تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما إنه أدري بجامع العلوم وآرائه وكتبه فنعم، وما اهتديت إلي ما اهتديت إليه إلا بفضل كتبه، لكنه مثلي ومثلك غير معصوم يخطئ ويصيب، علي سعة علمه وطول خبرته، و ودِدت لو أن تحقيقه للمخطوط يظهر قبل تحقيقي إذاً لأفادني بحثه فأثري بحثي، وقد وقفت علي أوهام له قليلة لا تضيره ولا تنقص من قدره (فرب حامل فقه إلي من هو أفقه منه) وعلي كل حال قد تظهر نسخة أخري أو أخريات في حياتنا أو بعد مماتنا تستوجب إعادة التحقيقات، غير أنه يكفينا أن مهدنا للسالكين دربا.

وأما سؤالك: هل أعرف عنوان الكتاب؟ فلا أنا ولا الدكتور الدالي في مقدمات تحقيقاته للكشف والاستدراك وتفصيل ماءات التنزيل نستطيع الجزم بأنه الملخص أو الوقف والابتداء أو غير ذلك (إننظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين) غير أن لغلبة الظن الراجح سلطانا.

وسأعرض لك حيرتي وحيرته وما قد يحّيرك إلا أن تكون عالماً بما لا نعلم مما تؤثر إخفاءه ضناً به علي طلبة العلم، ثم سأتبعه - إن شاء الله - بمبحث عما (بين الباقولي والرازي) ليكون بعد هذا العتاب (الغليظ) غسيلاً للقلوب بما نرجو عليه من ثواب.

اللهم اغفر لي ذرب لساني وارزقني علما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علما، واشكر للدكتور الدالي فضله وأطل عمره، ويسر لأبي يوسف مناقشة أطروحته وابسُط يده في بذل المخطوطات لطالبيها، آمين والحمد لله رب العالمين.

ملاحظة: (هذا الجزء وما سيأتي بعده مما بين الباقولي والرازي مقتطع من تحقيقي للمخطوط، وقد أهملت فيه ذكر الهوامش اختصاراً)

عنوان الكتاب

فيما مضي ما يقطع بنسبة المخطوط إلي جامع العلوم غير أنه لا ذكر فيه لعنوان الكتاب لا تصريحاً ولا تلميحاً إلا نصُّه بتجنب التطويل مما يحتمل أنه الملخص ُ كما رجحه الدكتور الدالي لإحالات ذكرها في تفصيل ماءات التنزيل - أرجح أن يكون اسمه كذلك لكثرة استعمال الباقولي للتنزيل مرادفا للقرآن ولإحالته في مخطوطنا عليه بهذا الاسم - وكشف المشكلات عن مسائل تتعلق بالوقف، وسوف نعرض لها، هذا إن لم يكن الملخص تلخيصاً لكتابٍ آخر من كتبه ككتابه الذي أشار إليه في خاتمة الكشف بقوله ((وسأجمع لك كتاباً أذكر فيه الأقاويل المجردة في معني الآية دون إعرابها وما يتعلق بالصناعة منها إن شاء الله تعالي وحده))، فكأنه الملخص عن الكشف لا الملخص عن الوقف؟ وجامع العلوم أوقع قارئي كتبه في حيرة لإغرابه في ذكره لأسماء كتبه كما حقق الدكتور الدالي نفسه، مما يدعو إلي التأني في القطع بأسماء بعضها، فكتابه المنسوب إلي الزّجَاج مثلاً يصدق عليه وصف الملخص أيضاً، وأحسب أن القطع بكونه الجواهر يحتاج إلي مزيد نظر وتحقيق،لاسيما أن الباقولي يكرر مقالاته في كتبه ويمليها مرة بعد مرة، ألا تراه يقول فيه لمن يملي عليه: ((ولولا أني خفت أن تقول بعدي مالا يحل لك في هذا الكتاب لسقت لك جميع ما اختلفوا في زيادته في التنزيل في هذا الباب لكن ذكرتها في مواضع ليكون أحفظ عندك)) فهذا دليل علي أنه يقصد الاختصار لا الاستقصاء؟ فضلاً عن بقاء احتمال أن لا يكون من ذكروا الجواهر باسم الجواهر في شرح جُمَلِ عبد القاهر قد وقعوا في وهم، أضف إلي ذلك ما ذكره الأبياري من اضطراب ناسخه فيما نقل عنه، وأن الأستاذ النفاخ مع مافيه من إحالات علي البيان ذكر بأنه البيان في شواهد القرآن!! فهل الملخص ملخص للكشف أم للجواهر أم للبيان؟.

ونحوه قد يقال عن المستدرك والتتمة إذ يحتمل الأول أنه الاستدراك علي أبي علي ويحتمل أنه مستدرك علي كتاب آخر من كتبه، والتتمة إكمال لناقص أو مستدرك عليه، وقد يكون الشامل مجموع كتاب وتتمته،أو مُجْمل وشرحه، ويبقي كل ذلك احتمالات قائمة لا يُقْطع ببعضها إلا بظهور هذه الكتب.

وهذا الإغراب في أسماء الكتب وغياب بعضها يفضي إلي فتح باب الاحتمالات في الإحالات كذلك، ومن ذلك إحالة الباقولي علي الكشف في شرح اللُّمعخرجها الدكتور الدالي لما قطع بأنه ألف اللمع قبل كشف المشكلات علي أنه إملا ء لشرح اللمع أملاه مرة أخري بعد تأليف كشف المشكلات فنبّه في الثانية أنه ذكره في الكشف بأتم مما ذكره في شرح اللمع، هذا احتمال، ويبقي احتمال لم يشر إليه الدكتور وهو أن المقصود من الكشف، كشف الحجة لا كشف المشكلات؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير