تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحسن القصص في القرآن الكريم، ليقتدى بنبي من أنبياء الله تعالى في القعود بين شعب الزانية، وفي حَلِّ تكَّته للوقوع عليها، وفي أن ينهاه الله ثلاث كرات ويصاح به عنده ثلاث صيحات بقوارع القرآن والتوبيخ … والتشبيه بالطائر الذي سقط ريشه حين سفد غير أنثاه ولا ينتهي ولا ينتبه حتى يداركه الله بجبريل وباجباره ()، ولو أن أوقح الزناة وأشطرهم وأجلهم وجهًا لقي أدنى ما لقي به نبي الله مما ذكروا لما بقي له عرق ينبض ولا عضو يتحرك، فيا له من مذهب ما أفحشه ومن ضلال ما أبينه)) ().

إن ما ذكره الزمخشري في الرد على القائلين بنسبة (الهم) إليه بالفاحشة نوافقه عليه، لكن نخالفه في نسبة هذه المقالة إلى الذين يسميهم بأهل الجبر ((ويعني بهم أهل السنة))، فإنهم كذبوا أصحاب هذه المقالة، وبينوا كذب تلك الروايات المنسوبة إلى الصحابة والتابعين، وأنها من نسج خيال الرواة الذين تأثروا بروايات أهل الكتاب، وبينوا زيفها بالدليل الناصع.

2. القاضي أبو بكر بن العربي: بعد ان ذكر تبرئة يوسف عليه السلام قال: ((وهذا يطمس وجوه الجهلة من الناس والغفلة من العلماء في نسبتهم اليه ما لا يليق به، واقل ما اقتحموا من ذلك انه هتك السراويل وهمَّ بالفتك فيما رأوه من تأويل. وحاشا لله ما علمت عليه من سوء بل أبرئه مما برأه الله منه)).

ويمضي ابن العربي في رده على مقالات الجهلة على نحو ما يسميهم ((فمال هؤلاء المفسرين لا يكادون يفقهون حديثًا، يقولون فعل فعل والله إنما قال: ? وهم بها ? لا أقالهم ولا أفاتهم الله ولا عالهم)) إلى أن يقول: ((كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية، وأي إمام يعرف بابن عطاء، تكلم يومًا على يوسف ? وأخباره حتى ذكر تبرئته من مكروه ما نسب إليه، فقام رجل من آخر مجلسه فقال له: يا سيدي فأذن يوسف همَّ وما تم. فقال: نعم، لأن العناية من ثمَّ. فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله وجواب العالم في اختصاره واستيفائه. ولذلك قال علماء الصوفية: إن فائدة قوله: ? ولما بلغ اشده اتيناه حكمًا وعلمًا ? أن الله أعطاه العلم والحكمة أبان غلبة الشهوة، لتكون له سببًا للعصمة)) ().

3.ابن الجوزي رحمه الله تعالى: بعد أن ذكر طرفًا من تلك الروايات في مسألة (الهمّ)، قال: ((ولا يصح ما يروى عن المفسرين أنه حلَّ السراويل وقعد منها مقعد الرجل، فإنه لو كان هذا ما دل على العزم، والأنبياء معصومون من العزم على الزنا)) ().

4. الإمام الرازي: بعد أن يذكر الروايات للواحدي في كتابه البسيط مشابهة لتلك التي يرويها الطبري يقول: ((ثم إن الواحدي طوّل في كلمات عديمة الفائدة في هذا الباب، وما ذكر آية يحتج بها ولا حديثًا صحيحًا يعول عليه في تصحيح هذه المقالة، وما أمعن النظر في تلك الكلمات العارية عن الفائدة)) ().

وبعد أن يذكر وجوه تبرئة يوسف ? يختم ذلك بقوله: ((فثبت بهذه الدلائل أن يوسف ?بريء عما يقوله هؤلاء الجُهال)). وفي موضع آخر بعد أن بيّن رأيه في المسألة يعود للرد على الواحدي فيقول: ((فقد ظهر بحمد الله تعالى صحة هذا القول الذي ذهبنا إليه، ولم يبقَ في يد الواحدي إلا مجرد التصلف وتعديد أسماء المفسرين، ولو كان قد ذكر في تقرير ذلك القول شبهة لأجبنا عنها، إلا أنه ما زاد على الرواية عن بعض المفسرين)) ().

5. الإمام النسفي رحمه الله تعالى: بعد أن ذكر مثالاً على تلك الروايات ردَّ عليها قائلاً: ((وهو باطل ويدل على بطلانه قوله ?: ? هي راودتني عن نفسي [سورة يوسف 26] ?)) ولو كان ذلك منه أيضًا لما برأ نفسه من ذلك، وقوله: ? كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء [سورة يوسف: 24] ?)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير