ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 04:05 ص]ـ
أخي الحبيب د. بهاء الدين عبدالرحمن
أشكر لك تفضلك بالقراءة واقتطاع وقت للكتابة والمراجعة، وأرى هذا من قبيل التفاعل المحمود، والاهتمام المطلوب. قلت أستاذنا
فهمت من كلامك أن النحويين يجيزون وصف المعرف بال باسم الإشارة، وليس الأمر كذلك، وإنما يوصف باسم الإشارة العلم والمضاف للضمير، أما المعرف بال اسما كان أو وصفا فلا ينعت باسم الإشارة لأن اسم الإشارة أعرف منهلم أنسب هذا للنحويين فقد أوردت أقوالهم أعلاه، فهذا قولي فأنا لا أفرق بين العلم والمعرف بأل، ومع هذا المسألة موضع اختلاف، نفهم هذا من النصوص الآتية:
قال ابن يعيش (3: 57)
ويوصف بالمبهم نحو مررت بزيد هذا لأن اسم الإشارة وإن لم يكن مشتقًا فهو في تأويل المشتق والتقدير بزيد المشار إليه أو القريب، هذا مذهب سيبويه فإنه كان يرى أن العلم أخص من المبهم وشرط الصفة أن تكون أعم من الموصوف ومن قال إن اسم الإشارة أعرف من العلم لم يجز عنده أن يكون نعتًا له إنما يكون بدلا أو عطف بيان
شرح الأشموني (حاشية الصبان، 3: 89)
* وأما المعارف فلا يكون النعت أخص عند البصريين بل مساويًا أو أعم. وقال الشلوبين والفراء: ينعت الأعم بالأخص، قال المصنف وهو الصحيح. وقال بعض المتأخرين: توصف كل معرفة بكل معرفة كما توصف كل نكرة بكل نكرة
وتقولون شيخنا
فعلقتم على ذلك بقولك:
اقتباس:
نخلص من هذا إلى أن الصفة التي تأتي بعد اسم الإشارة ليست نعتًا له كنعت الأسماء بل هي كالعلم وهو اسم جامد ليس بنعت لاسم الإشارة بل هو بدل
لم يتبين المراد بما وضعت تحته خطا، والمراد واضح وهو أنك حين تقول (هذا الواقف صادق) فالواقف ليس من صفات اسم الإشارة وهو في هذا الموضع بمنزلة الاسم الجامد كالعلم لأن المعنى: هذا الرجل الواقف صادق.
وتقولون شيخنا
فهذا عندنا اسم يغني عن قولنا: المشار إليه القريب، وذاك: يغني عن: المشار إليه البعيد، وهكذا ..
فإذا قلنا: هذا صحيح، فهو بمنزلة: المشار إليه صحيح، فكما نقول: المشار: مبتدأ، نقول: هذا: مبتدأ، وكما أنه لا حاجة لتقدير محذوف قبل (المشار) كذلك لا حاجة لتقدير محذوف بعد (هذا) أما قولك إن (هذا) يغني عن المشار إليه القريب فصحيح من حيث هو بيان لدلالة الإشارة ولكنه غير صحيح (في نظري) من حيث تحليل التركيب، ومن حيث مراد المتكلم الذي حين يشير إنما يشير إلى ذات أو معنى قريب، واجتزأ بالإشارة عن التصريح بها والتصريح جائز. ومع ذلك فكلمة (المشار إليه) ليست سوى نعت ناب عن شيء أو معنى هو المقصود. وهنا يتبين أنه لا مفر لبيان المعنى من تقدير محذوف قبل (المشار) كما لا مفر من تقدير محذوف بعد (هذا).
أستاذنا أشكرك وأرجو تقبل تحياتي واسلم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 06:51 ص]ـ
العزيزان:
أ. د. أبو أوس الشمسان
د. بهاء الدين عبدالرحمن
بارك الله فيكما وبكما لهذا الإثراء.
ـ[بدر الخرعان]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم ..
أستاذي الفاضل: إذا اُعتقد ما ذكرتم؛ فإذن ما الفرق بين تقديم (أداة) الإشارة وتأخيرها من حيث المعنى، كذلك إذا قيل: (جاء الرجل هذا) هل يتعين هنا تقدير بدل محذوف حتى لو أريد التوصل إلى وصف نحو: (جاء الرجل هذا الطويل)، كذلك قد يراد مدح أو ذم فيقال: (جاء الرجل هذا) فيشار إليه تعظيما أو احتقارا فتطلق (أداة) الإشارة حتى يتوسع في التصور، وكذلك قولكم: (ولكنك حين بدأت فقلت (جاء الرجل) بدا لك أنّ الأمر يحتاج إلى مزيد إيضاح وتحديد فأشرت إليه لتنفي إرادة غيره من الرجال الموجودين). أليس هذا القول داخلا ضمن معاني الصفة؟ وشكرا
ـ[ماجد غازي]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 06:44 م]ـ
[اسم الإشارة والنعت]
والأولى أن يسمى (حرف إشارة).
كون (هذا) حرفا، مردود من وجوه:
أحدها: إجماع الأئمة على اسميتها.
الثاني: قبولها لعلامات الاسم كقولك: (مررت بهذا الرجل) فقبولها للازم الاسم يدل على أنها اسم، ولا يقال: إن الباء داخلة في الحقيقة على الرجل، فكيف إذاً صح أن يليها (هذا) وهو حرف، والحرفان لا يتواليان بلا فاصل قياسا.
الثالث: أن من لوازم ذكر (هذا) تعلُّقٌ بمشار إليه، وهذا حد الاسم: أن يدل على معنى في نفسه ...
¥