تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولتثير السامع والقارئ والمشاهد لكي يصلي على النبي عليه وآله الصلاة والسلام. أقول هذا مخرج مليح ولكنه لا يرقى للصحيح الأحوط، لأن عبارة (صلى الله عليه وسلم) تقال وتقرأ وتكتب غالبا بأنه تم تنفيذ الأمر الإلهي بالصلاة عليه، ولا يخلو أن القارئ أو السامع أو الكاتب يثار عند ذكر عبارة (صلى الله عليه وسلم)، والمهم هو ردة فعل المثارأو المتلقي؛ هل يردد العبارة نفسها بصيغة الإخبار (صلى الله عليه وسلم)؟ أم يصلي عليه بصيغة الدعاء (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)؟ وهنا ننتقل من الظاهر المدرك بالحواس المحتاج إلى الحكم، إلى الباطن أو النية التي يتفرد بعلمها الله سبحانه وتعالى، فيتعذر الحكم. ـ إذا أدركت ما سبق، تبرز عدة تساؤلات هي: ـ هل هناك قاعدة لغوية، أو وجها بلاغيا قويا مقنعا، يجيز لغويا عبارة (صلى الله عليه وسلم)؟. هذا السؤال أتوجه به إلى أهل اللغة والبلاغة بل وأهل الفتوى والفقه، لأن من شروط المفتي والفقيه أن يكون عالما باللغة العربية وفروعها من نحو وصرف وبلاغة الخ، فإن كان هناك قاعدة لغوية أو وجها بلاغيا قويا مقنعا، فآمل منهم مشكورين طرحه وشرحه للأمة، وبذلك تنتهي المسألة، وأما إن كان لا توجد قاعدة لغوية ولا وجها بلاغيا، أو سكت أهل الفتوى والفقه والتشريع واللغة عن المسألة تحت أي تبرير يستند على قاعدة فقهية تستعمل في غير موقعها ودلالتها، فهذا يعني أن المسألة قائمة وتحتاج إلى حل. ـ هل ينال قائل (صلى الله عليه وسلم) الأجر من الله تعالى؟ وهل عبارة (صلى الله عليه وسلم) تجزئ في تنفيذ الأمر الإلهي وإن خرجت مخرج الإخبار؟ وهل قائل (صلى الله عليه وسلم) يوصف بمقولته هذه بصفة (الآثم) لأنه جعل صلاة الله تعالى وصلاة ملائكته في الزمن الماضي الذي انتهى ومضى، مخالفا لكلام الله تعالى الذي ينص على أن صلاة الله تعالى وصلاة ملائكته في الزمن المضارع المستمر؟. هذه الأسئلة الثلاثة تحتاج إلى فقيه، شأنها شأن التساؤل السابق. ـ هل ذكر عبارة (صلى الله عليه وسلم) التي نسمعها ونقرؤها من بعض جهابذة علماء الإسلام، ومن دونهم في درجة العلم من السابقين والحاليين، من فقهاء ومحدثين ولغويين وخطباء ودعاة وفصحاء وبلغاء وصلوا إلى درجة (أمير المؤمنين، الحافظ، المحدث، الفقيه، اللغوي، النحوي، الخ) وترديدهم لها في كتبهم ومخطوطاتهم ومحاضراتهم وندواتهم وفتاواهم ومطبوعاتهم، هل هي حجة على صحة عبارة (صلى الله عليه وسلم) ومبرر لإستخدامها؟. ـ بناء على ما سبق طرحه، هل تعتبر عبارة (صلى الله عليه وسلم) من عبارات تمويه وتلبيس الشيطان على بعض العلماء والفقهاء والمحدثين وغيرهم من السابقين والحاليين، فاقتدى بهم الناس، ففوت بذلك الشيطان على اولئك، الأجر من الله تعالى، حال ذكر النبي والصلاة عليه؟ ـ هل تتولد دلالات ما، عندما سماع أو قراءة أو مشاهدة عبارة (صلى الله عليه وسلم)؟. ـ الرأي الشخصي عقلا وليس نقلا: أن عبارة (صلى الله عليه وسلم) عبارة إخبارية ليس فيها دعاء وتوجه إلى الله تعالى بطلب الصلاة عليه، أما أنها تجزئ أولا تجزئ، وتقبل أو لا تقبل فهو إختصاص إلهي يعتمد على نية قائلها، وهي غير صحيحة في التركيب إذا خضعت لقواعد العقيدة لأنها تخالف مضمون الآية كما سبق بيانه، ووجودها في كتب العلماء السابقين وخاصة المحدثين قد يكون (إدراجا) أي أدخلت في النصوص الحديثية من قبل الراوي، أو إضافة من قبل النساخ، وترديد بعض العلماء لها ليست حجة على صحتها وتركيبها اللغوي. وهي تلبيس من الشيطان حتى يفوّت على المسلم نيل أجر الصلاة عليه من الله تعالى. ومن خلال المحسوس والمشاهد أنها في الغالب أصبحت (إكليشة) في النطق بها، شأنها شأن (الإكليشة) في المطبوعات، أي أنها تقال بدون تدبر عقلي ولغوي. ويقاس عليها ما يقوله البعض عند إنهاء كلامه أو كتابته عبارة (وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) وهذه العبارة أيضا فيها الفعل (صلى) بصيغة الماضي وإضافة (الصحب) زيادة على مضمون الآية، وقد أجاز إضافتها بعض العلماء (بالقياس!). ولا تعتبر بدعة في رأيهم!. وعندما سئل عليه الصلاة والسلام عن كيفية الصلاة عليه قال: قولوا (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد). وهذه الصلاة إحدى الروايات الصحيحة التي نقرأها في الصلاة. لذا فالصلاة عليه يجب أن تكون بصيغة الطلب أو الدعاء بقول (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) أو (اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم تسليما)، أو (عليه الصلاة والسلام)، أو (صلوات الله وسلامه عليه)، مع التوجه القلبي والعقلي وهما شاهدا القبول، والحمد لله رب العالمين الهادي إلى الصراط المستقيم [/

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير