ويبدو أنه قد سقط منها أيضاً ظهر الورقة الأخيرة؛ حيث إن الكتاب به نظام التعقيبة، وقد وضع في أسفل وجه الورقة كلمة (عنهم)؛ دلالة على أول كلمة من ظهر الورقة.
وعن هذه النسخة مصورة ميكرو فيلمية في:
مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، تحت رقم: (885). فهرس علوم القرآن 2/ 33.
وأخرى في جامعة الكويت مكتبة جابر الأحمد الصباح المركزية، تحت رقم: (1343).
منهج مؤلفه فيه:
بدأ المؤلف كتابه بمقدمة مختصرة، تحدث فيها عن (ما لا يجوز الوقف عليه)، ثم شرع في فرش حروف القرآن الكريم سورة سورة؛ من الفاتحة وحتى آخر سورة الناس، مقتصراً على ذكر الكلمة القرآنية موضع الوقف، متبعاً ذلك بعلامة رسمها الناسخ على شكل دائرة في وسطها نقطة سوداء، ولعلها كانت علامة الوقف ورمزه، أو أن المؤلف اقتصر على ذكر موضع الوقف فقط، دون أن ينص على نوعه من التمام والكفاية والحسن، وإن كان قد خالف ذلك في كثير من الأحيان بالتصريح بنوع الوقف.
ـــ أنواع الوقوف عنده ثلاثة، وهي: التمام، والكفاية، والحسن. كما يذكر وقف البيان، والمراقبة.
وكأني بمصنف هذا الكتاب قد صنف كتابه هذا لما رأى بعض معاصريه، ولعلهم من تلاميذ أبي الفضل الرازي، أو تلاميذهم معجباً بكتابه " جامع الوقوف "، فأراد من خلال تصنيفه لهذا الكتاب أن يستدرك عليه، ويظهر للمعجب به وبكتابه أنه لم يكن ذاك الرجل؛ حيث نجد هذه العبارات تتردد في كتابه:
((ولم يوضح لك الرازي هذا الإيضاح)) كتاب الوقف والابتداء ل 6 ب.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي ما ذكرناه من الأوقف الخمسة)) السابق ل 8 أ.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي إلا الأخيرة)) السابق ل 35 ب.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي هذه العلة)) السابق ل 40 أ.
وقوله: ((ولم يذكر الرازي فيه شيئاً)) السابق ل 102 أ - ب.
وقوله: ((ولم يذكر لك الرازي هذا، إنما ذكر قبح الوقف)) السابق ل 117 ب.
وقوله: ((ولا يلتفت إلى تطويل الرزي .... ولولا التطويل لأريناك مقعد الضُّرَباء من العَيُّوق)) السابق ل 156 أ.
وقوله: ((لم يذكره الرازي، وظن أن ... )) السابق ل 157 أ.
وقوله: ((ولا التفات إلى تعسف الرازي؛ من إجازته ... )) السابق ل 164 ب.
وقوله: ((وحكاه الرازي، ولم يتكلم فيه)) السابق ل 176 ب.
وقوله: ((وهذا التطويل الذي تراه عن [لعلها: عند] (صاحب التصنيف) في قوله: ? إِرَمَ ? إنما هو ليبين أن ? إِرَمَ ? لقب، لزيد بعلة [كذا، ولعلها: وليس بلدة]، ولولا أني أتجنب التطويل لأريتك غفلة هذا الرجل عن " كتاب أبي إسحاق " كيف.
وقد أعلمتك سهوه في قوله: ? مَن كَفَرَ بِاللهِ ? [النحل/ 106]، وقوله: ? وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدِيهِ ? [الأحقاف/ 17]، وقوله تعالى: ? مَن خَشِي الرَّحْمَنَ ? [ق/ 33]، وقوله تعالى: ? لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ? [الممتحنة/ 1]، وقوله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً ? [الطلاق/ 10]، ? وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ? [الجن/ 3]، ودونك قصيراً عن التطويل، لا طائل تحته)) السابق ل 214 أ – ب.
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Feb 2010, 06:24 م]ـ
أهمية هذا الكتاب:
تتمثل أهمية هذا الكتاب في الأمور التالية:
ـــ هو عاشر كتاب يتناول وقوف القرآن سورة سورة يصل إلينا، بعد كتب: ابن سعدان، وابن الأنباري، وابن أوس، والنحاس، والخزاعي، والداني، والعماني، وأبي الحسن الغزال، ومؤلف " منازل القرآن في الوقوف ".
ـــ احتفظ لنا بالكثير من نصوص كتاب " جامع الوقوف " لأبي الفضل الرازي، بعد فقدان أصوله؛ حيث لم يصل إلينا بعد، وهو بذلك يعطينا مع " كتاب منازل القرآن في الوقوف " صورة شبه متكاملة عن كتاب أبي الفضل الرازي.
ـــ الكتاب هو أهم المصادر التي وصلت إلينا في مواضع وقف المراقبة في القرآن الكريم، الذي كان أول من نبه عليه هو أبو الفضل الرازي؛ حيث نص على وقف المراقبة في نحو مائتي موضع.
¥