ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[05 May 2010, 06:15 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فهذا نقلٌ مع التحرير لمشاركة كتبتُها عن موضوع الإجازة ببعض روايات القرآن الكريم بقراءة أحرف الخلاف فيها وحدها فقط، حيث يقرأ الطالب على شيخه القرآن الكريم بحفص مثلا، ثم يثنّي بقراءة مواضع الخلاف (في الفرش فقط) بين حفص وشعبة، فيُجيزه الشيخ بشعبة، ثم يقرأ عليه مواضع الخلف لورش فيجيزه بورش، وهكذا. وهناك من المشايخ من يسأل الطالب؛ إن كان قرأ على غيره حفصًا مثلا، فإن كان كذلك؛ أقرأَه خُلف قالون مثلا فقط، ثم يجيزه بقالون، فهو لم يعرض القرآن أصلا على الشيخ، وإنما يُجيزه بإجازة غيره، والله المستعان!
قلتُ:
أما الإجازة بأحرف الخلاف فلي فيها رأي متشدد، هو - للأمانة - من كيسي:
فتجوز الإجازة بأحرف الخلاف، وهي طريقة متبعة عند السلف، لكن هيأتها غير هيئة اليوم:
فهيأتها القديمة عند سلفنا الصالح أن يقرأ الطالب على شيخه ختمة، فيمر أثناء الآيات على أحرف الخلاف فيأتي بها، والمقصود بأحرف الخلاف ليس "الفرش" فقط، بل الخلاف في "الفرش" والخلاف في "الأصول" معًا، وهي طريقة متبعة للضابطين الذين انتهوا واشتهر ضبطهم، ولا يتبعها شيخٌ مع تلميذه المبتدئ إلا أن يكون متساهلا!
أما القراءة على الشيخ بوسائل الاتصال الحديثة كالهاتف والمحادثات الشنكبوتية (الخاصة بالشبكة العنكبوتية): فهي معتمدة حاليا من كثير من أهل العلم، لكنها بلا ريب: أدنى من التلقي مشافهة كفاحا مباشرة من الشيخ.
أما قراءة ختمة أولا ثم قراءة أحرف الخلاف (الفرش فقط) مجردة: فقد أسلفتُ أنها لا تستوعب الخلافات في الرواية كلها، وبالتالي فهي إجازة ببعض القرآن الكريم لا به كله، وإن صحت من هذا الباب فهي لا تصح كقراءة لكامل القرآن الكريم، لأن الأمر كما - أسلفتُ - يخلو من الخلاف الذي يقع في الأصول، فهو سردٌ ناقص للخلف بين الروايات.
وفارقٌ كبيرٌ بين من يسرد الخلاف في كل كلمة في القرآن الكريم أثناء عرضه من أوله إلى آخره، سواءٌ كان خلافا في الأصول أم في الفرش، وبين من يسرد الخلاف في الفرش فقط، وأظنه يقرؤه بلا ترتيل كذلك!
إنها صورة مشوهة من التساهل، وليست تساهلا فقط، والله المستعان.
وإنما المتبع عند أهل العلم الحقيقيين، العلماءِ العاملين:
أن نص إجازاتهم لطلابهم يكون على وجه الدقة والتفصيل والإسهاب ودرء الوهم من حيث:
1. الزمان: زمان البدء والانتهاء إن أمكن، والأهم منهما تاريخ الإجازة من الشيخ.
2. المكان: الذي تليت فيه الختمة أو آخرها.
3. الكيفية، كيفية عرض التلاوة:
أ. من الحفظ أم من المصحف.
ب. شفاها كفاحا أما الشيخ، أم عبر وسائل الاتصال المختلفة.
ج. من أول القرآن إلى آخره، أم ببعض القرآن الكريم.
د. عدد الختمات إن أمكن.
4. الشهود: الذين يشهدون على هذه الأمور بدقتها، أو على ما يقوله الشيخ المُجيز.
أعان الله الجميع، ووفق وسدد الخطى.
والسلام خير ختام.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 May 2010, 09:13 م]ـ
أضعفها: أن يروي عن الشيخ بعد أن ثبت تخليطه وخرفه، وهو أمرٌ قد لا يعرف بسهولة، لكن أهل العلم لهم إلى معرفته سبيلٌ وعلاماتٌ، والتخليطُ والوهمُ مما لا تصح معه الرواية، فمن ثبتت قراءته على من خلَّط ولو كان أعلى أهل الأرض سنداً، فتسقط روايته من طريقه هذا.
جزاك الله خيرا , ولبيان ما تفضلتم به من واقع عملي فقد حدثني الشيخ أحمد حامد حفظه الله أنه ذهب ليقرأ على الشيخ عبد العزيز الزيات حفظه الله بعد رجوعه من المدينة فوجده مريضا طريح الفراش ممدا ووجد الناس قد ازدحموا عليه رجالا ونساء ليقرأوا عليه حرصا على علو سنده وهو لا يرد شيئا على من يقرأ عليه وقد رتبوهم في صفوف وأدوار وقد قالوا للشيخ أحمد اترك تيلفونك فإذا جاء دورك اتصلنا بك , قال وتعجبت كثيرا فالشيخ في غيبوبة مستمرة لا يرد شيئا على من يقرأ عليه قال فانصرفت وبعد أيام اتصلوا بي فلم أذهب وعلمت أن زوجة الشيخ هي التي كانت تختم الإجازات للقارئين في ذلك الوقت. أ. هـ.
مع أن الشيخ الزيات رحمه الله كان يمتنع من الإقراء في أجازاته التي ينزل فيها قبل هذا التاريخ حتى أن أحد إخواننا ألح عليه مرة أن يقرأ الفاتحة فقط فأبى ذلك جدا.
فالعجب من شباب صغارايفاخر أحدهم بأن سنده كسند الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف أو الشيخ حسنين جبريل , وما هم من القراءة في شيء.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 May 2010, 10:32 م]ـ
الشرط الأول للإجازة
وهو العدالة:
فإنه لا مناصَ منها ولا مَعدِلَ عنها، إذ لا يَصِحُّ أن يُحَمَّلَ القرآنَ الكريمَ فاسقٌ أو صاحبُ بدعةٍ أو معصيةٍ ظاهرةٍ يُجَاهِرُ بها ويُصِرُّ عليها، فإن ذلك مَدْعَاةٌ للاستهانةِ بالقرآنِ الكريمِ والاستخفافِ به، وإلى هَوَانِ المشتغلينِ به وبعلومه، فإن أحدَهُم لا يَعْدِمُ أن يقولَ على الله بغيرِ علمٍ، وربما فَجَرَ فذكرَ مِنَ القرآنِ الكريمِ مَبْتُورَاً ما يَشهَدُ لفاسدِ رأيهِ وهواه، والإجازة شهادة: فهي شهادةٌ للمجازِ بأنه يَحْمِلُ القرآنَ الكريمَ، يُسألُ عنها المُجِيزُ بَينَ يَدَيِ العزيز، "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" (الزخرف 19) ..
السلام عليكم
أخي الكريم ليس الصلاح والتقوي شرطا في الإجازة، وهذه الشروط من باب الاستحسان .. وهذا رابط فيه نقاش هذا الأمر من قبل.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=8193
اقرأها جيدا ثم أعد قراءتها ستجد فيه زبدة المسألة.
والسلام عليكم
¥