تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أحدها: أن تكون في الوقف بدلا من التنوين اللاحق علما للصرف، وذلك قولك: رأيت زيدا، وكلمت جعفرا، ولقيت محمدا، فكل اسم منصرف وقفت عليه في النصب أبدلت من تنوينه ألفا - كما ترى - إلا أن يكون حرف إعراب ذلك الاسم تاء التأنيث التي تبدل في الوقف هاء، وذلك قولك: أكلت تمرةْ، وأخذت جوزةْ و، لم تقل: أكلت تمرتًا، ولا أخذت جوزتًا؛ لأنهم أرادوا الفرق بين التاء الأصلية في نحو: دخلت بيتا، وسمعت صوتا، وصدت حوتا، وكفنت ميتا، والوقف على قوله عز اسمه: (أو من كان ميتا فأحييناه) (أو من كان ميتا)، والتاء الملحقة نحو: رأيت عفريتا وملكوتا وجبروتا، وبين تاء التأنيث في نحو: تمرة وغرفة. فأما قولك أكرمت لك بنتا، وصنت لك أختا، ووقوفك على هاتين التاءين بالألف فإنما ذلك لأنهما ليستا علمي تأنيث، وإنما هما بدلان من الواو التي هي لام الفعل في إخوة وأخوان وأخوات وفي الأخوة والبنوة) أ. هـ

ومما يجدر التنبه له أن للعرب لغاتٍ في الوقف على الاسم، وقد حكاها سيبويه في الكتاب، ودونها العلماء، وناقشوها، وأنا ذاكرٌ طرفًا منها ساقه لنا السؤال والإجابة:

من العرب من يقف بالسكون على المرفوع والمجرور والمنصوب، وهذا لغة وصفها سيبويه بقوله: (وهي بغاية الرداءة والقبح). هذه واحدة.

وجاء في سر الصناعة: (لغة من قال: هذا زيدو، ومررت بزيدي. كما يقول الجميع في الوقف على المنصوبِ المنونِ: رأيت زيدا)

فيجب علينا أن نعرف أن من يقف على المرفوع بالواو وعلى المجرور بالياء فهو يتكلم على لغة من لغات العرب التي دونها الثقات من العلماء منهم سيبويه والفراء وغيرهم، وقد قرئ القرآن بهذه الوقوف، وأخص قراءة ورش عن نافع، وغيره.

وفي قول ابن جني القريب السابق – كما ترى – نظر حيث قال: (كما يقول الجميع)، وأسقط اللغة التي تقف بالسكون على أن سيبويه سمعها، ودونها، ولكن نجد له تعليلا في ذلك أنها لغة قليلة، وقد قبحها سيبويه، وهي على خلاف اللغة العليا التي عليها قواعد العلماء، ولن نعدم العذر لأسلافنا الجهابذة جزاهم الله عنا كل خير.

ويبرز سؤال وهو: من الذين يتكلمون بهذه اللغات ما اسمهم من هم؟!

فأقول: ذكر ابن مالك – رحمه الله - في الكافية وشرحها (4/ 1979) أن ربيعة تقف على المنصوب المنون بالتسكين نحو: رأيت زيدْ. كما يقال: جاء زيدْ. ومررت بزيدْ. وفي الحديث في باب الوقف قال ابن عقيل – رحمه الله - عن هذه اللغة: (والظاهر أن هذا غير لازم في لغة ربيعة؛ ففي أشعارهم كثر الوقف على المنصوب المنون بالألف، فكأن الذي اختصوا به جواز الإبدال)

مودتي وتقديري.

ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 10:53 م]ـ

بارك الله فيك شيخنا الباحث و المدقق فيما يقول عبد العزيز

و الحق أن أكثر ما يميزك في ردودك و يجعل ما تقول مرجحا , تأصيلك لما تورد من آراء فلا تنطق عن الهوى على أنك لا تأتي بوحي يوحى ولكنك تأتي بقول أعمدة النحو في ما تذهب إليه ...

سر و عين الله تحرسك

ـ[نبض المدينة]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 08:43 م]ـ

بارك الله في علمك ياأباتمارى وزادك من فضله

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 09:26 م]ـ

مشاركات قيمة نشكر "نبض المدينة" على إحياءها ورفعها.

ـ[ابن بريدة]ــــــــ[31 - 07 - 2010, 05:23 م]ـ

بارك الله فيك أستاذنا عبد العزيز ..

اسمحوا لي أن أضيف قائلاً:

بين النون والألف في اللغة العربية تبادل ونيابة فيما بينهما، ومن ذلك إبدال نون التوكيد ألفًا في الوقف، ووجه كثير من شراح المعلقات تلك الألف في مطلع معلقة امرئ القيس هذا التوجيه (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .. )

ولعل هذا الإبدال في تنوين المنصوب دون تنوين المرفوع أو المجرور راجع إلى الحمل على هذه النيابة بين الحرفين - أعني الألف والنون الساكنة -.

والله أعلم،،

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير