تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعددية اللغة: بين الفكرة والواقع ومستويات التداخل]

ـ[ذ. مصطفى بادوي]ــــــــ[19 - 01 - 2010, 02:08 ص]ـ

:::

تعددية الّلغة: بين الفكرة و الواقع و مستويات التداخل و التنافر الاجتماعيين.

التعددية اللغوية. Plurilinguisme

الباحث: ذ. بادوي مصطفى.

مُدخِل:

إن المفاهيم من قبيل "ثنائية اللغة" « bilinguisme » و "تعدد اللغات" « plurilinguisme » هي مفاهيم عامة جدا و شائعة بالمعنى الذي يفيد تشتت معناها، و غالبا ما تستخدم هذه المفاهيم لتحديد المتغيرات بين دولتين أو أكثر من اللغات الفردية، أو من قبل مجموعتين أو فئتين أو اكثر من الجماعات الاجتماعية.

ثم إن استخدامها لا يمكّْنُنا على سبيل المثال، من التفريق بين الحالات الشاذة و الخصوصية التي قد تنشأ أو تتواجد في تجمع بشري معين و في حيز جغرافي معين أيضا: حيث قد يحدث أن تكون جماعتين اجتماعيتين مثلا أحادية اللغة " unilingue " ويقع أن تحتوي " côtoie" إحداهما الأخرى عبر وسطاء بشريين أحاديي اللغة بنفس المعنى الذي يورده ستراوس في انماط التبادل البشري التي يقع ضمنها التبادل اللغوي و تبادل النساء و الخيرات، ومن ثمة يقع التبادل و التماس بين أفراد المجموعتين، فينتج عن ذلك ان تتحول الجماعتين الى "ثنائية اللغة" « bilinguisme » و لكن مع فروق متباينة من جماعة الى أخرى.

ففي الوقت الذي يشير المفهوم " bilingualité " ، إلى الطريقة أو الكيفية التي يكون الفرد بها قادرا على تعلم رامزين مختلفين او لغتين مختلفتين و هو ما يسمى باللغة العربية" الازدواجية اللغوية" وهي تسمية اقترحها بلون و هامرس، نجد أن المصطلح " diglossie " يشدد على الوضعيات الاجتماعية حيث يوجد نمطان أو أسلوبان مختلفان من نفس اللغة يستخدمان في مجتمع واحد، في مجالات ووظائف مختلفة "اجتماعية "، مؤسساتية "؛ واحد من هذين الأسلوبين يتمتع وبوضعية اجتماعية أعلى من الاخر، يطلق على الشكل الأول بالشكل الراقي" variété haute " شكل الأقل منه باسم الشكل الأدنى " variété basse " ، دون ان ننسى ان هناك عموما وضعا تكامليا يسود العلاقة بينهما.

و بغض النظر عن هذا الوضع التكاملي، فهناك اختلاف في الوظائف المحددة لكل لغة فالاولى مثلا تنطوي على قيمة سوسيو-اقتصادية هامة، و الثانية تنطوي على توسًُّع ٍ شعبي أكثر قوة يمكنها من التأثير بشكل إيجابي أو سلبي في معظم الحالات على كلا النظامين اللغويين.

و بهذا الشكل تصبح اللغات حاضرة في كل المواضيع و القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الدينية، وفي الوقت نفسه، تبدو وكأنها رمز لكل هذه القضايا، بنفس المعنى التّعدّد اللغوي الثّلاثيّ [ triglossie ] هو اجتماعُ ثلاثِ لغاتٍ بِشكلٍ متَفاوِتٍ في نفسِ الفردِ أو المُجْتمع، على سبيلِ التّصارُعِ أو الجِدالِ، مع تفوّقِ لغةٍ أو لغتَيْنِ على الأخرى أو بالنسبة ل [ quadriglossie ] .

ويصدقُ التّعريفُ أيضاً على وضْعِ التّعدّدِ اللّغويّ الذي تكونُ عليه أربَعُ لغاتٍ، فنقول:التّعدّد الرُّباعيّ أو التّعدّد اللغوي الرُّباعيّ هو اجتماعُ أربعِ لغاتٍ بِشكلٍ متَفاوِتٍ في نفسِ الفردِ أو المُجْتمع، على سبيلِ التّصارُعِ أو الجِدالِ، مع تفوّقِ لغةٍ أو لغتَيْنِ على الأخرى.

تجدر الاشارة الى مناولة موضوع التعدد اللغوي بالدراسة يمكن تلتقي فيه العديد من التخصصات كعلم النفس و السوسيولوجيا و التاريخ و الاقتصاد و حتى القانون. لان اللغة في اخر المطاف تتقاطعها كل العلوم الانسانية.

... /إن اللغة اذن تخدم عملية الاتصال كما و أنها تخدم في الآن ذاته المعنى و المعرفة ... / كما ان الخطابات التي تقدم بها اللغة المعنى و المعرفة تقدم نفسها بوصفها سندا اجتماعيا، حتى أن فعل الحديث في حد ذاته أضحى علامة عن هوية ما، بل الاكثر من ذلك إن المشاركة في حركة اجتماعية ما هو تعبير في أخر المطاف على ان كل الناطقين توحد هويتهم الاجتماعية اللغة مع وعينا بان الثنائية او حتى الرباعية تكون باعثة على التكامل و ليس وضع الصراع كما الحال في زمن انحسار القوميات المتعددة ابان قيام الاتحاد السوفياتي ... لقد كانت حرب لغة و هوية اكثر مما هي حرب رصاص لان الامر ككل كان يحذو حذو الطمس ..

1 - الاتساق بين اللغات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير