نحو: أ مسافر الرجل، وما محبوب الكسول.
وجاز أن يكون منه قوله تعالى: (أحق هو) 3.
ـــــــــــ
1 ـ 33 لقمان
2 ـ 25 الجن. 3 ـ 53 يونس.
على اعتبار أن " حق " مصدر بمعنى اسم الفاعل ثابت، فيكون حق مبتدأ، وهو فاعل، ويجوز أن يكون " حق " خبر مقدم، وهو مبدأ مؤخر.
جاز فيه وجهان:
أ ـ أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعلا، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر. ويكون الفاعل بعد اسم الفاعل، ونائب الفاعل بعد اسم المفعول.
فمسافر مبتدأ، والرجل فاعل سد مسد الخبر.
ومحبوب مبتدأ، والكسول نائب فاعل سد مسد الخبر.
ب ـ كما يجوز أن يكون الوصف المشتق خبرا مقدما وتاليه مبتدأ مؤخرا.
فمسافر: خبر مقدم، والرجل: مبتدأ مؤخر.
2 ـ إذا كان الوصف المشتق مفردا، وتاليه مثنى، أو جمعا، وجب أن يكون الوصف مبتدأ، وتاليه فاعلا، أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر.
نحو: ما مهمل الطالبان، وما محبوب المقصرون.
مهمل: مبتدأ، والطالبان: فاعل سد مسد الخبر.
ومحبوب: مبتدأ، والمقصرون: نائب فاعل سد مسد الخبر.
3 ـ ومنه قول الشاعر بلا نسبة:
أ قاطن قوم سلمى أو نووا ضعنا أن يضعنوا فعجيب عيش من قطنا
الشاهد في البيت قوله " أ قاطن قوم " إذ اكتفى بالفاعل " قوم " عن الخبر؛ لكون المبتدأ " قاطن " وصفا معتمدا على الاستفهام.
ومثلما رفعت الصفة المشتقة الواقعة مبتدأ، والمعتمدة على استفهام أو نفي اسما ظاهرا كما في البيت السابق، فإنها ترفع الضمير الظاهر أيضا.
4 ـ نحو قول الشاعر:
خليليّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع
فإن رفعت الصفة الضمير المستتر فهي ليست من هذا الباب، وإنما هي خبر عما قبلها. نحو: محمد لا مجتهد ولا مؤدب.
ففاعل كل من مجتهد ومؤدب ضمير مستتر تقديره: هو.
وإن اكتفت بمرفوعها الظاهر فهي خبر مقدم، وما بعد المرفوع مبتدأ مؤخر.
نحو: ما مسافر والداه أحمد.
مسافر خبر مقدم، ووالداه فاعل لمسافر، وأحمد مبتدأ مؤخر.
3 ـ إذا كان الوصف المشتق مثنى، أو جمعا وتاليه مثنى، أو جمعا، وجب أن يكون الوصف خبرا مقدما، وتاليه مبتدأ مؤخرا.
نحو: أ مسافران الضيفان، وما مقصرون المجتهدون.
مسافران: خبر مقدم، والضيفان: مبتدأ مؤخر.
تعدد المبتدأ:
يجوز تعدد المبتدأ وخبره واحد.
نحو: صديقك والده أمنيته تحقيقها أن يشفى ابنه.
تعريف المبتدأ وتنكيره:
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة كما مر معنا في جميع الأمثلة، ما عدا المعتمدة على نفى، أو استفهام. غير أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت معنى، وقد قسم النحاة النكرة التي تفيد معنى إلى قسمين: ـ
أولا ـ النكرة التي تفيد الخصوص وهى:
1 ـ النكرة الموصوفة بوصف مذكور، أو مقدر، أو معنوي.
5 ـ مثال الأول قوله تعالى: {ولعبد مؤمن خير من مشرك) 1.
وقوله تعالى: (ولأمة مؤمنة خير من مشركة) 2.
6 ـ ومثال الثاني قوله تعالى: {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} 3.
وقوله تعالى: (ظلمات بعضها فوق بعض) 4.
ومثال الثالث: رجيل عندنا.
والتقدير في المثال الثالث: وطائفة من غيركم، وفي الرابع: ظلمات متراكمة وفي المثال الخامس: رجل وضيع.
فالتصغير في المثال الخامس فيه معنى الوصف ودلالته.
2 ـ نكرة مضافة لفظا. نحو: خمس صلوات كتبهن الله على العباد.
3 ـ أن يتعلق بها معمول. نحو: أمر بمعرف صدقة، ورغبة في الخير خير.
فسوغ الابتداء " بأمر " وهي نكرة كونه تعلق بها الجار والمجرور " بمعروف "
ثانيا ـ النكرة التي تفيد العموم: ـ
1 ـ أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم. نحو: من يقم أقم معه، ومنه قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) 5.
7 ـ ومنه قوله تعالى: {كل له قانتون} 6.
8 ـ وقوله تعالى: {كل يعمل على شاكلته} 7.
2 ـ أن يقع المبتدأ النكرة في سياق النفي، أو الاستفهام.
نحو: ما رجل في الدار، وهل أحد قادم.
9 ـ ومنه قوله تعالى {أ إله مع الله} 8.
ـــــــــــ
1، 2ـ 221 البقرة. 3 ـ 154 آل عمرن.
4 ـ 154 آل عمران. 5 ـ 7 الزلزلة.
6 ـ 116 البقرة. 7 ـ 84 الإسراء. 8 ـ 60 النمل.
ومن النكرات التي يسوغ الابتداء بها أيضا: ـ
¥