ـ[أيمن الوزير]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 01:09 ص]ـ
موضوع شيق ووجهة نظر تدل علي تفكر وتدبر
ولكن يا أخي الكريم
صلي: فعل ماض وأنت تعرف جيدا أن الفعل الماضي هو مادل علي حدوث فعل في الزمن الماضي ولكن ليس معني هذا أنه مضي وانتهي
كلا فمثلا لو قلت شرب محمد الماء فإن كان الفعل ماض فلا مانع أن يشرب محمد مرة ثانية كما أن صلي لا تقصر الصلاة علي الماضي فحسب أضف إلي ذلك روعة الفعل الماضي في إفادته الثبوت والتحقق
ثم ما المانع أن تكون صلي الله عليه وسلم جملة دعائية
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 02:06 ص]ـ
الدلالة اللغوية العامة لعبارة (صلى الله عليه وسلم) هل هي دلالة إخبارية أم دلالة دُعائية؟، أقول: لا يختلف إثنان ممن لهما أدنى إلمام باللغة العربية أن عبارة (صلى الله عليه وسلم) عبارة لها دلالة إخبارية وليس لها دلالة دُعَائية؛ بمعنى أن قائل (صلى الله عليه وسلم) ليس في عبارته هذه أي دعاء يتوجه به إلى الله تعالى لطلب الصلاة على النبي عليه وآله الصلاة والسلام ليحصل على الأجر، بل هي عبارة إخبارية يخبر بها قائلها نفسه أو غيره بأن الله تعالى (صلى؟) على النبي عليه وآله الصلاة والسلام؛
حياك الله ـ أخي الكريم ـ وبارك فيك! اعلم ـ وفقك الله ـ أن علماءنا الأولين ـ رحمهم الله ـ إنما استعملوا جملة (صلى الله عليه وسلم) على سبيل الدعاء لا الخبر، وهم بهذا لم يخالفوا الاستعمال الفصيح إذ يكثر في فصيح الكلام مجيء الطلب على صورة الخبر وهذا معلوم عند النحاة والبلاغيين، والجملة بمعنى (اللهم صل عليه وسلمْ) كما أن قولي في صدر المشاركة (حياك الله، بارك فيك، وفقك الله، رحمهم الله) كله دعاء على صورة الخبر وليس خبرا حقيقيا، إذ لا يتصور أني أخبرك بأن الله قد حياك وبارك فيك ووفقك ورحم العلماء، إذاً لادعيتُ أمورا غيبية لا أعلمها فيكون إخباري كذبا، وإنما أنا أدعو ليس غير.
وإن كان علماؤنا قد استعملوا مثل هذا فقد استعمل مثله نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن ذلك قوله: "رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" صحيح البخاري، وقوله: (بارك الله لك أولم ولو بشاة) صحيح البخاري، وقوله: " ... بارك الله لكما في غابر ليلتكما ... " صحيح مسلم.
فهذا كله إنما يحمل على الدعاء، وإذا عُلم هذا عُلم أن استعمال الجملة المذكورة استعمال صحيح فصيح، ولا يصح إخراجه من حيز الامتثال لأمر الله تعالى في الآية الكريمة. والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
ـ[مشرف العمري]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 12:15 م]ـ
أخي علي المعيشي بارك الله فيك على مناقشتك الجميلة::::
ولكن إذا قلنا أن الجملة دعائية وليست خبرية كما قلتم فالسؤال هو مالذي يدري الناس الذين يرددون هذه العبارة أن الجملة دعائية وليست خبرية فأنا أخبرك عن رجل يبلغ من العمر خمسين سنة تقريبا وهو صاحب درجة علمية كبيرة لايقر بهذه العبارة إلى الان وغير ه من الذين لايحملون من العلم شيئا من باب أولى أنهم لايعلمون أن الجملة دعائية،،،وهذا الرجل الذي حدثتك عنه إذا أراد أن يصلي على النبي يقول (عليه وآله الصلاة والسلام) ولايذكر العبارة التي نتناقش حولها،،،فما رأيك ورأي اللغويين أمثالك بارك الله فيكم فيما كتبته؟؟؟؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 10:57 م]ـ
أخي علي المعيشي بارك الله فيك على مناقشتك الجميلة::::
ولكن إذا قلنا أن الجملة دعائية وليست خبرية كما قلتم فالسؤال هو مالذي يدري الناس الذين يرددون هذه العبارة أن الجملة دعائية وليست خبرية فأنا أخبرك عن رجل يبلغ من العمر خمسين سنة تقريبا وهو صاحب درجة علمية كبيرة لايقر بهذه العبارة إلى الان وغير ه من الذين لايحملون من العلم شيئا من باب أولى أنهم لايعلمون أن الجملة دعائية،،،وهذا الرجل الذي حدثتك عنه إذا أراد أن يصلي على النبي يقول (عليه وآله الصلاة والسلام) ولايذكر العبارة التي نتناقش حولها،،،فما رأيك ورأي اللغويين أمثالك بارك الله فيكم فيما كتبته؟؟؟؟
حياك الله أخي مشرفا
استعمال الجملة الخبرية في صورتها (الطلبية في معناها) أمر ثابت في اللسان العربي، وإنما ينكره من لا دراية له بأساليب اللغة، أو من يأخذ ظاهرا منها فيحمله على غير وجهه، ولا أرى صاحبك هذا على شيء إذ أنكر ذلك وإن علتْ درجته العلمية التي أحترمها وأحترم حائزها، بدليل أنه تجنب (صلى الله عليه وسلم) لأنها خبرية في اعتقاده واستبدل بها (عليه الصلاة والسلام) ولم يتنبه على أن الجملة الثانية خبرية من حيث الصورة أيضا، وإنما تكون طلبية دعائية من حيث المعنى، أي كالجملة الأولى تماما إلا أن الأولى فعلية والثانية اسمية، وبهذا يكون قد قَبِل في الثانية ما تجنبَ الأولى من أجله!
أخي الكريم، الصحيح أنه يصح (اللهم صل على محمد ... ) كما يصح (صلى الله عليه وسلم، عليه الصلاة والسلام) وهذا حال ذكر اسم نبينا الكريم، أما الصلاة عليه في التشهد في الصلاة فلها ألفاظها الخاصة المعروفة.
أخيرا .. لو نقلت لك ما يخص المسألة من أقوال النحويين والبلاغيين لاحتاج الأمر إلى صفحات كثيرة، ولكني أكتفي بنقلين اثنين أحدهما عن أحد أئمة النحو والآخر عن أحد أئمة البلاغة:
1ـ " أما قولك: غفر الله لزيد، ورحم الله زيداً، ونحو ذلك فإن لفظه لفظ الخبر ومعناه الطلب؛ وإنما كان كذلك ليعلم السامع أنك لا تخبر عن الله عز وجل وإنما تسأله ... " اهـ المقتضب للمبرد.
2ـ " ... ثم الخبر قد يقع موقع الإنشاء، إما للتفاؤل أو لإظهار الحرص في وقوعه كما مر، والدعاء بصيغة الماضي من البليغ يحتمل الوجهين ... " اهـ الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني.
تحياتي ومودتي
¥