حيث يقول العلامة المخللاتي في مقدمة شرحه مبيناً منهجه في كتابه: (ثم إني أذكر – إن شاء الله تعالى – في أول كل سورة اختلاف مكيها ومدنيها ثم أتبع ذلك بترتيب نزولها ثم بنظيرتها في عدد آياتها، ثم بعدِّ كلماتها وحروفها، ثم قاعدة الفواصل، ثم بكمية عددها وما وقع الاختلاف فيه بين العادين ... ) (19).
ونأخذ مثلاً على ذلك قوله في شرح سورة النساء: ( ... وقاعدة فواصلها (لو قام) نحو (السبيل) و (ألا تعولوا) و (ومهين) و (كبيرا) و (غفور رحيم)، وعدد آياتها مائة وسبعون، وسبع شامي، وست كوفي، وخمس للباقين) (20).
ومما سبق يتضح أن (للفواصل) عدة إطلاقات:
فالداني يرى أن الفاصة هي آخر الجملة ولا يلزم أن تكون رأس آية، واستدل بكلام لسيبويه على ذلك، والجعبري رد عليه بأن هناك فرقاً بين الفواصل اللغوية والصناعية، وهذا الرأي هو الأصوب والأقرب للصحة.
فمصطلح (الفاصلة) مرادف لمصطلح (رأس آية) وبهذا المعنى مبثوث في كتب علوم القرآن والقراءات والتفسير.
وأقدم نص وقفت عليه في ذلك هو في كتاب (الكامل للهذلي (ت465هـ) حيث يقول – رحمه الله -: (حتى إن الآي سميت (فواصل) وإن كانت الآية الجماعة والعلامة، فإن آخرها فاصل يعني أنه يفصل الكلام الأول عن الآخر (21).
وقد استخدم الإمام الشاطبي – رحمه الله – في ناظمته كلا المصطلحين، ومن ذلك قوله:
وليست رؤوس الآي خافية على ذكي بها يهتم في غالب الأمر (22)
وقوله كذلك:
فهذا به حلّ الفواصل حاصل وفيما سواه النص يأتيك بالفَسْرِ (23)
كما أن هناك مؤلفات أصلية حملت هذا المصطلح مثل كتاب (بغية الواصل إلى معرفة الفواصل) لسليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) وهو مخطوط، أما المتأخر فكثير يصعب حصره في هذا المقام.
وكذلك يعلم أن هناك من يطلق مصطلح (الفواصل) ويريد بذلك الحروف الأواخر في رؤوس الآيات، كما عند الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز وغيره.
ويمكن أن نخرج بتعريف لعلم الفواصل بـ:
(أنه علم يعرف به أحوال آيات القرآن من حيث عدد آي السورة ورؤوسها وخاتمتها+.
إلا أنه لا شك أن مصطلح (رأس الآية) أدق وأخص من (الفاصلة) خروجاً من الخلاف وعملاً باللفظ القرآني.
--الحواشي --
1 - ينظر: الاتقان (2/ 452)
2 - تاج العروس مادة (أيي) , جما ل القراء للسخاوي (1/ 40 - 43)
3 - البيان للداني (125 - 126)
4 - حسن المدد (18)
5 - البرهان في علوم القران (1/ 266)
6 - الاتقان في علوم القران (1/ 66)
7 - الزيادة والاحسان في علوم القران (2/ 246)
8 - التحريروالتنوير (1/ 40)
9 - بصائر ذوي التمييز (1/ 80)
10 - البرهان (1/ 5)
11 - البيان (126) ومابين المعكوفتين إضافة من كتاب البرهان غير موجود في المطبوع
12 - حسن المدد (18)
13 - التبيان (247)
14 - البرهان (1/ 53)
15 - نقلا عن التحرير والتنوير (1/ 41)
16 - التبيان للجزائري (207)
17 - بصائر ذوي التمييز (1/ 87)
18 - بصائر ذوي التمييز (1/ 115)
19 - القول الوجيز للمخللاتي (89)
20 - القول الوجيز للمخللاتي (181)
21 - الكامل (109)
22 - ناظمة الزهر بيت (35)
23 - ناظمة الزهر بيت (46)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Feb 2010, 03:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث قيم وهام أحييك عليه أخى الفاضل
وأقتطف منه بعض القطوف التى تستأثر باهتمامى الشخصى، راجيا أن تلقى عليها مزيدا من الأضواء، وتلك هى:
وتعريف السيوطي وابن عقيلة يدل على رأيهما في أن تحديد رؤوس الآي توقيفي صرفة ولا مجال للقياس فيه، ولا شك بأن هناك من يخالف هذا القول
ألا تعتقد أخى الكريم أن الأصوب هو اعتبار رؤوس الآى توقيفية؟
ثم الى ماذا استند المخالفون لهذا القول؟ وهل لديهم دليل معتبرفى هذا؟
وقولي أو إلحاقاً: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة، فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: ألر، وألمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها
وهذا القول من ابن عاشور - رحمه الله - ألا تراه يعضد ما رجحته من أن رؤوس الآى توقيفية
ولكن ماذا عن الذين لم يعدوا أيا منها آية مستقلة (أعنى سائر الأحرف المقطعات بلا استثناء)؟ ماذا تقول فيهم بعد كلام ابن عاشور السابق ذكره؟
وقد يطلقون اسم الفواصل على الحروف الأواخر منها، وذلك في مثل قولهم: الفاتحة الميم والنون يريدون أن آخر فواصلها قد يكون حرف الميم نحو: (الرحيم) وقد يكون حرف النون في (نستعين) وقد تصدى كثير من العلماء لبيان فواصل جميع السور على هذا الوجه
حبذا أخى الكريم لو أرشدتنى الى العلماء الكثر الذين أبانوا عن فواصل السور على الوجه المذكور
ولا أريد منك استقصاءهم جميعا، بل يكفى ذكر نماذج يسيرة منهم
كما أن هناك مؤلفات أصلية حملت هذا المصطلح مثل كتاب (بغية الواصل إلى معرفة الفواصل) لسليمان بن عبدالقوي الطوفي (ت716هـ) وهو مخطوط، أما المتأخر فكثير يصعب حصره في هذا المقام
تكفينى معرفة نماذج يسيرة كذلك من هذا المتأخر الموصوف بأنه: كثير يصعب حصره، فلو تفضلت بذكر البعض منها أكن لك شاكرا
وكذلك يعلم أن هناك من يطلق مصطلح (الفواصل) ويريد بذلك الحروف الأواخر في رؤوس الآيات، كما عند الفيروزأبادي في بصائر ذوي التمييز وغيره
من غير الفيروزآبادى قال بهذا أكرمك الله؟
أعلم أننى قد أثقلت عليك بالأسئلة، ولا ألزمك بالجواب عنها جميعا، ولكن ما تيسر لك الجواب عنه فحسب
كما استأذنك فى أن أدعو الأخوة الأفاضل الذين يملكون جوابا شافيا عن أى من تلك الأسئلة أن يتقدموا به مشكورين مأجورين ان شاء الله
جزاك الله خيرا، وأحسن اليك، وسلام الله عليك ورحمته وبركاته
¥