تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مقال في التذوّق

ـ[السراج]ــــــــ[23 - 02 - 2010, 09:34 م]ـ

تذوّق النص الأدبي

الذوق فطرة تولد مع الإنسان. يظهر أثر ذلك في ميل الإنسان منذ الطفولة إلى الآثار الجميلة في الأدب والفن، ومحاولة تقليدها أحيانا، ثم إبداع نماذج جديدة متميزة منها. والحق أن هذه الموهبة ذات طبيعة معقّدة، لأنها مزيج من: الحسّ، والعقل، والعاطفة، والذكاء.

والذوق – مهما كان – محتاج دائماً إلى صقل، وتهذيب، وتربية صحيحة تساعده على تذوق الفنون عامة. ولا شك في أن تربية الذوق لا تتم بمعزل عن تربية الثقافة ذاتها.

وكلّ نمو في الثقافة معناه ازدياد في الرؤية، وقدرة أكبر على إدراك: الجمال، والتناسب، والانسجام، وكشف الألوان والأنغام المخبوءة في الأشياء. وكلما اطّلع المرء ونظر، وبحث، وتأمّل كانت الفرصة أمامه أوسع لكي ينطلق مع الفن وآفاقه العريضة.

يتبع ...

ـ[السراج]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 03:31 م]ـ

عناصر عملية التذوق الأدبي:

في عملية تذوّق أي نصّ أدبي تجتمع ثلاثة أركان هي: الكاتب المبدع، والنص الأدبي، والقارئ المتذوق. والمبدع إنسان يتحدّث – من خلال النص – إلى إنسان آخر هو المتذوق. والنص – بهذا المعنى – رسالة موجهة من طرف إلى طرف.

والمبدع يحاول جاهداً أن يجذب المتذوق إلى صفة، عن طريق تجويد عمله ووضعه في نسق فنّي. فيندفع المتذوق في القراءة اندفاعاً، ليعيش في تجربة الآخرين، فإذا هو أمام عالم جديد، يرسم له حياة جديدة.

وقد كشفت بعض بحوث علم النفس، أن التذوق ليس عملية سهلة – كما يظنّ البعض – بل هو عملية معقّدة. وقد أشارت هذه البحوث إلى أن المتذوق يمر بالمراحل ذاتها التي يقطعها المبدع أثناء عملية الكتابة الإبداعية، وهذه المراحل هي: مرحلة الاستعداد، ومرحلة الاختمار، ومرحلة الإشراق، ومرحلة التنفيذ.

ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 09:59 م]ـ

لعلنا من المهم ان ندرك ان الذوق مسئلة نسبية بكل المعيار نعتمدة على ثقافة وخبرة طرفي الابداع الكاتب/القارى متجاوزا النص الذي يعكس ذوق مبدعه وخبرة قارئه الذوقي

dr_aldbow***********

ـ[السراج]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 06:21 ص]ـ

هي فعلاً مسألة نسبية دكتور ايسر ..

بارك الله في حضورك ..

ـ[السراج]ــــــــ[02 - 03 - 2010, 06:25 ص]ـ

...

والذوق يختلف باختلاف الأفراد: فلكلّ ذوقه، وأسلوبه، في الإقبال على الأعمال الفنية وتقديرها. فعشّاق الرومانسية، مثلاً، سيجدون في شعر شعراء المهجر مبتغاهم. وعشاق الظُرْف والمتعة الرفيعة في الإضحاك يجدون ضالتهم المنشودة عند الجاحظ. والميّالون إلى الفلسفة في الشعر سيفاجأون بنصوص وافرة مما يطلبون في دواوين: أبي الطيب،وأبي تمام، وأبي العلاء.

وتعود أسباب اختلاف الأذواق بين الأفراد إلى اختلافهم في البيئة التي نشأوا فيها، وفي الثقافة التي تلقوها، وفي طرائق تفكيرهم، وفي مدى فهمهم أو عجزهم عن فهم العمل الفني أو النص الأدبي نفسه.

ولهذا يمكن أن يُقال: إنّ عملية التذوق والتقدير الجمالي نسبيّة، وقليلون هم الذين يتفقون في أذواقهم حول عمل ما.

وقد يحصل – أحيانا – أن يقرأ المتذوّق النصّ: من شعر، أو نثر فلا ينفعل معه، ولا يندفع في تجربته. وقد يقرأ، أيضا، نصاً آخر، فيحسّ بانفعال ومشاركة. ومن المحتمل أ يرجع السبب، في الحالة الأولى إلى النص نفسه. فقد يكون هذا النص فاقداً لعناصر العمل الأدبي: بعضها أو كلها. ومن المحتمل أن يرجع السبب، أيضاً إلى القارئ نفسه. فقد يكون القارئ هنا فاقداً للوسائل التي تعينه على معرفة النصّ: عالمه وعلاقاته المتداخلة؛ بسبب قلة تجاربه، وضعف ثقافته، وضعف قدراته العقلية.

انتهى ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير