تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مصطلح الالتفات البصرى والعقل النقدى المستعار]

ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 08:11 م]ـ

أ. د أيمن تعيلب

[مصطلح الالتفات البصرى والعقل النقدى المستعار]

شدنى المقال القصير الذي كتبته جريدة الوطن السعودية عن كتاب الأستاذ الشاعر خالد الأنشاصى (الالتفات البصري: بلاغة الشكل في الشعر العربي الجديد))،بخصوص توصله لنظرية جديدة في توصيف الشكل الجديد للقصيدة العربية المعاصرة وأطلق عليها، ((الالتفات البصري))،فقد قالت الجريدة بالنص ((يؤسس كتاب "الالتفات البصري .. بلاغة الشكل في الشعر العربي الجديد" لمؤلفه خالد الأنشاصي، لنظرية بلاغية جديدة تقوم على دراسة بنى الانحراف في كتابة القصيدة العربية الجديدة دراسة بلاغية، إذ يرى المؤلف أن الشاعر العربي الجديد عمد إلى استثمار الشكل الكتابي بحيث يقوم بدور لا يمكن تجاوزه في إنتاج الصورة الشعرية، بحيث يخلق نظرية بلاغية جديدة تواكب ذلك التطور الهائل الذي أنتجته صور عديدة من الانحرافات على مستوى الشكل الكتابي للنص الشعري)). وشدنى أكثر الرغبة المحمومة لبعض الصحف العربية التي كتبت سريعا عن هذا الموضوع مثل جريدة الجزيرة السعودية، وصدقت ما حدث دون بذل أي مجهود نقدي يذكر في هذا المجال بما يضبط العقل النقدي العربي العربي المعاصر ويعيده إلى الجادة و المحجة النقدية الأصيلة، وأنا أعرف أن الأستاذ خالد الأنشاصى من الشعراء المجيدين، وفى الحقيقة لم أتشرف بمقابلته شخصيا ولكنى أقرأ له كثيرا، خاصة شعره البديع الذي قرأته وتمنيت أن ألقاه لأعلن له فرحتى بشعره، وقد أعطانى صديقى الناقد الدكتور مصطفى الضبع ديوانه الشعري الأخير فتأكد لدى قدرة هذا الصوت الشعري الأصيل على إبداع الشعر، لكن المسألة في النقد قد تختلف فيما أرى كثيرا، وأنا منذ البداية أهنىء الأستاذ خالد الأنشاصى على جهده العلمى في كتابه الجديد عما أسماه بالالتفات البصري، ولكنى أحب أن أطامن قليلا من غلواء هذه الدعوة النقدية العريضة التي فتنت الأستاذ خالد الأنشاصى عن نفسه مثلما فتنت نقادا كثيرين من قبله ... إلى الدرجة التي جعلته يتسرع إلى الزعم وهما بابتكار نظرية جديدة في الأداء الشكلي للشعر العربي المعاصر، وبالطبع نحن نحب له ولغيره من نقادنا العرب المعاصرين أن يكونوا جميعا أهل اجتهاد وابتكار معا، فهذا أجدى على العلم والنقد والأدب والثقافة العربية برمتها، ولكن الحقيقة العلمية شىء، والادعاء العلمى شىء آخر، ولا نريد في هذه المقالة العجلانة أن نعرض للسجال النقدي الدائر منذ نصف قرن حول أزمات العقل النقدي العربي المعاصر وهناك من ظن أننا نتملك نظرية عربية نقدية قادرة على جسر الصلة بين الماضى والحاضر الجمالي والمعرفي للثقافة العربية وهناك فريق آخر يرى أن العقل العربي لم ينتج شيئا يذكر في السياق المعرفى والمنهجى والفلسفى والجمالى العالمى المعاصر، ناهيك عن ابتكار نظرية جمالية عربية، يكفى القارئ أن يرجع لعشرات الدراسات والمشاريع النقدية الجادة في ثقافتنا المعاصرة ليتأكد من حدة هذه الأزمة، ولقد تعرضت لمعظم هذه الأزمات في كتابى الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر2009/نحو تأسيس منهجي تجريبى))،وإذا كنا على وعى دقيق بأزمات الثقافة العربية والعقل العربي المعاصر بصورة عامة، فلنا أن نعجب كل العجب من أي ناقد عربى يدعى قدرة عبقرية فذة بمفرده في الإتيان بنظرية نقدية أو جمالية جديدة، فناهيك عن المغالطة المنهجية والمنطقية والمعرفية في صحة هذا، فإن النظريات الجديدة هي سياقات معرفية ومنطقية ومنهجية وجمالية متعددة ومتباينة ومتداخلة ومتجادلة في وقت واحدة تظل تتصارع ردحا من الزمن المعرفى بين النماذج المعرفية السابقة والسائدة التي تدشن الوعى واللاوعى المعرفى معا، وبين النماذج المعرفية التجريبية الوليدة التي تظل في صراع منهجى تعددى دائم مع السائد والثابت حتى تستطيع تأسيس منطق العقل والمعرفة والمنهج من جديد، وبصرف النظر عن الخلط العلمى والجمالى والمعرفي الواضح الذي وقع فيه الأستاذ خالد الأنشاصى في عدم تفرقته المنهجية الدقيقة بين مفهوم النظرية الجمالية ومفهوم الإجراء البنائى لأحد زوايا الشكل الشعري، حيث إن مفهوم النظرية الأدبية يستوجب قوة البناء الجمالي والمعرفي والمنطقى والمنهجى على المستوى البنيوى الداخلى للعلم من جهة، كما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير