تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشعر الشعبي ... ضيف على الجامعات!!]

ـ[اليافع]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 12:35 م]ـ

يدور جدل حول قبول أو رفض دخول الأدب الشعبي إلى الجامعات، أي سواء في دخولها باعتبارها أثرا من الآثار التاريخية، أو باعتبارها نسيجا من نسيج الثقافة المحلية، لتكون لدينا مادة اسمها الأدب الشعبي، وتهدف إلى بيان هذا المنتج الثقافي الذي يؤثر في المجتمع ولايمكن التغاضي عنه، بل ينبغي دراسته دراسة متأنية؛ لاستخراج مايمكن من القيم والمعارف والدلالات الثقافية.

ولا أزعم قبل البدء في طرح القضية وإبداء الرأي أني على صلة عريقة وعميقة بالشعر الشعبي، فاتصالي به في حدود الكفاية الذاتية، وليست الكفاية المجتمعية، إلا أن التصور الشامل (إن صح التصور) لهذا المنتج المهم من حياتنا يحدو بي إلى علامات عامة حوله ومكانته ومكانه.

إن معرفة حقائق الأشياء، وإدراك قواعدها التي انطلقت منها؛ معين كبير على التصور الصحيح للقضايا المدرجة، فمثلا ماحقيقة الشعر الشعبي وما القواعد التي ينطلق منها؟ وماحقيقة الجامعات وماالقواعد التي تنطلق منها؟

الشعر الشعبي في حقيقته هو الشعر (أيا كان شكله ومستواه) المنتشر عند شعب من الشعوب، والشاعر الشعبي هو الذي يلامس هموم الشعوب (سواء خرج برؤية أو لم يخرج بشيء).

يلزم من هذا أن الشعبي لايلزم منه أن يكون عاميا في لغته، بل يمكن أن يكون فصيحا، وهذا يرجع إلى القائمين على الفصحى والاهتمام بها ونشرها والقيام على تدريسهاو تعليمها.

أما القواعد التي ينطلق منها الشعر الشعبي فأبرزها وأظهرها ضعف اللغة، وتحطيم قواعد العربية والإعراب، ومن قواعدها الانطلاق من الخارج لا من الداخل، فالخارج هو الذي يتحكم في الموضوع والصياغة.

أما حقيقة الجامعات فهي مكان لاجتماع العلوم التي ترتقي بها المجتمعات من لغة وهندسة وطب وصناعة وتجارة وإدارة ولا يتم ذلك إلا بعد معرفة لماضي كل علم وحاضره لصناعة مستقبل مشرق.

وتنطلق الجامعات من قواعد أهمها التوثيق، والطريقة العلمية في بحث المسائل، وتنطلق من تأسيس عقل يستطيع إدراك ماضي العلم الذي يدرسه، لينطلق في صناعة حضارة تتكئ على موروث عميق.

أرى من هنا أنه لامكان للشعر الشعبي (العامي) في جامعتنا السعودية؛ لاختلاف حقيقة كل من الشعر العامي والقواعد التي ينطلق منها، وحقيقة الجامعات والأهداف التي بنيت من أجلها.

ويظل الشعر العامي ظاهرة لابد أن تدرس للتقليل منها، لأنها تجاوزت الحدود الطبيعية لها؛ فالعامية لايمكن أن تكون يوما هي المنهاج لعقلية الأمة، وإن رددنا ذلك إلى ضعف أهل اللغة العربية الفصيحة فالحل هو تقوية أهل اللغة لا الركون إلى هذه اللغة العامية التي أتخاطب بها مع الخباز والعجلاتي والمكوجي والفاكهجي والبقال.

وإن كانت كل ظاهرة كلامية (شعرية كانت أونثرية) مؤثرة في المجتمع تستحق أن تدخل أسوار البحث العلمي لتكون جزءا من ثقافتنا وهويتنا، فكل مسلسل عربي أو غير عربي، وكل فيلم عربي أو غير عربي، وكل أغنية عربية أو غير عربية، وكل مسرحية عربية أو غير عربية، لابد أن تدخل هذا السور الذي يبني العقول.

أضف على ذلك أن الطابع العام للشعر العامي هو مخاطبة الهوى والغريزة لامخاطبة العقل والقلب، ودوائر الهوى والغريزة المرفوضة في الدين والمجتمع كثيرة، فمن دائرة الغزل إلى دائرة الفخر إلى دائرة الهجاء إلى دائرة المدح ... إلى غير ذلك من الدوائر الجالبة لدوار الرأس، حيث تقل دوائر الإحساس بالآخر، دائرة الهموم الحقيقية، دائرة الوظيفة الكبرى، دائرة الامتاع النافع، دائرة التوجيه، دائرة الحكمة، دائرة السعادة، دائرة الكون ... ودوائر أخرى كثيرة يقل فيها الشعر العامي.

ويظل الشعر العامي جزء من ثقافتنا لايمكن تجاهله، لكن لابد أن يبقى في مكانه الطبيعي وهو المنتديات والمجالس العامة والصوالين الأدبية العامة، مع ملاحظة ألا يطغى هذا المستوى العامي من اللغة على المجتمع، لأن اللغة وعاء الفكر، فكلما كانت اللغة أعلى كان مستوى التفكير أعلى وأعمق، وهل نحن نحتاج في هذا الزمن إلا إلى عقول مفكرة، وهل هناك مشكلة في ظنكم مسيطرة على الشعب من طغيان التسليم والتبعية وعدم التفكير.

اليافع

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 05 - 2009, 04:30 م]ـ

هناك جمعية تُدعى: جمعية اللهجات و التراث الشعبي. و هي تتبع قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، ولها نشاط ملموس في هذا الجانب.

أعتقد أن هذا يكفي، ولسنا بحاجة لدراسة هذا الجانب إلا إن كان في مجال محدود لا علاقة للغة به.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير