تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 10:42 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أرحب بأساتذتي جميعًا، واسمحوا لي من فضلكم بالمشاركة:

تبدل النون ألفا بالوقف لمشابهة النون - بما فيها من الغنة والزيادة - حرف الألف، وهذا تعليل العلماء منهم ابن جني وأبو علي الفارسي وغيرهم كثير.

ولقد أبدل العرب التنوين ألفا في النصب، ولم يبدلوا - على اللغة العليا - ياء في الجر وواوًا في الرفع؛ لأسباب ذكرها العلماء، وأذكر منها رأي سيبويه، وألخصه:

خِفَّةُ الألفِ بعد التنوين وثِقَلُ الواوِ والياءِ. والدليل على هذا السبب أن العرب يثبتون الألف في المواضع التي يحذفون منها الياء والواو، فمن حذف الياء - على سبيل المثال لا الحصر - نحو قوله تعالى: (والليل إذا يسر) و (الكبير المتعال)

أصلهما (يسري) و (المتعالي)، وحذفت الياء.

ومن أبيات الكتاب قول الشاعر:

وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه ... ويعدن أعداء بعيد وداد

أصلها:

الغواني، وحذفت الياء.

ومنها أيضا:

وطرت بمنصلي في يعملات ... دوامي الأيد يخبطن السريحا

أصلها: الأيدي، وحذفت الياء.

قلتُ: ومما استشهد به الكوفيون:

كفاك كفٌّ ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما

أصلها: تعطي، وحذفت الياء.

وهذا رأي سيبويه، وهو موجود في الكتاب، وقد لخصته.

وعلل غير سيبويه في عدم إبدال التنوين واوًا في الرفع وياء في الجر؛ حتى لا يشبه آخرُ الاسم ِ آخرَ الفعل، وفي المثال يتضح المقال:

محمد + يدعو ... ، فلو زدنا (محمدًا) واوًا في الرفع التبس الاسم والفعل وهكذا.

وهذا الرأي (أقصد إبدال التنوين واوًا) غير موجود في الأسماء استثقالا له، بل لا يوجد في العربية اسم معرب منتهٍ بواو - وهذه قاعدة معروفة رددها كثير من العلماء، وتجدها في كل كتاب صرفي، وإنما الحديث هاهنا عن الإبدال - وأما إبدال التنوين ياءً فقد تفضل بذكر ذلك مشرفنا الفاضل أبو عمار الكوفي، وأعيده: فلو قلنا: مررت بزيدي. التبس ذلك بما أضيف لياء المتكلم نحو: غلامي وكتابي ونحوه.

هذه إجابة سؤالك، وأحب أن أذكر نصوص العلماء؛ لتكون الإجابة متينة مفيدة مطمئنة:

قال ابن جني: (

فأما الوقف فكل اسم متمكن منون وقفت عليه في رفعه أو جره حذفت إعرابه وتنوينه، وذلك قولك: هذا محمدْ، ومررت بمحمدْ، فإن نصبت أبدلت من تنوينه ألفا، ولم تقرره فيه البتة، وذلك قولك: رأيت محمدا، وإنما أبدلتَ منه الألف لمضارعة النون بما فيها من الغنة وبالزيادة – أيضا - لحروف اللين ... فإن قيل: فهلا أبدل منه في الرفع واوًا وفي الجر ياء كما أبدلوا منه في النصب ألفا؟

ففي ذلك جوابان:

أحدهما: وهو قول سيبويه أن الألف خفيفة، فألحقت لخفتها، والواو والياء ثقيلتان فلم تزادا بدلا من التنوين لثقلهما. ويؤكد هذا القول إثباتهم الألف بحيث يحذفون الواو والياء ألا تراهم قرؤوا: (والليل إذا يسر) و (الكبير المتعال) ومن أبيات الكتاب

(وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه ... ويعدن أعداء بعيد وداد)

ومنها - أيضا -:

وطرت بمنصلي في يعملات ... دوامي الأيد يخبطن السريحا)

وأنشد البغداديون:

(كفاك كف ما تليق درهما ... جودا وأخرى تعط بالسيف الدما)

......... واعتل غير سيبويه في ترك إلحاقهم المرفوع واوا والمجرور ياء بدلا في الوقف من التنوين بأن قال: كرهوا أن يقولوا: قام زيدو. لئلا يشبه آخرُ الاسم آخرَ الفعل في نحو: يدعو ويحلو. وهذا غير موجود في الأسماء استثقالا له، وكذلك لو قالوا: مررت بزيدي لالتبس بالمضاف إليه نحو: غلامي وصاحبي).

ولأبي علي الفارسي كلام جميل حول إبدال النون ألفا في تنوين النصب بسطه ابن جني بسطا جميلا وعرضه عرضا رائعا كعادته فيما يأخذ عن شيخه أبي علي الفارسي حيث يقول:

(قد أبدلت الألف عن هذه النون في ثلاثة مواضع:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير