[ليته ظل صامتا]
ـ[عصام محمود]ــــــــ[02 - 08 - 2009, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تعليق نقدي على قصيدة خارج الوقت للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وأنتظر رأيكم فيه.
ليته ظل صامتا (*)
بعد عشر سنوات من العقم الإبداعي لشاعرنا الكبير أحمد عبد المعطي حجازي بشرتنا الأهرام المصرية يوم الخميس 30 إبريل بأنها سوف تنشر قصيدة جديدة،ونشرت بالفعل القصيدة الجديدة صبيحة الأول من مايو2009م بعنوان "خارج الوقت" وصعقت عند قراءتي لهذه القصيدة، فهي أبعد ما تكون عن القصيدة وتخلو من الشاعرية، وتخرج من تحت مصطلح الشعر إلى ما يمكن تسميته بالخواطر التي يمكن أن يقوم بها الفرد العادي في حياته.
ووجدت نفسي أعيد طرح التساؤل الذي طرحه رومان ياكبسون من قبل:
ما هي تلك السمات التي يتميز بها نص ما حتى يكون أدبا؟
أو ما الذي يجعل من عمل ما فنا؟
بالطبع ليس المعنى هو المشكل للجمال الفني فليس من وظيفة الشاعر أن يقدم لنا خبرا أو معلومة، كما أنه ليس تعبيرا عن مكنون الشاعر وإلا صار كل منا شاعرا، ولننظر إلى قواعد الشكلانيين [ i] الروس في النقد "فالصور" و"المعاني" التي تستخدم في "الأدب"، موجودة في الحياة من قبل أساسا، لكن نحن الذين أصبحنا غير قادرين علي إدراكها بسبب "الألفة" التي حدثت بيننا وبين جميع مظاهر الحياة التي نحياها، إلي أن يأتي "الشعراء" في شعرهم فيقوموا بإعادة ترتيب وتنظيم هذه "الصور" في سياقات مختلفة، غير معتادة أو مألوفة كالتي نستخدمها نحن في حياتنا اليومية العادية، فما يقوم به "الشعراء" في الحقيقة؛ ليس ابتكارا "لصور" جديدة غير موجودة من قبل، وإنما هو إعادة تنظيم وترتيب لهذه "الصور" في نمط جديد، وذلك هو ما يجعلنا نشعر بأنها إبداع واختلاق جديد بخلاف ما هو حادث فعلا.
وعلى هذا فالمعنى الذي يعبر عنه الشاعر ليس قضية في ذاته وإنما القضية هي كيف عبر عنه؟ فهم يرون أن "المضمون" الذي يقدمه العمل الأدبي ليس ذا أهمية بالنسبة إلي "إنشاء الشعر"، فالمضمون ليس أكثر من مجرد دافع للعمل الأدبي.
وهذه المبادئ مستقر عليها منذ القدم، وقد رفض الجاحظ من قبل موقف أبي عمرو الشيباني عندما استحسن بيتين من الشعر وهما:
لا تحسِبَنَّ الموتَ مَوْتَ البِلَى ..... فَإنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجالِ
كلاهما موتٌ ولكِنَّ ذَا ......... أفظَعَ من ذاكَ لذلِّ السُّؤال
فقال الجاحظ: وذهب الشَّيخُ إلى استحسانِ المعنى، والمعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ، والبدويُّ والقرَوي، والمدنيّ، وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحَّة الطبع وجَودَة السَّبك، فإنما الشعر صناعةٌ، وضَرْب من النَّسج، وجنسٌ من التَّصوير.
وهنا أمعنت النظر فيما قدمه أحمد عبد المعطي حجازي فوجدته يعتمد على تقنية المعني، وكأنه يتكلم مع نفسه ويخاطبها، ولننظر إلى ((المحور الأول)) من القصيدة المذكورة
أنا أعرف بالطبع أن زماني هذا غريمي
وأن الذي لي فيه قليلْ
لي فيه الذي فاتني أن أحصله
والذي فر من قبضتي
والذي أتذكره وأحن له
والذي هو حلو جميل
اكتفى بزياراته المتقطعة الآن
فالوقت ما عاد يسعفنا
والذي لم يكن لم يكن
والذي قيل من قبل قيلْ!
هذا حديث مع النفس لا يختلف كثيرا مع الخواطر، استخدم فيه الشاعر ضمير المتكلم بصوره المتعددة إحدى عشرة مرة ما بين ضمير المتكلم الصريح وياء الملكية، في مواجهة ست مرات لضمير الغائب الذي يعبر الشاعر عن ملكيته له، ويتبقى ضمير واحد وهو ضمير جماعة المتكلمين أو الأنا الجمعية نجده واحدا في المحور الأول في كلمة (يسعفنا) ولم يستخدمها الشاعر للدلالة على الجمع وإنما استخدم (نا التعظيم)
وإذا عدنا إلى الوظائف اللغوية عند ياكبسون وصورتها كالتالي
"السياق" وظيفة "مرجعية" Referential
" المرسل"
وظيفة:
"انفعالية" Emotive
" الرسالة" وظيفة:
"شعرية" Potic
" المستقبل"
وظيفة:
"افهامية" Conative
" الشفرة" وظيفة:
"شارحة" Metalinguistic
" قناة الاتصال" وظيفة: "تواصلية" Phatic
¥