تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[النص الأدبي والنص العقلي]

ـ[اليافع]ــــــــ[16 - 01 - 2010, 11:58 ص]ـ

هل الرواية تصور الواقع، هل القصيدة تعبر عن فكر الشاعر، وكثير من الأسئلة التي يحرمك أصحاب هذه النصوص من البوح بها فضلا عن الإجابة عليها.

لأنهم يرون أن أساس السؤال أساس خاطئ، لماذا؟ لأنه لا ينبغي أن نتعامل مع النص الأدبي بهذه النظرة، ومن ثم سوف تبحر معهم في بحر لجي من القوانين والقواعد التي تراعيها وأنت تقرأ النص الأدبي.

وفي ظني أن أهم القوانين التي يستندون إليها ثلاثة قوانين:

أولها: ليس هناك ارتباط بين الرواية والواقع، أي أن الرواية تصوير لعالم ممزوج بين الخيال والواقع، فإذا قيل للروائي هل هذه الصورة الحسنة أو السيئة عن مجتمعك هي واقعية يقول لك نعم، ثم إذا حككت الكلام ومحصت الحقائق وجدت أن تلك الصورة لا تمثل إلا جزءا يسيرا من الحياة الواقعية، فإذا جابهته بذا قال لك: الرواية عالم آخر غير الواقع.

ثانيها: ليس هناك ارتباط بين النصوص الأدبية وفكر الشاعر، فعندما يقول كاتب روائي على لسان ملحد في روايته: الله والشيطان وجهان لعملة واحدة - تعالى الله – هذا لايعبر عن رأيه وإنما يعبر عن الشخصية المكتوبة، وكان بإمكان الراوي أن يتدخل بشخصية أخرى يخلقها أيضا لترد على هذا الزعم الباطل.

ثالثها: تفجير الألفاظ من مضامينها والاعتقاد بأن كل لفظة تخضع للسياق وأن لغة الأدب مجازية ومن هذا الكلام الجميل، ويمكن أن يقبل ذلك في حدود، وإلا لضاعت لغتنا، ولأحرقنا معاجمنا، ولصار أعرف المعارف لفظ الجلالة يتعرض لما يتعرض إليه عندما يقول الشاعر: الله في مدينتي مشرد طريد- تعالى الله- كيف يمكن لي أن أول هذا الكلام؟؟!! هذا ضعف في العقل والعلم، واتباع للهوى والجهل.

وأنا أعلم تماما كثرة الشبهات التي تواجه المتذوق العربي الذي يصطدم بمثل هذه التفاهات المسماة أدبا، ولكن إثراء الموضوع وتمحيص الكلام مما يعين على إبانة الحق وتبين مراميه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير