقد العلميّ لكتب القراءات الآن بدأ يأخذ اتّجاهاً مغايراً للنقد العلميّ الذي كان عليه أئمّة أهل الأداء، فالقدامى كانوا ينتقدون المضمون ويُحقّقون في المسائل التي لها علاقة بالرواية إمّا من جهة النصوص أو من جهة الأداء أو من جهة معالجة المحدثات الأدائية على ضوء ما ثبت عندهم بالرواية، وهو الذي نجده سائداً في كتب المحققين كالنشر وجامع البيان وغيرهما.
وهو خلاف ما نجده اليوم حيث أنّ النقد العلمي لكتب القراءات صار يُعني بالدرجة الأولى بنوعيّة التحقيق والطبعات وضبط النصوص دون العناية بالمضمون، وكأنّها شرطة تبحث عن سارقي الكتب ونوعيّة الطبعات، ولست أقلّل من شأن هذا العمل إذ لا بدّ منه ولكن ليس على حساب النقد الحقيقي الذي يتمثّل في نقد ما في الكتب على ضوء أصول وقواعد مستنبطة من المناهج التي انتهجها أئمّتنا عليهم رحمة الله تعالى.
كنت أتمّنى من محققي كتاب النشر أن ينتقدوا المضمون لا سيما اجتهادات ابن الجزري، وبعض اختياراته فيما لا علاقة له بالرواية المنقولة المشهورة. كمسألة ترقيق راء {يسر} وأخواتها، وجواز ترقيق الراء قبل هاء التأنيث الممالة في {فرقة}، واختياره الترقيق عند الوقف على {عين القطر} والتفخيم في {مصر} وغير ذلك إذ كلّ ما بُني على الاجتهاد المحض دون الرواية الصحيحة خاضع للنقد والاعتراض. ولا يتأتّى ذلك إلاّ بحصر هذه الاجتهادات والاختيارات ثمّ نقدها بالدليل والحجّة، وهو دأب الأئمّة النقاد الذين كانوا ينقلون الأقوال ثمّ ينتقدونها بالدليل والبرهان.
وأخشى أن يخلوَ هذا المنتدى المبارك من هذا النقد القويم فيطغى عليه النقد الشكلي للكتب بتتبّع عثرات المحققين وكشف السارقين المخادعين. مع أنّني أكرر أنّي لا أقلّل من هذا العمل ولكن ليس على حسب النقد المتعلّق بالمضمون والمقتضى.
أعتذر لمشايخنا مسبّقاً إن كان في كلامي ما لا يُرتضيه البعض والله من وراء القصد.
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Feb 2010, 05:32 م]ـ
أخي الكريم الشيخ محمد يحي شريف حفظك الله ورعاك:
أوافقك في كل ما قلته مع اختلاف معك في جانب من جوانبه، وذلك كالتالي:
النقد المعاصر الذي انتهجه كاتب هذه الحروف هو نقد لأعمال المعاصرين تجاه تصديهم لكتب القراءات وبيان ما في هذا العمل من خلل، وذلك حسب القواعد العلمية المعروفة في مناهج البحث سواء المعاصرة أو المتقدمة.
أما ما أختلف فيه معك أصلاً وتأصيلاً فهو المنهج الذي يراد تطبيقه على " اختيارات" العلماء الكبار كابن الجزري والداني وغيرهما!!
فماذا سيفعل الناقد عندما يناقش اختيار ابن الجزري رحمه الله في مسألة ما من المسائل صرح أن " اختياره " فيها هو كذا وكذا؟!
هل سيقول له:
اختيارك غير صحيح؟
اختيارك يخالف نصاً من النصوص جاء عند فلان من الأئمة؟
أما قولكم:
اجتهادات ابن الجزري، وبعض اختياراته فيما لا علاقة له بالرواية المنقولة المشهورة
فهذا فيه كلام يطول الآن بما لا يسمح لي الوقت به، وسأعود إليه لاحقاً إن شاء الله.
مع كامل التحية لك أخي الكريم.
¥