[أحمد مطر: شاعر من الذين آمنوا؟]
ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 10:54 م]ـ
أحمد مطر:
شاعر من الذين آمنوا ..... !!
ذ. حمادي الموقت
Hammadi34*************
Abourayhana1***********
"" أنا رجل وُلِد ولم يعش ومع ذلك سيموت ..... ""
""أنا إرهابي، من قبل سبتمبر ومن بعده .. ! ""
""الإسلام قلبي، والعروبة ملامحي وصوتي ... ""
""دور الأنظمة هو نفس دور حمالة الحطب! ""
"" كيف أستطيع التخلص من قطعان " المافيا اللغوية " التي تكتظ بها حظائر النشر الاحتكارية؟ ""
""احرقوا كل قصائدي عن لينين! ""
""الحل يحتاج إلى حمولة سبع سماوات من القنابل .. ولا أظنها ستكفي لغسل العار ...... ! ""
""آخر قناة للحوار عندنا أغلقت بالرصاص، بعد انتهاء الخلافة الراشدة بساعة! ""
""في زماننا هذا، استأثر فرعون بخزائن قارون""
"" سأنشغل، لبعض الوقت، بدفن كرامة أمّة كاملة لا تزال جثتها مرمية على رصيف شارع) الفيديو كليب) ""
أحمد مطر
?
من المعلوم أن الكتابة الشعرية الحديثة – ووفق المعلن عنه بين دفوف دواوينها ومؤلفات نُقادها- باتت تتجاذبها مجاديفُ عقودٍ عجافٍ، وتياراتُ رهبةٍ نفسيةٍ ما فتئَ يقتات عليها الشاعر والإنسان العربيان منذ نكبة 48 على حد سواء، وإلى حدود الساعة. إذ لم يجنيا منها سوى صنوفٍ من الغربة والضياع واليأس والاستسلام لعقوق الزمن ودواليب الحرب العقيم. ومنذ ذاك الوقت لاتسمع إلا أنين الصدإ يتعالى في دهاليز القمع والتيه دونما صوت أو إرادة:
يكفيك أن تعيش في المتاه
منهزما أخرس كالمسمار.
غير أن القاعدة التي تستثني القياس على الشاذ لاتَصْدُق ولاتكاد – في حمأة هذه المعاير والمثالب- على شاعر من طينة أحمد مطر، ذاك العظيم الذي عظُمت بنظمه النّهى، وخَطّ بحبر الأنفة والتميّز بَصَمَات حياته وأفكاره وقيمه على بحر القوافي كوسيلة تقترن بالفعل ولاتحل محله، مُهِمّتها الأولى والأساس التحريض والكشف والشهادة على الواقع والنظر إلى الأبعد على حد وصف الشاعرِ نفسِه.
لذلك؛ فإن المتأمل لشعر أحمد مطر لا يتلكأ - لحظة - في نعته بالشاعر الظاهرة أو الشاعر الثائر أو شاعر السخرية أو حتى الشاعر الذي انشغل حقا بقيم أمته والذود عن كرامتها فيما يخدم مستقبلها ووجودها. بل باستطاعتي القول – في هذا الباب- إن أحمد مطر شاعرٌ خرّج شعره من بين ظهراني القرآن حيث التوسل بالتناص والتمثيل والاستشهاد بل واحتماءً – في النهاية- بآيه، من منطلق منحه الصبغة الشرعية من جهة، وتمييز كتاباته من جهة ثانية، ومن ثم لا تكاد تجد قصيدة له خاليةً من أريج القرآن أو مسك ألفاظه و نفحات معانيه.
فإذا كان القرآن قد ذم امتهان الشعر - وليس لذاته طبعا بل - لمتضمناته من معاني الغواية والغوايات وأصوات غوغائِيِّيه ممن تتشدق أفواههم بخبيث الكلم وخبثه؛ فإنه في المقابل استثنى الشعراءَ المؤمنين العاملين بالصلاح وللصلاح، إذ يصف هؤلاء وأولئك في أواخر سورة الشعراء (224 ـ 226) بقوله:"والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون مالا يفعلون، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
فإذا اعتبرني البعض مغاليا في مثل هذا التوصيف، فلا مراء أن الحق معه. لكن؛ إن تفضل وتصبّر معي قليلا؛ ريتما أنشّم القول فيه، لربما عدَل عن حكمه، أو على الأقل خفّت حدته. لأن الشاعر الذي يجازف بحبل ذوي القربى و أُولي الرحم من أجل قضية أو مبدإ نَقِيّين صافيين طاهرين معقولين؛ لايمكنه إلا أن يكون كما زعمتُ ووصفت. ووصفي هنا بعيدٌ عن كل تشابه أو تمثيل بمن نفحت أقلامهم وألسنتهم عن الإسلام والمسلمين من قبل 14 قرنا وما يزيد، من أمثال حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير وغيرهم من التابعين وتابعي تابعيهم ... إذ ماذا تقول في رجل يصدح بالحق ولايخشى في الله لومة لائم؟؟؟ ماذا تقول فيمن جهر قائلا: " الإسلام قلبي والعروبة ملامحي وصوتي"؟؟ و صاح مقتنعا:"أنا إرهابي، من قبل سبتمبر ومن بعد"" و وردد مؤكدا "أن دور الأنظمة هو نفسُ دور حمالة الحطب"؟؟ و" أن آخر قناة للحوار عندنا أغلقت بالرصاص، بعد انتهاء الخلافة الراشدة بساعة" ... وغيرها من الخطابات النارية التي لايستطيع النطقَ بها أحدٌ أو حتى محادثة نفسه بها غير
¥