ـ[خود]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 01:32 ص]ـ
العزيز
عنزي
ماشاء الله تبارك الله على هذه الثقافة العالية .. و الاطلاع الواسع ..
أما ردي بخصوص إرهاصات الرومانسية في الشعر الجاهلي، فهاك هذا الرابط
فقد تقتنع بما كُتب فيه ..
http://www.sotakhr.com/index.php?id=122
كن بخير
ـ[عنزي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 10:15 ص]ـ
الآنسة خود العزيزة الكريمة, يمين و صحيح, تبارك الله, أن إطلاعاتي واسعة و لي من الثقافة العامة أجاري به الغير من كل الخلفيات الفكرية. و سبق و قد ذكرت أن الرومانطيقية كانت من تركيزي الفكري. و لكن هذا لا يمحى إدراكي لنفسي بأني ناقص و أبعد البعد من منالي, في الفكريات و العقليات, سواء كان ذالك من جهلي أو من نقص همة و وسيلة. و هذا الموقع يشهد بضعفي لنفسي و أحبه كذالك لهذا: ليست الرغبة هنا جلد النفس و لكن حماسة النفس للتكسب للعلوم و خاصة علوم العربية.
المقال الذي تفضلتي به, الشعر والموسيقى, مقال رائع في تحليله لحركة و كونية الشعر الجاهلي. و لكني أرى الكاتب أستعمل كلمة و مصطلح الرومانطيقية كاستعمال العامة شرقا و غربا للكلمة. عندما أفكر بهذه الكلمة لا أجد ما يجده الكاتب فيها. بل زعم " ... سمات الرومانسية (هذا المصطلح الواسع الذي لا يمكن تحديده بعصر او ابداع معين) ".
و لقّب الرومانطيقيين الأوربيين "بالرومانسيين المحدثين" لفصلهم عن الجاهلية. و هنا ركز الكاتب بفكرة المكان و الطبيعة "التي تفصح في بعض ابعادها عن المعنى الداخلي محاطا باطار المكانية ومعالمها التي تؤثر على ذات الانسان النابع اصلا من المكان": و لا أدري أن كانت هذه الصفة محجوزة فقط لعرب الجاهلية و الرومانطقيين.
الطبيعة: الشعر الجاهلي ليس من اختصاصي لذا قد يكون قولي هنا لغوا فيه. عندما أفكر بالشعر الجاهلي و بشعرائه أرى أن الدهر هو خلفية الطبيعة و المكان والأطلال (و المعري العربي لاحقا أدرك بُعد هذا الدهر و أفصح عنه في بُعد غير إبراهيمي-محمدي: بل, ما-بعد-الإبراهيمي). لا أحس في الشعر الجاهلي "الطبيعة-بكون-ذاتها" منفصلة في ذهن شعراءها ككيان أو وجود. و كذلك هنالك لا وجود لمديح الحياة الريفية كنقض المدنية و الأمصار و لا لأشجار صنوبر و لا الخضار و لا البقرات السمان. و لم تكن لهم نزعة في الفك عن "تمدنهم" كآمال و مثالية في العيش كالرومانطقيين.
الأطلال: و في أطلال الشعراء هناك لا أشباح, و لا بقايا "نظام عال قد سقط" و قلاع و بقي الرمق, ينتظر فناءه من داخله, كما المرء يرى في شعر و نزعات الرومانطيقيين. صحيح, هناك واقع في بعض شعر و أدبيات "الفزع و الرهبة", الجوثيك, بأن شكل و هيكل البناء يؤثر بمن داخله و أصحابه:كأنه رحم الأم؛ و كوحدة الحدث: و لكني أستبعد أن هذا كان قصد الكاتب.
بل الحنين العليل للرومانطقيين للخرابات و القبور له اصل يختلف عن أطلال العرب. ففكرة "نظام عال قد سقط" لها قدسيتها بفرزها لعلم فريد أو وجود قديم و عال على وشك الاختفاء ("ورهبة الباطن لتقلب العلم" ابن عربي – الفتوحات: 3 - 209). أو عرق و عائلة قديمة على وشك الانقراض في قلعتها و وصلت الأمور لأقصى حدها. و اختفاءها عن الظاهر به من العنف. سترين أن الأشباح و الجرائم و الأفيون و نكاح المحارم هو محاولات الرمق الذي سينهي نفسه بنفسه.
و هنالك شوق" لحقبة الفرسان" من تاريخهم عند الغرب. و لم أقرأ عند امرؤ القيس و أشواقه لقوم و رموز قوم عاد و لا لقوم لوط و لا للعرب البائدة. بل لا أستبعد أن أدبيات "الفزع و الرهبة" كانت تحضر لفكرة "خلط الأزمنة" في مكان و حدث واحد كما في بعض أدبيات "الخيال العلمي" اللاحقة.
و حنين البعض لأطلال الروم و الإغريق به نزعة الحنين للحضارة الغربية من غير النصرانية و لغرب ما هو اليهودي-المسيحي الإبراهيمي. و هو كذالك تأمل الغرب لممكن حضارتهم لو لم يتنصروا. و كذالك عند البعض هذا الحنين هو دعاية ضد الدولة العثمانية المحتلة للجزيرة الإغريقية (كدعاية احتلال الصين للتبت اليوم).
فما زلت لا أرى علاقة بين الجاهلية و الرومانطيقية لأسباب و قد شرحتها. و أرجوا و أن فاتني من فكري شيء في استيعابي, التنبيه له و التصحيح.
ـ[خود]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 11:48 ص]ـ
العزيز
عنزي
رسالتي تختص في الاتجاه الرومانسي
فهلاّ تفضلت بالتواصل معي عبر بريدي الالكتروني
فمن أمثالكم و الله استفيد؛ لما تملكه من علم و دراية بهذا الاتجاه
و أسسه و مبادئه، و التي قد يفوتني الكثير منها ..
هذا بريدي و لك خالص شكري ..
إن قبلته أو رفضته ..
talebah1*************
ـ[عنزي]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 06:07 م]ـ
بل هو شرف لي أن يُظن بي للفكر الرومانطيقي و إني متحمس لأعرف أسباب اختيارك و رغبتك و درايتك لهذه الحقبة و الحركة. و لكني أود أنبه بأنني لست بباحث و لا أكاديمي و لا لي التدريب الرسمي في الأدبيات. و الشكر لحسن ظنك؛ والإفادة و التعمق في هذه الحركة سأحاول التمام في مراسلتي معك.