تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 11:50 م]ـ

أخي الحبيب د. بهاء الدين عبدالرحمن

حياك الله وأبقاك ونفع بك العربية وأهلها. لقد سعدت بطرحك وتحليلك، إذ هو إعادة تفكير في القضايا اللغوية وهو ما يقتضيه الواجب نحو إحياء التراث.

حاولت الجواب عن السؤال: أمفرد الحرف (أنّ) المشدّدة أم مركب؟

وانطلقت من الوظيفة المشتركة بين (أنْ) المصدرية وهذا الحرف وهو السبك المصدريّ، وذهبت حسب فهمي إلى أن المخففة الداخلة على الجملة هي (أن) المصدرية، وأن المشددة مركبة من (أنْ) المصدرية و (إنّ) التوكيدية، وذكرت آلية التركيب

جئنا بـ (أنْ) فأدخلناها على (إنّ) فتصير (أنْ إنّ) ثم تخفف الهمزة بإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها، فتصير (أنِنّ) ثم تحذف إحدى النونات لتوالي الأمثال، وتدغم النونان الباقيتان فتصير (أنّ) ولم تشر إلى حذف الكسرة ولكنه من لوازم الإدغام

أ ـَ ن إ ـِ ن ن ـَ>أ ـَ ن ـِ ×ن ن ـَ>أ ـَ ن ـِ ن ـَ>أ ـَ ن ن ـَ = أنَّ

والآلية واضحة وأراها مقبولة. وقد أقررت بهذا للنحويين مقولة التوكيد. وهي المقولة التي أتوقف فيها، إذ التوكيد في فهمي عنصر اختياري في الجملة يمكن أن يؤتى به أو يحذف.

وما أتوقف فيه أن يعتمد في كون (أنْ) دالة على التوكيد أو غير دالة عليه من القرائن، فالمستعمل للغة لا يفكر بهذه الطريقة بل يستعمل الشيء وهو يريده فهو إذا أراد التوكيد أقسم أو كرر اللفظ أو أدخل لام التوكيد، وأما من يفزع إلى القرائن فهو المحلل اللغوي والمعرب. والعطف على أنْ بجملة فيها (أنّ) مشددة لا يعني أن الأولى مخففة منها إذ العطف ليس بلازم، ماذا في قولنا: أشهد أنْ زيد صادق. أهي مخففة دالة على التوكيد؟ التوكيد إن يكن من توكيد هو من الفعل أشهد. ولا أراها مختلفة عن أعجبني أن زيد صادق. ولا أراها مؤكدة في ظننت أنْ زيد منطلق/ ظننت أنَّ زيدا منطلق.

والخلاصة التي أنتهي إليها موافتك في كون (أنْ) المصدرية تدخل على الأفعال والجمل فتسبكها لتكون مصدرًا، ولكني أراني أتوقف في الدلالة على التوكيد.

أشكرك أن خصصتني بالتحية وأتمنى لك التوفيق والتسديد.

ـ[عبد ذي الجلال والإكرام]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 04:21 ص]ـ

كيف يمكن الاستغناء عن أنَّ في هذه الجمل

أعلم أنك أتيت

أعلم أنك آت

أعلم أنك ستأتي

أعلم أنك لن تأتي

أعلم أنك لم تأت

وعذرا على التدخل في موضوعكم

ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 10:14 م]ـ

أثار أخي أبو أوس بموضوعه عن (أنَّ) المشددة وعدم دلالتها على التوكيد مسألة كانت تراودني منذ زمن فعدت لبحثها من جديد وها أنذا أعرضها عليكم بمناسبة عودة أبي أوس الميمونة: (مع الاعتذار عن التأخر):)

هل (أنّ) المشددة حرف مفرد أم مركب؟

هذا ماكنت أحاول الإجابة عنه وما أقدمه هنا يعد خلاصة بحث أعده ضمن بحوث للترقية وأدعو الله أن يتيح لي الوقت الكافي لإنجازها.

بدأت الفكرة عندما قرأت ما كتبه سيبويه عن (أن) الخفيفة، حيث وجدته يجيز دخولها على المضارع والماضي والأمر، ولم يمنع ذلك من أن تعمل النصب في المضارع، ونظيرتها في ذلك (إن) الشرطية، حيث لم يمنع دخولها على الماضي والمضارع من أن تعمل الجزم في المضارع، فقلت في نفسي لماذا لا يجوز أن تدخل (أنْ) الخفيفة المصدرية على الجملة الاسمية ليحولها إلى مصدر منسبك معها كما إذا قلنا: أعجبني أنْ زيد منطلق، كما أن (إنْ) الشرطية تدخل على الجملة المبدوءة باسم بعده فعل، في نحو: إنْ زيد جاءني أكرمته. ومعلوم أن النحويين يجعلون (أنْ) في: أعجبني أنْ زيد منطلق، مخففة من الثقيلة ويجعلون اسمها ضمير الشأن، مع أن المعنى: أعجبني انطلاق زيد.

فذهبت إلى أن الأولى أن نجعل (أن) هذه هي المصدرية الداخلة على الجملة الفعلية ولا حاجة إلى تقدير محذوف ..

وقادني هذا إلى أنه يجوز دخول (أنْ) هذه على الجملة الاسمية المؤكدة بـ (إنّ) المشددة في نحو: إنّ زيدا منطلق، فإذا أردنا سبك مصدر من هذه الجملة جئنا بـ (أنْ) فأدخلناها على (إنّ) فتصير (أنْ إنّ) ثم تخفف الهمزة بإلقاء حركتها على النون الساكنة قبلها، فتصير (أنِنّ) ثم تحذف إحدى النونات لتوالي الأمثال، وتدغم النونان الباقيتان فتصير (أنّ) فتصير الجملة أعجبني أنّ زيداً منطلقٌ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير