ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:20 م]ـ
وفي ترجمة ابن حزم لدى الذهبي (ت 748 هـ) في (السير) عدّ من تصانيفه: " بيان غلط عثمان بن سعيد الأعور في المسند والمرسل ".
[ص2727 ط بيت الأفكار الدولية؛ و 18/ 169 ط11 مؤسسة الرسالة].
وقد ذكره الفيروزآبادي (ت 817 هـ) في (البلغة) - في ترجمته أيضا - باسم: " كتاب غلط أبي عمرو المقرئ في كتابه المسند والمرسل ".
[ص 202، ط1 دار سعد الدين].
وكتاب الداني هذا في الحديث حُقق غير مرة، ويمكنكم تنزيله من هنا ( http://ia311011.us.archive.org/3/items/HaditDani/hadit_dani.pdf) .
لكن يبقى وصفه بـ (الأعور) مُشكلاً؛ إلا إن كان من قبيل الهجاء أيضا! والله أعلم.
وللفائدة: كان لابن حزم عناية بالقراءات تبدو من تركه بعض مؤلفات فيها؛ فقد عدّ الفيروزآبادي من تصانيفه " كتاب رواية أبان بن يزيد العطار عن عاصم في القراءات " [البلغة / 201]. وله أيضا (القراءات المشهورة في الأمصار الآتية مجيء التواتر)؛ وهي رسالة قصيرة في صفحتين تقريبا نشرت ضمن رسائل خمس له ألحقت بكتابه (جوامع السيرة) الذي نشرته دار المعارف بمصر ضمن سلسلة التراث.
والله الموفق والمستعان.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[06 Mar 2010, 02:25 م]ـ
ومن المعلوم أن كلام الأقران في بعضهم ليس بحجة، فاتهاماته لأبي عمرو الداني في دينه وعرضه لا شك أنها تهم باطلة، وقد كان ابن حزم كثير الوقوع في العلماء المتقدمين، لا يكاد يسلم أحد من لسانه.
وأزيدك: ما أوردته مصادر ترجمته في وصفه؛ فأبو عمرو الداني: محدث مكثر، ومقرئ متقدم.
وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء، والتفنن في العلم، وكان ورعاً فاضلاً، وكان دينا، فاضلا، ورعا، سنيا.
وهجا - أي: أبو عمرو - ابنَ حزم الظاهري فأقذع؛ لمنافرة كانت بينهما، وهجاه الآخر أيضاً - غفر الله لهما -.
كان بين الداني وابن حزم الظاهري منافرة عظيمة، أفضت بهما إلى المهاجاة بينهما، ولكل واحد منهما في الآخر هجاء يقذع فيه - غفر الله لهما -.
ومما ذكره ابن حزم في طوق الحمامة يمكننا أن نقدر تاريخ تصنيف أبي عمرو لكتابه المكتفى.
وما زلت أنتظر اجتهادك مشفوعاً بأدلته.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:29 م]ـ
الأخ الفاضل أبو يوسف الكفراوي وفقه الله
السلام عليكم وعلى أهل الملتقى جميعاً، وبعد
فلم أطلع على أي من كتب أبي الفضل الخزاعي للحكم على مدى تأثر الداني به، ولكني وقفت على نص منسوب إليه في كتاب الأندرابي وقد ناقشت قضية تأثر الداني به في البحث الذي أشرت إليه، وهذه فقرات من ذلك البحث، لعلها تنفع في الموضوع:
بدأ العماني بتعريف التجويد والتحقيق، ومن المفيد نقل هذا التعريف بنصه، لأنه يمثل أقدم مصدر ورد فيه تعريف للتجويد، ولموازنة هذا التعريف بما ورد في كتب التجويد اللاحقة، قال العماني:
" اعلم أن التجويد حِلْيَةُ التلاوة وزينةُ القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، وردُّ الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقُهُ بنظيره، وإشباع لفظه، ولُطفِ النطق به، لأنه متى كان غيرَ ما حَكَيْتُ من وصفه زال عن تأليفه ورصفه.
وليس بين التجويد وتركه إلا رياضةُ من تدبَّرَهُ بفكِّهِ، قال الله تعالى:چ ? ? ?چ [المزمل4]، يعني قَطِّعْهُ تقطيعاً، وفَرِّقْهُ تفريقاً (16)، تقول العرب ثَغْرٌ رَتِلٌ إذا كان مفرَّقاً (17)، والترتيل صفة من صفات التحقيق، وليس به.
والتحقيقُ رِيَاضةُ الألْسُنِ، وتحقيقُ الألفاظ، وإعطاءُ كُلِّ حرفٍ حَقَّهُ من المد والهمز، والتمكين للهمز ... وأن يُؤْتَى بالحرف على حَقِّهِ في النطق به، لا زيادة فيه ولا نقصانَ" (18).
وإذا أردنا البحث عن أصول كلام العماني عن التجويد، والترتيل والتحقيق في المصادر التي سبقته، فإننا سنجد مقاطع منه، في كلام بعض العلماء السابقين، ومن هؤلاء أبو مزاحم الخاقاني، فإنه قال في البيت الثاني عشر من قصيدته: (19)
فذو الحِذق مُعْطٍ للحروف حقوقها إذا رَتَّل القرآن أو كان ذا حَدْرِ
¥