[قراءة نقدية في ديوان (رحيق المجد)]
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 08:20 م]ـ
منذ فترة ليست بالقريبة لم أطالع ديوانا يحمل بين دفتيه ألوانا وأغراضا متنوعة من الشعر فكل ما تقع عليه عيني لا أجد فيه غير أحاسيس موحدة.
طالعني صاحبي (عربي صالح) بديوانه الأول الذي ضم فيه ألوانا كثيرة من الأطعمة ذات المذاق المتنوع في طريقة التناول وطريقة الهضم ولي الشرف في أنني أول من يتناول أعمال هذا الشاعر بالنقد إن صح القول في هذا.
للأسف لا أحب الكلام الكثير فمازلت لا أتمتع بالكلام الذي يشح بالنبرة الخطابية فما كان عهدي لشوق أو لحافظ لكنه ظل أسيرا في معبد العقاد.
سأتناول هنا بعضا من قصائد صاحبنا هذا ولن أنسى منهجي الذي لا أعرف غيره من الدروب أن أقول ما له وما عليه كل هذا تحت وطأة من فكري وعلمي وقبلهما ذوق طالب لا يرغب إلا العلم و التعلم.
يقول في قصيدته (ضعيني بين جفنيكِ)
ضَعيني بين جفنيكِ فإني بالهوى ثملُ
وأخشى لو تباعدنا يضيع العمر و الأملُ
يهيم بوَجْدكُم صبٌ بكم -والله -منشغل
وفي القلب تباريحٌ من الأشواق يشتعل
ويقول:
فقدت الأهل و الأحبابَ ضميني إلى صدركْ
مللت الشهد و الأصحاب روديني إلى ثغركْ
سئمت مليكتي دنياي مقفرةٌ بلا نهركْ
وبستاني يضيع الآن مُلهمتي بلا زهركْ
متى تأتين يا بُشرى أذوب لظىً بلا بشركْ
الكلام مازال رضيعا لا يقوى على الفطام وقراءتنا النقدية مازالت حية ترزق بالإلهام ففتش وددق ولا تنخدع بالكلام وتذوق وفسر بإحكام.
بعد قليل سأطرح قصائد أخرى وسأعرض بعدها ملامحا من حياة الشاعر التي ستساعدنا كثيرا في معرفة بعض الرموز في شعره.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 09:43 م]ـ
نكمل الحديث بمختارات من بعض القصائد
يقول صاحبنا في قصيدة بعنوان (إشراقة نَسْمَة)
ألقاكِ فجرا عاطرا أم نورا أهواكِ في زمني الجديبِ زهورا
أحييتِ فيّ طفولةً عصفت بها ريحُ الزمان فهدني تكسيرا
ورمى كياني بالحراب وضمني بمصائب كبرى وكنت صغيرا
يا أيها الفجر الذي نَسَماتُهُ تَهبُ الحياة نضارة وعبيرا
من عينك الوسْنَى تقاطر كالندى نَغمٌ لمروة شاقيني مسرورا
ويقول:
وأتى الربيع إليك في خجل من وَجْنتيك فأُلْهِمَ التعبيرا
وإذا حَبوتِ فإن قلبي خافق بهوى يبارك خطوك الميسورا
من نور وجهك طفلتي أبصرت دربي في الحياة بكم فعشت بصيرا
الحب أنت فصوله وكتابه سطّرت فيك دفاترا وسطورا
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[07 - 10 - 2009, 10:47 م]ـ
تمنيت كثيرا أن يُطالع صديقي هذه المقالات وهذه الدراسة القصيرة التي باتت في مكتبي لا تعرف طريقها رغبة في الزمن ولكن آن لي أن أنشر قصيدة أخيرة لصديقي الراحل
(عربي صالح) الذي رحل عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق 4/ 8/2009 وبعد انهيار المشاعر واسترداد العقل مرة أخرى سنحت لي الفرصة بعرض هذه الدراسة متسلسلة في مقالات ستنشر إن شاء الله بإحدى الجرائد الأسبوعية في مصر وأنا الآن أضع بين قراء الفصيح هذه القصيدة التي شكلت عالم صاحبنا الشعري والدنيوي فهى فحياته كما قال:
طريد الدار
طريد الدار لا وطن فقيد الأهل لا سكن
يُحرقني الأسى دوما وتنكأ جرحى المحن
فلا دار ستؤيني و لاخل فيؤتمن
ولا ابتي سيحميني إذا ما عضني الزمن
و لا أم سترعاني إذا ما جاءني الشجن
و لا خال يُداويني إذا ما هدني الحزن
فأشرب غصتي وحدي ويهجر مقلتي الوسن
كؤؤس اللهو بالمال وشعري ماله ثمن
سأصبر إن قسا دهري وأبقى إن مضى الزمن
أغني للهوى عمري أحب غنائي الفنن
ستلجأ لي أغانيكم إذا ما ضمها وهن
لتشرب كأس أشعاري فشعري للهوى بدن
سأصبو للعلا فردا وأقوى إن دجت محن
فلا ضعف كما السفـ ن بالامواج يمتحن
دع الأحزان يا عمري فشعرك في الهوى سكن
أيا عمري أيا شعري لأنت الرائع الشدن
رحم الله صاحبي وأسكنه فسيح جناته
** ستقوم نقابة العلميين بتنظيم ندوة عن صاحبنا وسأقوم فيها بطرح بعضالأفكار النقدية لديوانه رحيق المجد وسأفيض في الحديث عن علاقتنا بالدراسات العليا بإذن الله والدعوة مفتوحة للجميع