[قراءة نقدية ونظرة شاعرية في قصائد عبد الرحمن يوسف]
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 09:39 م]ـ
دائما أحادث نفسي بأنه لا مانع من أن تكون لنا وجهة نظر فيما يقال طالما أن صاحبها قد سمح لنفسه بالقول وكتب لها شهادة ميلاد فعليه أن يقول ولنا أن نتأول
صاحبنا شاعر ركب البحور الشعرية وأمسك بذمام اللغة وله نبرة خطابية واضحة
سأحاول هنا تناول بعضا من أعمال هذا الشاعر كما يحلو لي في المقام الأول لأنه من الجرم كبت النقد بداخلنا في عصر لا يسكن اللسان مكانه ولا تقبع الكلمة دارها فالكل عراء وسط الصحراء.
يقول صاحبنا:
الهَاتِكُ بأمْر اللهِ!!!
يَا مَنْ لِعِرْضِي هَتَكْ … فَقَدْتَ شَرْعِيَّتَكْ
مِنْ رُبْع ِقَرْن ٍكَئِيبٍٍ … لَعَنْتُهَا طلْعَتَكْ
أموَالُنَا لَكَ حِلٌّ … فَامْلأ بِهَا جُعْبَتَكْ
خَلْفَ الحِرَاسَةِ دَوْمَا ً… مُسْتَعْرِضَاً قُوَّتَكْ
تُبْدِى مظَاهِرَ عِزٍٍ … تُخْفى بِهَا ذِلَّتَكْ
سِلاحُ جَيْشِكَ دِرْعٌ .. تَحْمِى بهِ عُصْبَتَكْ
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
سَوَادُ قَلْبِكَ بَادٍ … فَاصْبُغْ بِهِ شَيْبَتَكْ
يَأتِيكَ دَعْمُ عَدُوِّى .. فَاصْلُبْ بِهِ قَامَتَكْ
سَجَدْتَ للغَرْبِ دَوْمَاً .. مُسْتَبْدِلاً قِبْلَتَكْ
بِأدْمُعِي ودِمَائِي … كَتَبْتَهَا قِصَّتَكْ
وكُلُّ أبْنَاءِ شَعْبِي … قَدْ شَاهَدَتْ قَسْوَتَكْ
خَذَلتَ كُلَّ شَريفٍ … حَتَّى غَدَتْ لَذَّتَكْ
وكَمْ مَنَحْتَ لُصُوصَاًً … يَا قَاسِيَاً رَحْمَتَكْ
تُعْطِى لِنَسْلِكَ أرْضِي … مُمَارسَاً سُلْطَتَكْ
كَأنَّ أرْضَ جُدُودِى … قدْ أصْبَحَتْ ضَيْعَتَكْ
لاشَكَّ مَوْتُكَ يَأتِى … مُسْتَأصِلا ً شَأفَتَكْ
يَوْمُ الحِسابِ قَريبٌ … تَرَى بِهِ خَيْبَتَكْ
يَوْمُ المِنَصَّةِ حَقٌ … فَخُذْ بِهِ عِبْرَتكْ
هذى الجُمُوع ُيَقِينَاً … ما جَدَّدَتْ بَيْعَتَك!!!
ستكون هذه أول قصيدة أتناولها فنيا وانتظر منكم المشاركة
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[22 - 07 - 2009, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
وكما قلت أخي من يكره النقد فليصمت
وكما تفضلت سيكون النقد فنيا فنيا
نحن بانتظار نقدك البديع.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[23 - 07 - 2009, 11:14 م]ـ
كما تفضلت سيكون النقد فنيا فنيا
شكرا لك سيدي مرورك الكريم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 04:15 م]ـ
صاحبنا جاءت قصائده مباشرة تقريرية مما أفقدها كثيرا من جوانب الجمال فالشعر إذا تساوى مع النثر فالنثر أولى
** الهاتك ـــــ جاءت بالمفاعلة وبالتعريف فكان لزاما عليه السير على هذا النهج لكنه خالف هذا فنجد مثلا ((قاسيا))
** حشو الكلمات و الألفاظ فنجد مثلا ((خلف الحراسة دوما)) و (سجدت للغرب دوما)
** القصيدة تفتقر الوحدة العضوية فمن السهل اللعب بمكوناتها فإنك تستطيع أيها القارىء العزيز أن تأخذ ببيت أو أكثر وقذفه خارج الديوان أو خارج القصيدة لقصيدة أخرى ولن تحس بتغيير ملحوظ كل هذا لأن النغمة السياسية ووحدة الالفاظ و الصور جعلت قصائده تمتلكه فلا نجد لغة الحوار التي عاهدناها مع الشعراء
** ((كل أبناء شعبي --- قد شاهدت قسوتك))
المشاهدة وحدها تصوير ضعيف فكان عليه أن يقرن القسوة بفعل التذوق أو المعايشة
** ((يوم الحساب قريب -- ترى فيه خيبتك))
الخيبة أيضا مظهر ضعيف ولكن الخزي أشد وطأة على النفوس
** وجدت أيضا ان الشاعر يتحدث بصيغة الأنا وكأنه نصب نفسه متحدثا رسميا عن الشعب فالمواجهة بينه وبين الاخر تأتي بالأنا فقد ذكر كلمة ((شعبي)) أكثر من مرة
((مع العدو كليل -- لكن بشعبي فتك))
((وكل أبناء شعبي -- قد شاهدت قسوتك))
((تعطي لنسلك أرضي)) أين شعبنا / أرضنا؟!!
ويفسر فكرتي هنا هذه الجملة ((هذي الجموع))
**أموَالُنَا لَكَ حِلٌّ … فَامْلأ بِهَا جُعْبَتَكْ
سَوَادُ قَلْبِكَ بَادٍ … فَاصْبُغْ بِهِ شَيْبَتَكْ
يَأتِيكَ دَعْمُ عَدُوِّى .. فَاصْلُبْ بِهِ قَامَتَكْ
انظر لهذه الأبيات والصيغ وكأنها وصاية من الشاعر لمن يخاطبه
خَلْفَ الحِرَاسَةِ دَوْمَا ً… مُسْتَعْرِضَاً قُوَّتَكْ
تُبْدِى مظَاهِرَ عِزٍٍ … تُخْفى بِهَا ذِلَّتَكْ
سِلاحُ جَيْشِكَ دِرْعٌ .. تَحْمِى بهِ عُصْبَتَكْ
مَعَ العَدُوِّ كَلِيلٌ … لَكنْ بِشَعْبي فَتَكْ!
¥