تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أنساق ثقافية تزداد عنفا]

ـ[هكذا]ــــــــ[23 - 04 - 2010, 06:14 ص]ـ

التجاوز إلى غير تجاوز:

التغلب على الأحقاد وتجاوُز العوائق تجاه الآخر قدرة عالية، لا يمتلكها إلا القلة.

وممّن أصبحوا مثالاً على ذلك في الإرث العربي:"الطرماح بن حكيم, والكميت الأسدي", حتى قِيل للكميت: لا شيء أعجب من صفاء ما بينك وبين الطرماح، فكيف اتّفقتما، مع تبايُن المذهب وشدة العصبية؟ فقال الكميت: "اتّفقنا على بُغض العامة".

وهنا، ومع الشعار "الكميتي" السابق، يكمن الإشكال، ويجعلنا أمام نسق ثقافي لنسمِّيه بدايةً " تجاوُز إلى غير تجاوُز"؛ لأنه لن يمكِّننا من التجاوُز والعبور الحضاري، لما يحمله من دلالات التعالي، على الرغم من تجاوُزه في عصرنا صورته الأولى، من "بغض العامة"إلى ما هو أبشع.

ففي التيارات المعاصرة، نجد من الرموز المتناحرة مَن يُعيد سيرة الطرماح وصاحبه مصحوب بالنظرية " الكميتية", ويا ليت الأمور مع المتوادِّين-بعد تقاذُفٍ من على المنابر وفي أعمدة الصحف- وقفت عند حدود صاحب النظرية والمؤسس لها, بل تجاوَزَتها إلى استغلال العامة تحت غطاء من الفتاوى، عند رموز تيار,"وقم فاسقني النصّ ممّا حرموه "، عند رموز التيار الآخر.

نعم هذه حقيقة الرموز التي باتت تتهاوى أمام ذيوع نزواتها، بعد أن كرّست النصوص؛ لسفك العقول على عتبات أهدافها، ومن ثمّ التهمت الأخضر واليابس؛ لتجعل المجتمع أمام أبشع ارتكاسة على كافة الأصعدة، وليصبح العلاج النفسي والاجتماعي والفكري والحضاري مطلبًا بل ضرورةً، تبتغيها حالة مجتمع اتباعي، استغلّه الذين اتّبعوا، ومن ثمّ أرَوْه العذاب؛ لأن عامة المجتمع -وبحسب فتاوى الرموز الخاصة بالمريدين- يندرجون تحت حكم الضالة من الغنم, فهم لك أو لرمز آخر من التيار المعادي.

الموضوع أعلاه نشر في صحيفة الرياض في عددها 15295 ... وللمتلقي الحق في أن يمتد به القياس من استغلال الرموز للعامة في وطننا العربي بجميع مساحات الامتداد الأفقي والرأسي

مع تحيات /"هكذا "مشعل البراق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير