تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المنفلوطي والشعر]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[20 - 02 - 2010, 02:11 م]ـ

في كتابه "النظرات"، وفي نظرته المعنونة بـ"النّظّامون" أورد الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي تعريفا للشعر امتد على ما يقارب الصفحتين من ص107 إلى ص108.

وقد رغبت في إيراده على سبيل بيان نهج كل من العلماء والأدباء تجاه مسألة واحدة على الرغم من عدم وجود اختلاف، فما قاله المنفلوطي لا يعترض عليه العلماء الذين عرفوا الشعر تعريفا لم يرتضه هو وشنع عليهم به.

وهدفي من ذلك فتح باب التفاعل حول هذه الجزئية!

...

وإليكم نصه ذاك:

أيها القوم، إن علماء الضاد الذي عرّفوا الشعر بأنه الكلام الموزون المقفى لم يكونوا شعراء ولا أدباء، ولا يعرفون من الشعر أكثر من إعرابه وبنائه أو اشتقاقه وتصريفه، وإنما جروا في ذلك التعريف مجرى علماء العروض الذين لا مناص من أن يقفوا في تعريف الشعر عند هذا القدر ما دام لا يتعلق لهم غرض منه بغير أوزانه وقوافيه وعلله وزحافاته.

لا تظنوا أن الشعر كما تظنون وإلا لاستطاع كل قارئ، بل كل إنسان أن يكون شاعرا؛ لأنه لا يوجد في الناس من يعجزه تصور النغمة الموسيقية والتوقيع عليها من أخصر طريق.

أيها القوم، ما الشعر إلا روح يودعها الله فطرة الإنسان من مبدأ نشأته، ولا تزال كامنة فيه كمون النار حتى إذا شدا فاضت على أسلات أقلامه كما تفيض الكهرباء على أسلاكها. فمن أحس منكم بهذه الروح في نفسه فليعلم أنه شاعر، أو لا فليكف نفسه مؤونة التخطيط والتسطير، وليصرفها إلى معاناة ما يلائم طبعه ويناسب فطرته من أعمال الحياة؛ فوالله للمحراث في يد الفلاح والقدوم في يد النجار والْمِسْبَر في يد الحداد أشرف وأنفع من القلم في يد النّظّام.

فإن غم عليكم الأمر وأعجزكم أن تعلموا مكان الروح الشعري من نفوسكم فاعرضوا أنفسكم على من يرشدكم إليه ويدلكم عليه حتى تكونوا على بينة من أمركم.

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[20 - 02 - 2010, 03:55 م]ـ

كلام رائع للمنفلوطي ونقل مميز بارك الله فيك على ما اخترته أخ فريد

الشعر سلاسة وعذوبة وانسياب للروح بين يدي القلم تشعر به الأذن وتدل عليه خلجات النفوس والمشاعر والأحساسيس

الشعر فيض حب وكره وخوف وغضب وحزن وألم وسعادة يترجمها اللسان بقلم عرف لسانه وأذنه دون معلم وإن تعلم أصوله

فلم يسف أو يفحش نبغ وتألق بارك الله فيك وسدد خطاك

ـ[منتظر]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 11:34 م]ـ

هذا كلام خطير ""فوالله للمحراث في يد الفلاح والقدوم في يد النجار والْمِسْبَر في يد الحداد أشرف وأنفع من القلم في يد النّظّام."""

ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[22 - 05 - 2010, 12:20 ص]ـ

هذا كلام خطير ""فوالله للمحراث في يد الفلاح والقدوم في يد النجار والْمِسْبَر في يد الحداد أشرف وأنفع من القلم في يد النّظّام."""

الكلام من أوله هكذا

فمن أحس منكم بهذه الروح في نفسه فليعلم أنه شاعر، أو لا فليكف نفسه مؤونة التخطيط والتسطير، وليصرفها إلى معاناة ما يلائم طبعه ويناسب فطرته من أعمال الحياة؛ فوالله للمحراث في يد الفلاح والقدوم في يد النجار والْمِسْبَر في يد الحداد أشرف وأنفع من القلم في يد النّظّام.

وبذا يزول الالتباس إن شاء الله

ـ[الحطيئة]ــــــــ[22 - 05 - 2010, 12:36 ص]ـ

وإلا لاستطاع كل قارئ، بل كل إنسان أن يكون شاعرا؛ لأنه لا يوجد في الناس من يعجزه تصور النغمة الموسيقية والتوقيع عليها من أخصر طريق.

.

الواقع يثبت خلاف ما قاله هنا رحمه الله , و هو هنا في ساحة مناظرة لا مجال للمبالغة فيها بل كل قول يؤخذ فيها على حقيقته

على أني أوافقه في باقي كلامه

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[24 - 06 - 2010, 11:52 م]ـ

[ SIZE="5"]

أيها القوم، ما الشعر إلا روح يودعها الله فطرة الإنسان من مبدأ نشأته، SIZE]

أعتقد أن المنفلوطي يرمي إلى أن الشعر هو الشعور وقمة الإحساس وهي فطرة تنمو مع الإنسان , حيثُ أن الشعور بنفسك وماحولك عن عمق ودراية , هي صفة يودعها الله فيمن يختاره , ثم يأتي الوزن والموسيقى كعنصر ثاني في الأهمية.

ـ[أديب طيء]ــــــــ[25 - 06 - 2010, 08:14 م]ـ

الوزن والقافية وما أراده المنفلوطي بتعريفه لا يتعارضان بل كل واحد منهما محتاجٌ للآخر حاجة المخلوقات الحية للماء, فشعور وإحساس من دون وزن وقافية لا يكون شعرًا بل نثرًا, ووزن وقافية من دون شعور فهو هذيان ماعدا ما يُسمى بالشعر التعليمي أو المنظومات العلمية فهي نظم وليست شعر.

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 12:37 ص]ـ

الشعر ما عبر عنه العرب الأقحاح عن خلجاتهم في صورة موزونة منغمة، ولو كان لنا ما لهم من باع في استخدام لغتهم (لا لغتنا على الحقيقة، فنحن على الفصحى ضيوف وعلى العامية أصحاب لسان)، لأبدعنا شعرا كما أبدع الأولون، فما يمر بنا وبقومنا ينطق الحجر ولكن أين اللسان!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير