[البيت عن ابن المعتز بين توخي البديع وتأويل الناقد]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[12 - 04 - 2010, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيل له: ما الذي أعجبك فيه
فقال: شاهده بعيني
ولكل عاشق معشوقه الذي لديه ما لا يملكه معشوق آخر
نسبية وتفاوت جعلت لكل معشوق صفته التي يرى فيها العاشق مدعاة للعشق وما لا يعجبني سيجد له من يعجبه , فلا يخافن معشوق على نفسه البوار ..
وهناك نوع آخر من العشاق لا ينتظر أن يرى ما يريده في معشوقه ليعشقه بل يستشف ما يراه سببا كافيا ليكون معشوقه جديرا بالعشق.
وفي عالم النقد لا يختلف الأمر كثيرا فمن يرى البيت عاديا لا يجوز له تعميم رؤيته حكما نهائيا , ففي النقاد من سيرى غير ذلك ....
ابن المعتز والهلال , علاقة شد أواصرها ولع الشاعر
يتفق النقاد على الولع ويختلفون في تحديد دوافع الولع
ولع بالوصف وهذه وجهة نظر لا يمكن إغفالها
و النجمُ في الليلِ البهيمِ تخالهُ عَيناً تُخالِسُ غَفلَة َ الرُّقَباءِ
والصّبحُ من تحتِ الظّلامِ كأنّهُ شَيْبٌ بَدا في لِمّة ٍ سَوداءِ
وفي كل جديد مغناطيس ولكل حديث لذة
وقد تنسي اللذة الناس عن الوسيلة لتحقيقها
النجم عين ترتقب غفلة الرقيب
غير أن لتخالس كل الفضل ليصبح هذا البيت مقبولا فقد أضافت إليه بعض الحركة
والصبح كشيب بدا في لمة سوداء
مباشرة وتقرير ورتابة شجع عليها طراد التشبيه لذات التشبيه لا لتوظيفه في خدمة المعنى ِ
أَهلاً بِفِطرٍ قَد أَنالَ هِلالُهُ فَالآنَ فَاِغدُ إِلى المُدامِ وَبَكِّرِ
أمثل هذا يقوله رجل كان في حكم ولي أمر أمة الإسلام؟
نعم ليس لمعناه الظاهر بل يمهد للتالي
وَاِنظُر إِلَيهِ كَزَورَقٍ مِن فِضَّةٍ قَد أَثقَلَتهُ حُمولَةٌ مِن عَنبَرِ
وهنا يظهر البيت المستوى الاجتماعي للشاعر ويشي بالترف والنعيم الذي عاش فيهما
وَالبَدرُ في أُفقِ السَماءِ كَدِرهَمٍ مُلقىً عَلى ديباجَةٍ زَرقاءِ
وهنا أيضا
غير أن لبعض النقاد طريقة خاصة في تأويل الجمال
البدر في السماء كدرهم على الديباج
هذا شيء يمر كثيرا في الحياة اليومية للشاعر
الدرهم الملقى كالبدر في السماء وهذه فلسفة تصف العين التي يرى بها الفقير صعوبة نيل الدرهم
واستحالة الحصول عليه - أي الدرهم - لا يعرفها ابن المعتز لذا فالانتصار للشاعر بهذا لا يصح والدليل أن القصيدة كاملة
لا تصف إلا جلسة لهو
وَالبَدرُ في أُفقِ السَماءِ كَدِرهَمٍ مُلقىً عَلى ديباجَةٍ زَرقاءِ
كم ليلة قد سرني بمبيته = عندي بلا خوف من الرقباء
ومهفهف عقد الشراب لسانه
فحديثه بالرّمز والإيماء
حرّكته بيدي وقلت له انتبه
يا فرحة الخلطاء والنّدماء
فما الذي يجعلنا نقول أنه قصد
ما ذهبتم إليه من وصف حالة إنسانية كبيرة واختزالها في بيت واحد؟
الحقيقة أن استشفاف الحكمة والفلسفة تحسب للناقد وتدل على بعد أفق نظرته
ولا أرى إرجاء الفضل للشاعر إلا تحميلا للنص فوق طاقته بإعطاء الاحتمالات حق الفيتو على المعنى الظاهر
والله أعلم
ـ[أبومحمدع]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 05:24 م]ـ
الذاتية هي التي تحول دوما بين كثير من الفنون وعلميتها. هي أشباه علوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ولادة الأندلسية]ــــــــ[06 - 06 - 2010, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل يرى الأمور من زاويته