تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المنهج التاريخي ....]

ـ[شرق]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 03:43 ص]ـ

المنهج التاريخي

يعد المنهج التاريخي أول المناهج النقدية ظهوراً في العصر الحديث, فقد ارتبط بالفكر الإنساني وبالتطور الأساسي له, وانتقاله من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة. وانبثق المنهج التاريخي داخل المدرسة الرومانسية. (1)

المنهج التاريخي: يقوم على دراسة الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية للعصر الذي ينتمي إليه الأدب, ويتخذ منها وسيلة لفهم الأدب وتفسير خصائصه واستجلاء كوامنه وغموضه. ويعني المنهج التاريخي بدراسة العوامل المؤثرة في الأدب , بعبارة أخرى أن: الطابع التاريخي والسياسي والاجتماعي لازم لفهم الأدب وتفسيره, لذا لايكون الأديب عبقرياً لو تقدم عصره أو تأخر عنه مادامت عوامل البيئة قد وجهته, وأفرزته إلى هذه الوجهة. (2)

فقد ظهر في هذا السياق ناقدان انجليزيان هما "جونسون" و "دريدن". كما أن فرديناند برونتير) 1849 - 1906)، الناقد والمفكر الفرنسي, طبق النظرية في ميدان الاجتماع والأخلاق على الفنون الجميلة والأدب. فقد لاحظ أن التطور في حقل الظواهر الأدبية كثيراً مايؤدي إلى بروز نوع جديد تتضح فيه بقايا نوع سابق على نحو تطور الكائنات العضوية في نظرية (داروين) وسانت بيف (1804 - 1869)، الناقد الفرنسي الذي ركز على شخصية الأديب تركيزا مطلقا، إيمانا منه بأنه "كما تكون الشجرة يكون ثمرها"، وأن النص "تعبير عن مزاج فردي"، لذلك كان ولوعا بالتقصي لحياة الكاتب الشخصية والعائلية، ومعرفة أصدقائه وأعدائه، وحالاته المادية والعقلية والأخلاقية، وعاداته وأذواقه وآرائه الشخصية، وكل ما يصب فيما كان يسميه "وعاء الكاتب" الذي هو أساس مسبق لفهم ما يكتبه، حتى وإن "كان نقده قد سمي بالنقد التاريخي فمن الواجب أن نفهمه على أنه هو النقد التفسيري. ويرى بأن الأدب ليس إلا نتاجاً لشخصية الفرد, وهذا مادعاه لأن يرسم في كل ماكتب صورة أخلاقية ونفسية وأدبية للأدباء الذين درسهم أكثر مما سعى لتقديم دراسات قيمية بحق أدبهم. أما هيبولت تين (1828 - 1893) كان يلتقي مع بيف في الرؤية العامة, بيد أن تين) أكثر انبهاراً بقوانين العلوم الطبيعية. كان يرى أن الإنسان ينتج الأدب والأشعار والفلسفات بطريقة طبيعية تشبه تماماً إفراز دودة القز خيوط الحرير. ويعتقد تين) أن الأديب الذي يعيش داخل إطار منظومة القوانين الطبيعية لابد أن يخضع لها, وينتج ويبدع في سياقها المعرفي والتاريخي. ولذا رأى أن ثمة ثلاثة عوامل تؤثر في إنتاج الأديب وهي:

1 - الجنس, مجموعة الصفات الوراثية المشتركة بين أفراد الأمة الواحدة المنحدرة من جنس معين

2 - البيئة، أو المكان أو الوسط، بمعنى الفضاء الجغرافي وانعكاساته الاجتماعية في النص الأدبي.

3 - العصر أي مجموع الظروف السياسية والثقافية والدينية التي من شأنها أن تمارس تأثيرا على النص.

ولعل ابرز مايمكن أن يوجه من نقد لهذا التصور, هو إنكاره أهمية الفرادة واللجوء إلى تعميم التصور القائم على أهمية الزمان والمكان والجنس. (3)

ولقد دعا "سانت بوف" في ظل منهجية نقده إلى" دراسة الأدباء دراسة علمية تقوم على بحوث تفصيلية لعلاقاتهم بأوطانهم, واممهم, وعصورهم, وآبائهم وامهاتهم, واسرهم, وتربيتهم, وخواصهم النفسية والعقلية, وعلاقاتهم باصدقائهم, ومعارفهم, والتعرف على كل مايتصل بهم من عادات وأفكار, ووظيفة النقد الأدبي عنده: هي النفاذ إلى ذات المؤلف لتشف روحه من وراء عباءته بحيث يفهمه قراؤه, وهو بذلك يضع الناقد نفسه موضع الكاتب. (4)

في النقد العربي الحديث:

تجلى هذا الاتجاه لدى عدد من النقاد أمثال (عباس العقاد) و (طه حسين).الذي درس اثر الترف في العصر الأموي وأثر رغد العيش الذي تحقق لعدد من الأسر الحجازية مما انتج نوعا من الغزل اللاهي المترف. (1)

وزكي مبارك (1893 - 1952)، وأحمد أمين (1886 - 1954)

على أن محمد مندور (1907 - 1965) يمكن عده الجسر "التاريخي" المباشر بين النقدين الفرنسي والعربي؛ فهو أول من أرسى معالم "اللانسونية" في نقدنا العربي، حين أصدر كتابه (النقد المنهجي عند العرب) مذيلا بترجمته لمقالة لانسون الشهيرة (منهج البحث في الأدب)، وكان ذلك في حدود سنة 1946، ثم أعاد طبع هذه الترجمة (مرفقة بترجمته لمقالة ماييه "منهج البحث في اللغة") سنة 1964.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير