" اشتهر بين العوام أنهم يقولون: (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا خطأ، ليس أمر الله بين الكاف والنون، بل بعد الكاف والنون؛ لأن الله قال: (كُنْ فَيَكُونُ) البقرة/117.
متى؟ بعد "كن". فقولهم: "بين الكاف والنون" خطأ، يعني: ما تم الأمر بين الكاف والنون، لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون، لكنه بعد الكاف والنون فوراً كلمحٍ بالبصر ". انتهى."الباب المفتوح" (186/ 10).
وقال أيضاً في "شرح الأربعين النووية" (ص 65):
" أود أن أنبه على كلمة دارجة بين العوام: (يا من أمره بين الكاف والنون)، وهذا غلط عظيم، الصواب: (يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون)، لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، الأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون، لأن الكاف المضمومة ليس أمراً، والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً.
فالصواب أن تقول: (يا من أمره - مأموره - بعد الكاف والنون) " انتهى.
فالذي ينبغي للخطباء والدعاة ألا يتعجلوا في قول شيء حتى يتأكدوا من صوابه، إما بالبحث بأنفسهم، وإما بسؤال أهل العلم.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب. "
أرى أن وجه الشبه مختلف، في الحديث عطاء و نفع ... و هنا رد الإساءة بالإحسان.
أليس من النفع في الإنسان رد الإساءة بالإحسان؟ أليس من النفع في الإنسان أن يعامل من يقابله بروح طيبة ولو كان تعامل المقابل العكس؟
أرى أن الكلام لا يستقيم إلا به، لا أتصور كيف سيكون البيت لو جعل مكانه " من"
لا أدري قد يكون فهمي خاطئا، ولكني قرأته لأكثر من مرة وأرى أنه في مكانه، لا أستطيع أن أبينه أكثر مما قلته، ولذا سأعيد ما قلتُه سابقا نصا:
" عن الأحقاد: انظر إلى الدقة في استعمال الحرف عن ولم يختر " من " فكأن الحقد منفصل أصلا عن الذات البشرية،
فهو عرضي لا ضمن الخلقة، فبإمكان من أعانه الله عليه أن يبتعد عنه بل لا يعرفه. ".
لا تنس أنه يشبهه بالنخلة، و النخلة من صفاتها العلو و ليس الابتعاد.
لم أنس أخي العزيز، حسنا،،،
وإذا كانت النخلة من صفاتها العلو؛ ألا تكون بالتالي مبتعدة عنّا!؟
استخدام أطيب يدل على عدم وجود غير الطيب، لأن التفضيل يدل على الاشتراك في الصفة.
أحسنت هذا هو اسم التفضيل، ولكني ذكرت ما بعده استطرادا ومنطقا لا ضمن حدود التفضيل، فدائما: " وبضدها تتبين الأشياء ".
لنا لقاء
وأنا أنتظرك بفارغ من الصبر، بشرط أن تنتظر لو تأخرت لسبب أو لآخر:).
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 03:19 ص]ـ
أأنت معه أوضده؟ وستقف معه بعد ذاك؟
بل علم أزيد به حصيلتي العلمية إن صح هذا الوصف لحصيلتي.
دمت معافى
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 04:06 ص]ـ
بارك الله فيك أخيك أخي طاوي، وزادنا الله علما وفضلا.
وأشكرك لتعقيبك.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[04 - 02 - 2009, 10:56 ص]ـ
أخي الحبيب الأديب اللبيب
أما "أمر كن" فقد رويت فيه غليلي، فلا حرمك الله أجر هذا البيان الشافي الوافي، فلا أطيب من هذه الثمرة.
و ما الباقي فحجتك فيه قوية، فلله درك.
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا ..... يُرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
كن كالنخيل: موسيقا لا تخطئها أذن.
- كلما علا الشجر صار عرضة للسقوط بفعل الرياح لكن النخلة تمتاز مع علوها بثبات أصلها في الأرض و قوة جذعها فهي تقاوم الرياح مهما اشتدت، فهي حينما تسقط الثمر الطيب على من يرميها بالحجر تفعل ذلك لطبع فيها و ليس خوفاً و ضعفاً، كما هو دليل على حكمتها حيث أدركت مغزى الرامي من هذا الرمي، فإن كان أساء في السؤال فقد أحسنت في الإجابة.
هذا النخلة المعطاء الصامدة الحليمة الحكيمة لم تسلم من المفسدين العابثين فها هي السوسة الحمراء تنخر في جسدها حتى تسقطها، و هي تسقط بشموخها و عطائها لا ترى عليها أثر المرض و لا علامات الانكسار.
من المعجزات أن الله تعالى أمر مريم عليها السلام و هي في تلك الحالة أن تهز جذع النخلة فيتساقط الرطب، فهل تستطيع أنت أن تهز جذع نخلة؟!
الشجر إذا قربت أغصانه من الأرض علق بها ما علق، و كلما علا كان أنقى و كذا الإنسان كلما نزل بنفسه إلى مستوى أدنى في التعامل اكتسبت من سيء الصفات ما اكتسبت و كلما ترفع عن سفاسف الأمور كلما سمت نفسه و زكت.
نعود إلى البيت
قال: يرمى بصخر، هل الشاعر اضطر لهذه اللفظة، أم أراد المبالغة في الإيذاء؟ نفسي تميل إلى المنجنيق كما قال الأديب اللبيب.
لما قال أطيب الثمر، أي ثمر يقصد؟ فثمر النخلة أفضل الثمار في قيمته الغذائية و في سهولة حفظه سنين عديدة، والنخلة إذا رمي ثمرها بحجر سقط الناضج فقط.
فهل قصد أطيب ثمار الأشجار أو أطيب ثمار النخلة؟
مما يدل على ذكاء الشاعر هو استخدام كلمة تلقي ماقبل ترمي حيث كان بإمكانه أن يقول: (ترمى بصخر فترمي أطيب الثمر) و يكون فيها جمال شكلي لكن المعنى قد يحتمل غباء النخلة فلذلك تجنبه الشاعر.
دمتم في رعاية الله
¥