[مرارة المشمش لعطيات أبوالعينين قراءة فى التجربة ال]
ـ[د. نادر عبدالخالق]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 05:56 م]ـ
مرارة المشمش لعطيات أبو العينين
قراءة فى التجربة القصصية
دكتور نادرأحمد عبدالخالق
دراسة ألقيت بالنادى الثقافى بالقاهرة
بقاعة اللغويين والمترجمين المصريين بحضور
نخبة من المفكرين والإعلاميين العرب منهم الأديبة العراقية
وفاء عبدالرازق والدكتور صلاح فضل والإعلامى القدير
صلاح معاطى غيرهم
لاشك أن دراسة التجربة القصصية تفتح أفاقا واسعة من الرؤية والتأمل والبحث فى مكنون النص القصصى، ومدى قدرة الكاتب فى الاستيعاب والمعالجة وتمثيل ذاته، والتعبير عن العالم الخارجى من حوله.
والتجربة القصصية عند عطيات أبو العينين فى مجموعتها القصصية" مرارة المشمش" تجربة اجتماعية نفسية تحتوى عدة اتجاهات، تسير وفق مخطط قصصى يتعدى حدود، التعبير الأدبى إلى اعتناق وجهات نظر نفسية وتربوية وأخلاقية، تكشف عن ثقافة واسعة ورغبة حقيقية فى تقديم وكشف الملابسات التى تواجه البيئة المعاصرة، فى معتقلها الأول البيت وما يحتويه " الزوج – الزوجة – الطفل" إلى أخره، وتشير فى نفس الوقت إلى الملامح الخاصة التى يتشكل منها وجدانها الإنسانى والأخلاقى والاجتماعى.
ومن بين عمق الثقافة النفسية، والرغبة الحقيقية فى توضيح الفوارق الاجتماعية تبدو شخصية عطيات أبوالعينين بطموحاتها الكبيرة فى المشاركة الإبداعية الفعالة بواسطة القصة القصيرة والمقالة والشعروفى مجال البحث العلمى تتخذ عطيات أبو العينين منحنى النفس طريقا للوصول إلى تحقيق الموازنة النفسية الإنسانية بين طموحات الفرد وتجليات الإبداع.
وهنا تبدو تكويناتها الداخلية التى ترصد وتسجل وتحيل الموقف إلى ترجمة نفسية، وفى نفس الوقت لقطة قصصية مليئة بالمتعة والفن المعبر الذى يركن إلى أسس جمالية وأخلاقية فى المقام الأول، وهى فى كل ذلك لاتفصل بين واقعها ومجتمعها ومحيطها الإنسانى، وبين عملية التوظيف الفنى والنفسى فى بعث القضية وكيفية المعالجة، ولاتجعل الواقع النفسى الثقافى الملىء بالنظريات والأفكار الفلسفية والتربوية يطغى على العادات والتقاليد التى تميز المجتمع المصرى بكل خصوصيته، إنما تحاول أن تعرض العلاقات الاجتماعية بكل متناقضاتها من وجهة نظر علم النفس المعاصر، بغية المعالجة وبغية المشاركة الفعالة.
والمتامل فى ملامح التجربة الموضوعية والفنية فى قصص المجموعة يجد أن عملية التوظيف والاستدعاء لم تختص بفئة أونموذج اجتماعى معين مما يدل على أن النظرة الاجتماعية لضمير عطيات أبو العينين ليست قاصرة على محيط واحد أو بعد خاص، بل امتدت لتشمل نماذج عديدة وأماكن مختلفة وقضايا متنوعة لكنها تسير فى نفس الاتجاه، وهذا يؤكد أيضا أن التجربة ليست استعراضا لمفاهيم علم النفس أو تطبيقات لنظريات جافة جامدة، إنما هى موهبة ودراية استطاعت الكاتبة أن تعمل على إثارتها وبعثها فى قالب قصصى إنسانى ينفعل بالموقف والقضية، ويستفيد من مفاهيم وطرق علم النفس.
وتنقسم الدراسة فى مجموعة المشمش إلى قسمين الأول يمكن حصره فيما يلى:
مكالمة تليفونية النص بالنص حنين
البصقة البراوية الهيلاهوب
وتتسم التجربة هنا بالنزعة النفسية التربوية التى تبحث وتعالج وتقرر دون أن تهمل المعالم الفنية القصصية، وتلك مسألة دقيقة جدا وتحتاج إلى صبر ومثابرة، وتحتاج إلى استعراض أمراض اجتماعية كثيرة مما يشيع فى واقع الأسرة والبيئة المصرية، ومحاولة تقديم هذه الإشكاليات فى قالب فنى قصصى، يقوم على الحكى والقص بالدرجة الأولى، وهذا ما حاولت الكاتبة أن تؤديه بطريقة توظيفية موضوعية بعيدا عن المؤثرات النفسية، وهذه المعالجة الإبداعية القصصية، قلما يتعرض لمناقشتها كتاب القصة والأدباء فى وقتنا هذا، سعيا وراء المثير والمدهش الذى يجذب القارىء، مع الأخذ فى الاعتبار السلبيات التى وقعت فيها الكاتبة من جراء تحقيق هذه المواءمة النفسية الاجتماعية.
¥