تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من خلال دراستنا لرجال الإسناد بصورة مفصلة ظهر أن سلسلة الإسناد، باستثناء العنقزي الذي وثّقه العلماء، لا تخلو من مقال يمنع من صحته، فابن وكيع أغلب العلماء على تضعيفه، وأما أسياط بن نصر فقد وصف ابن حجر حديثه بأنه منكر. وعلى هذا الأساس حكم العلماء على ضعف السدي الكبير. فهذا الأثر ضعيف لضعف أسباط، ولأن تفسير السدي من جمع أسباط وروايته. هذا بغض النظر عن طعن العلماء بالسدي الكبير، لكونه يقع في الشيخين. وإنه جمع التفسير من طرق فخلط بعضها ببعض، فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف، وربما التبس بالسدي الصغير الذي كذبه العلماء، وجعلوه سلسلة الكذب ().

دراسة إسناد الأثر (19014):

1. ابن حُمَيد: هو محمد بن حُمَيد الرازي الحافظ، روى عن يعقوب القمّي وابن المبارك، من بحور العلم، وهو ضعيف، ويروي عنه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده والترمذي في صحيحه، والراجح أنه ضعيف، وقد أخرج ابن جرير عنه كثيرًا في تفسيره، فهو ضعيف وليس بمتروك ()، وإن ما جاء عن طريقه من تفسير ضعيف، توفي سنة (248 هـ).

أقوال العلماء فيه:

قال ابن أبي شيبة: كثير المناكير. وقال البخاري: فيه نظر. وكذبه أبو زرعة. وقال الكوسج: أشهد أنه كذّاب. وقال صالح جزرة: كنا نتهم ابن حُمَيد في كل شيء يحدثنا، ما رأيت أجرأ على الله منه، وكان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه على بعض. وجاء من غير واحد أنه كان يسرق الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة، وقال في موضع آخر: كذاب. وكان ابن خزيمة إمام الأئمة لا يروي عنه. ويرى ابو زرعة أنه كان يكذب. وأجمع الحفاظ على تضعيفه في الحديث، وأنه ضعيف جدًّا. وقيل: إنه كان يخلط الشعر بالحديث ولا يفرق بينهما، ومن هذا يظهر أنه حاطب ليل، يروي ويكتب ما يسمع من غير تثبت. وبجانب هؤلاء المجرِّحين، فقد وثقه بعض العلماء منهم: أحمد وابن معين ().

2. سلمة: هو سلمة بن الفضل الأبرش، قاضي الري وراوي المغازي عن ابن إسحاق، يكنى أبا عبد الله، روى عن حجاج بن أرطاة، وروى عنه محمد بن حميد الرازي، توفي سنة (191هـ).

أقوال العلماء فيه:

ضعَّفه ابن راهويه. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير. وقال ابن معين: كتبنا عنه، وليس في المغازي أتم من كتابه. وقال النسائي: ضعيف، وسمع سلمة المغازي من ابن اسحاق مرتين. وقال ابن عدي: لم أجد لسلمة ما جاوز الحد في الانكار. وقال ابن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة. ورماه ابن معين بالتشيع، وقال عنه: لا بأس به. ولم يحتج به بعض النقاد من أئمة الحديث أمثال: أبي زرعة وأبي حاتم. وكان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه وظلم فيه. ضعفه البخاري. وقال ابو احمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم ().

3. محمد بن إسحاق بن يسار: أبو بكر المخزومي، رأى أنسًا وابن المسيب، وروى عنه الحمادان وسلمة بن الأبرش ويزيد بن هارون، وثقه غير واحد ووهاه آخرون كالدارقطني، توفي سنة (151هـ).

أقوال العلماء فيه:

ضعفه الإمام مالك، فقد اتهمه وجرحه بأنه دجال من الدجاجلة. واتهموه بالقول بالقدر، ولكن هذه التهمة رفضها العلماء. واتُّهِم أنه يحدث عن أهل الكتاب. وجرحه أحمد بن حنبل واتهمه بكثرة التدليس. وقال يحيى القطان: أشهد أن محمدًا بن إسحاق كذَّاب. ورجح الذهبي توثيقه، ودافع عنه وأطال في ترجمته. ووثقه العجلي. واستشهد مسلم بخمسة أحاديث له. وقال ابن حجر: صدوق يدلس ().

فالذي يظهر أن ابن إسحاق حسن الحديث صالح الحال صدوق هذا ما رجحه الذهبي من حال ابن اسحاق.

الحكم على الأثر (19014):

من خلال دراستنا لرجال الإسناد يظهر أن سلسلة الإسناد، باستثناء ابن إسحاق المختلف في توثيقه وتضعيفه، وإن كان ابن حجر حكم عليه بأنه صدوق يدلس. فإن باقي رجال الإسناد فيه أكثر من راوٍ ضعيف، فأما سلمة بن الأبرش فإن أكثر العلماء على تضعيفه، وأما ابن حُمَيد فمنهم من وصفه بالكذب وكثرة التدليس، وعليه فإنه على أقل تقدير يكون ضعيف الرواية. وعليه فإن هذا الأثر ضعيف، وقد يصل إلى درجة الموضوع، لوجود من هو متهم بالكذب، وهو ابن حُمَيد، وعليه فلا يعول على ما جاء به من تفسير في شأن همَّ يوسف ?.

دراسة اسناد الاثر (19015):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير