تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الذي بين أيدينا هو الوقف أو الملخص، حتى مع ما في الكشف من إعراب للآية الكريمة يزيد علي الذي هنا بقليل، وأما الإحالة الأولي في تفصيل ماءات التنزيلالتي ذكرها الدكتور فهي عند قوله تعالي: (وما كفر سليمان .. وما أنزل علي الملكين .. ) قال الباقولي: ((وما يتعلق باختلاف الأقاويل في (ما) من الوقف قد تقدم من الملخص)).

وتفصيل الأقاويل من جهة الوقف من الآية مفصل في مخطوطنا تفصيلاً وهو ماينصر الذي ذهب إليه الدكتور الدالي إلا أن يكون الملخص كتاباً آخر كرر فيه القول كما هو ديدنه في تكريره مقالاته في بعض كتبه.

وأما الإحالة الثانية فهي قوله: (((من كل ما سألتموه) موصولة إذا قرأته بالإضافة، فأما من نوّن وقرأ (وآتاكم من كلٍ ما سألتموه) فقيل هو نفي، والوجه أن يكون التقدير: وآتاكم من كل شيء ما سألتموه ومالم تسألوه، فحذف (مالم تسألوه) كقوله: (سرابيل تقيكم الحر) ولم يقل: وسرابيل تقيكم البرد، لأن فيما أبقي دليلاً علي ما ألقي، وقال: (ولاتكرهو ا فتياتكم علي البغاء إن أردن تحصناً) والتقدير إن أردن أو لم يردن، وكنا قد ذكرنا ذاك في الملخص)).

ولا ذكر لهذه القراءة في مخطوطنا ولا للحديث عن (ما) ونصُّه ((قوله: (الله الذي خلق السموات) وقفه (سألتموه) لأن جميع الأفعال بعد (خلق) في الصلة)) ولم يشر في سورة النحل إلا للوقف علي (بأسكم) ولكنه ذكر آية النحل في سورة النور بمثل ماذكر في تفصيل ماءات التنزيل، ففُهم أنه يقصد الحذف، فيحتمل أنه أراد في الإحالة الإشارة إلي الحذف لا إلى الوقف، وهذا يؤدي إلي أن الملخص ليس مؤلفاً في الوقف بالضرورة، وهو احتمال راجح عندي، وقد كرر القول عن الحذف في آية إبراهيم في باب ماورد في التنزيل من إضمار الجمل قال: ((والتقدير و مالم تسألوه، فحذف هذه الجملة)).

ومثله قد يقال عن الإحالة الثالثة، قال: (((إنما نمدهم به) موصولة منصوبة ب (أن) وخبره (نسارع لهم في الخيرات) فحذف (به) من الخبر كما حذف (منه) في قولهم: السمن منوان بدرهم، وحذف (لهم) من قوله (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا) أي قل: لهم فادرؤا، فيمن جعل (الذين) مبتدأ، وقد تقدم في الملخص)) وقد تردد الدكتور الدالي في فهم كلامه فأخبر أن ظاهره أنه يريد ما ذكره في الملخص من الوقف علي آية آل عمران، ثم قال ولا يبعد أن يريد ما ذكره في الملخص من الوقف في هذه الآية من هذه السورة، وافترض أنه يقصد منع الوقف علي (بنين) وأنه لا يبعد أن بعضهم أجازه ومنهم أبو الفضل الرازي.

وفي مخطوطنا وإن لم يذكر الرازي فإنه قال بالوقف علي ((يشعرون، دون، بنين)) وفيه أيضاً الوقف على: (((يكتمون) فيمن رفع (الذين قالوا) بالابتداء وجعل خبره (قل فادرؤا) علي تقدير: قل لهم)) وفي المنسوب إلي الزجاج جعل آية المؤمنون في باب حذف الجار والمجرور، وأنا أيضاً متردد في المقصود من إحالته لأنها تحتمل أنه يريد الوقف، وأنه يريد الحذف، وذلك يضعف الاحتجاج بالإحالة في ترجيح أن كتابه في الوقف هو الملخص، ولم يبق إلا إحالته علي الملخص في الكشف علي وفق ما في زيادات مخطوطة طنطا كما ذكره الدكتور الدالي في قوله تعالي: (الذين ينفقون أموالهم با ليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) رداً علي وقف يقول به الرازي قال فيها: ((وحاد عن الصواب رازيكم ... وأعجب من هذا إجازته الوقف .. وقد شرحنا ذلك في الملخص)).

وليس في مخطوطنا ذكر لأي وقف في أثناء الآية لا عن الإمام الرازي ولاعن غيره، غير أنه ذكر الوقف علي رأس الآية ونبه علي عدم جواز وصلها بما بعدها لأنها توهم معني غير مراد، ثم عدَّد نظائر من ذلك في القرآن فيما عُرِف بعده بالوقف اللازم، وبه يكون أسبق من السجاوندي في التنبيه عليه وإن لَم يضع له مصطلحاً.

وتجدر الإشارة إلي قول الباقولي في مقدمته: ((وتأمل فيه تتضح لك المقاطع من المبادئ)) فهل لذلك علاقة بعنوان الكتاب!

ولقائل أن يقول: إن كتابه موضوع في الوقف التام، فأولي بعنوانه أن يكون دالاً علي التمام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير