ـ[أحمد كوري]ــــــــ[13 Jul 2010, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيرا على هذا البحث المفيد، وشكرا لكم.
أضيف أن المقدم أداء عند المغاربة هو قصر الهاء من يأته لهشام. لكن الصواب في نظري هو ما قاله أبو شامة من أن هشاما ليس له فيها إلا الصلة. وسبب جريان العمل بالقصر عند المغاربة مع أنه مرجوح هو الالتباس الواقع في الشاطبية وشراحها حول الموضوع، بل إن هذا الالتباس قد وقع في كتب الداني نفسه. والظاهر أن الشاطبي كان يقول بالوجهين لهشام؛ فصاحبه السخاوي نص على الوجهين في فتح الوصيد: 1/ 264 – 265، وهو قد أخذ الشاطبية عن مؤلفها، وقال فيه ابن الجزري في النشر في حديثه عن المد العارض: 1/ 336: "كما نص السخاوي في شرحه وهو أخبر بكلام شيخه ومراده". وكذلك نص على الوجهين الفاسي في اللآلئ الفريدة: 1/ 216 وقد أخذ عن أصحاب الشاطبي، والجعبري: 1/ 326، بل قال: "وجه الصلة لهشام من زيادات القصيد".
وقد نص الإمام محمد بن عبد السلام الفاسي على أن المقدم عند المغاربة هو القصر لهشام في يأته مؤمنا، كما يقول في نظمه في المقدم أداء:
نؤتهْ مُصَدَّر هشام فيه=وبابه القصر بلا تمويه
وقد شرح ابن عبد السلام الفاسي نظمه هذا بكتابه: "إبراز الضمير من أسرار التصدير"، وخصص هذا الشرح لتعليل تقديم كل وجه مقدم أداء. وقد حاول في شرح هذا البيت الدفاع عن ما جرى به العمل عند المغاربة في هذه المسألة، وحاول أن يؤول ما لا يتفق معه من كلام التيسير، واحتج بابن أبي السداد المالقي، يقول ابن عبد السلام الفاسي:
"صدر لاقتصار التيسير عليه، ونصه في آل عمران: "أبو بكر وأبو عمرو وحمزة: يؤده إليك، ولا يؤده إليك، ونؤته منها في الموضعين، وفي النساء نوله ونصله، وفي عسق نوته منها: بإسكان الهاء في السبعة، وقالون باختلاس كسرة الهاء فيها، وكذا روى الحلواني عن هشام في الباب كله" فقوله: "في الباب كله" يعني به حرفي يوده وثلاثة حروف نؤته منها ونوله ونصله ويأته مؤمنا بطه، ويتقه وفألقه، وهو لم يذكر في سورة آل عمران عند يؤده سوى السبعة الأول كما رأيت، ثم قال: "في الباب كله" ولما ذكر يأته في طه قال: "قالون باختلاف عنه: ومن يأته مؤمنا باختلاس كسرة الهاء في الوصل، وأبو شعيب بإسكانها فيه، والباقون بإشباعها" فربما توهم أن هشاما مندرج في الباقين، وقال في يتقه: "أبو بكر وأبو عمرو وخلاد بخلاف عنه: ويتقه بإسكان الهاء، وقالون: باختلاس كسرتها"، والباقون بصلتها". وقال في فألقه إليهم: "عاصم وأبو عمرو وحمزة: فألقه إليهم بإسكان الهاء، وقالون يختلس كسرتها في الوصل، والباقون يشبعونها فيه". فربما توهم أيضا اندراج هشام في الباقين الواصلين فيهما". لكن قال ابن أبي السداد: "وذكر في المفردات هذه الألفاظ التي ذكر هنا وذكر معها يأته وفألقه وشبهه، وهذا عنى بقوله في التيسير: "في الباب كله". ثم قال ابن أبي السداد عنه أنه ذكر في المفردات أنه قرأ على أبي الفتح بالاختلاس وعلى أبي الحسن بالإشباع؛ فيتوجه التصدير أيضا من أنه المروي عن من أسند له قراءة هشام في التيسير. والله أعلم".
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا فضيلة د أحمد كوري علي هذه الإضافة الطيبة وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:06 م]ـ
باب هاء الكناية
قال الشاطبي ـ رحمه الله ـ: وَفي الْكُلِّ قَصْرُ الْهَاءِ كانَ لِسَانَهُ بخُلْفٍ وَفي طه بِوَجْهَيْنِ بُجِّلاَ.
مسألة: هل لهشام الوجهان ـ القصر والإشباع ـ في هاء (يأته)؟ أم له وجه واحد وهو (الإشباع)؟؟؟
قال الداني في التيسير: قالون بخلاف عنه (ومن يأته مؤمنا) باختلاس كسرة الهاء في الوصل وأبو شعيب باسكانها فيه والباقون بإشباعها) ا. هـ
فلم يذكر في التيسير سوي وجه واحد وهو المذكور في قوله (والباقون بإشباعها) وهشام منهم ـ أي من المشبعين ـ
ولقائل أن يقول: وجه القصر يُعد من زيادات القصيد ـ أي من زيادات الشاطبي علي التيسير.
¥