ولما لم أجد جواباً من فضيلته بدأت أبحث عمن يمكنني من الحصول على تلك النسخة، ولقد كلل الكريم بمنه هذا السعي الجاد، وذاك الحرص الدءوب بالحصول على نسخة الكتاب على يد أحد تلاميذ أستاذي فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد، ومعها مجموعة كبيرة من مخطوطات دار صدام.
وعلى الرغم من أنني لم أغادر أرض مصر مرة واحدة في حياتي، ولم أحصل على أي شهادة علمية من العراق إلا أنني بذلت هذا الجهد، وهذا دأبي - وأحمد الله عليه، وأسأله الثبات - ألا أكتب في أطروحتي أو أي بحث لي حرفاً واحداً إلا إذا كنت متأكداً منه، خاصة إذا أتيح لي ذلك، وهو ما جعل مناقشة أطروحتي تتأخر حتى هذا الوقت، على الرغم من حث مشرفي الكريمين على الانتهاء؛ حيث مضى على تسجيلي لها ما يزيد على خمس سنوات.
وبعد أن وقفت على نسخة الكتاب وجدت أن فضيلة الدكتور أحد رجلين:
إما أن يكون رأى الكتاب فأصدر حكمه القاطع بأنه لابن مهران، وعلى الرغم من ذلك لم يرجع إليه، وتلك مصيبة كبرى.
وإما أن يكون رأى بطاقته فقط، أو أمسكه المخطو بيديه دون أن يقلب فيه النظر، لكنه قال: ((وقد رأيت هذا الكتاب))، وتلك مصيبة أكبر.
فلو كلفت نفسك عناء النظر فيه لتأكد لك أن جميع الرموز التي ذكرها مؤلف " الخلاصة " هي نفسها الرموز التي استخدمها ابن طيفور السجاوندي في كتابه، وهاك الوصف العلمي للنسخة:
تقع النسخة في (136) ورقة، ضمن مجموع، مسطرتها أحد عشر سطراً، ومتوسط عدد الكلمات في كل سطر: ست كلمات، كتبت بخط نسخي جيد سنة 1125 هـ.
المقدمة الواردة في أول كل سورة، وكذا علامات الوقف والعدد كتبت بالمداد الأحمر، وباقي الكتاب بالمداد الأسود.
وقد جاء في أعلى الورقة الأولى، بخط مخالف لخط الناسخ: ((كتاب خلاصة الوقف تأليف الإمام الأستاذ المحقق أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصفهاني النيسابوري رحمه الله)).
وأول النسخة: ((سورة الفاتحة: مدينة. ويقال: مكية. وقيل: مكية ومدنية، وهي سبع آيات، حروفها: مائة وثلاثة وعشرون، كلامها: خمسة وعشرون.
" بسم الله الرحمن الرحيم ": آية كوفية ومكية (لب مك).
العالمين: (ه لا). الرحيم: (ه لا). " الدين ": (ه ط). " نستعين ": (ه ط ج). " المستقيم ": (ه لا خب). " عليهم ": (ه لا). " ولا الضالين ": (ه))).
أليست رموز الوقف هذه هي الرموز التي استخدمها السجاوندي في كتابه؟
أما ابن مهران فإن أنواع الوقوف عنده - من خلال تتبعي للنقول الواردة عنه عند الخزاعي، والعماني، وأحد تلاميذ أبي الفضل الرازي - هي:
التام، والكافي، والحسن، والصالح، والجائز، وغير الجائز.
ثم انظر لما جاء في آخر النسخة: ((سورة المسد: خمس آية [كذا]، وركوع واحد، والسورة مكية ...... " وتب ": (ه ط). " وما كسب ": (ه ط). " ذات لهب ": (ه ج صلى)، والأوجه الوصل؛ لأن " وامرأته " عطف على الضمير في " سيصلى ". " وامرأته ": (ط) لمن قرأ " حمالة " بالنصب على تقدير: أعني، وقد يجوز الوقف أيضاً لمن قرأ بالرفع على تقدير (هي حمالة).
" الحطب ": (ه ج) لمن قرأ " حمالة " بالرفع، ومن قرأ " حمالة " بالنصب فله أن يصل " ذات لهب " بما بعدها، ويقف على " الحطب ". " من مسد ": (ه خمس).
سورة الإخلاص أربع آية [كذا]، وركوع واحد، وفيها خلاف واحد، والسورة مكية، وقيل: مدنية، آياتها ... " قل هو الله أحد ": (ه ج). " الله الصمد ": (ه ج). " لم يلد ": (ه لا) آية مكي وشامي. " ولم يولد ": (ه لا). " ولم يكن له كفؤاً " بالهمزة أبو بكر، وبغير الهمزة حفص. " أحد ": (ه). وأبو حاتم وأبو بكر والأخفش لا يقفون إلى آخر السورة.
سورة الفلق ............... " الفلق ": (ه لا). " ما خلق ": (ه لا). " وقب ": (ه لا). " في العقد ": (ه).
سورة الناس ........ " برب الناس ": (ه لا). " ملك الناس ": (ه لا). " إله الناس ": (ه لا). " من شر الوسواس ": (ه لا) آية مكي وشامي. " الخناس ": (ه لا ص). " في صدور الناس ": (ه لا حم). " من الجنة والناس ": (ه).
¥