تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - طه حسين في الأدب الجاهلي الطبعة الخامسة عشرة دار المعارف ص 67 - 68

2 - مواقف نقدية للتراث ص 243

3 - في الأدب الجاهلي ص 62

4 - نفس المصدر ص 64

5 - نفس المصدر ص 65

(3)

ويرى طه حسين هنا أنه لكي يستقيم الأدب و الشعر علينا أن نحرر هذه اللغة من تلك القدسية، ولأبد وأن تخضع للدراسة و البحث و النقد، وعن هذه القضية طالعنا الكثير من النقاد بعدة آراء كان أكثرها يقع في وصف طه حسين بما يشبه الغباء و العته، فكلامه مناقض مع بعض.

على سبيل المثال رصدت كلام د / خالد يونس خالد،وقد وجه سؤالا لعميد الأدب العربي بقوله:

" طه حسين لم يبين علميا أن تحرر اللغة العربية من التقديس يؤدي حقاً الى تحرر الأدب والأديب ليستقيم الأدب. يقع طه حسين في التناقضات بهذا الصدد في طرح أفكاره عن اللغة العربية، فهو من جهة يؤكد أن اللغة العربية لغة القرآن وهي وسيلة لفهم القرآن، مما يعني ضرورة الحفاظ على هذه اللغة بكل الوسائل باعتبارها وعاء الثقافة والعقيدة لئلا تتحول إلى لهجات تؤدي إلى صعوبة فهم القرآن وتفسيره. ومن جهة أخرى يقول أن القرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي لذلك فإنه يدرس الشعر الجاهلي في نص لا سبيل إلى الشك في صحته‘‘. (1)

ويقول أيضا:

" ويقول الباحث ‘‘عندما يريد أن يحرر اللغة العربية من التقديس ويخضعها لعمل الباحثين كما تخضع المادة لتجارب العلماء. يعني أن يحرر القرآن الكريم من التقديس أيضاً. لأن أي تشويه وتغيير في قواعد اللغة العربية وثوابتها يعني تشويهاً للقران الكريم. وطه حسين نفسه يقول: إن الدين لم يعتد وحده على العلم، بل اعتدى العلم على الدين أيضاَ حينَ آلَ إليه السلطان‘‘. (2)

وحول هذه الثنائية الفكرية التي تتمثل كما قلت بين الآداب العربية الإسلامية والآداب الفرنسية الأوربية، نجد أنه هناك شخصيات أثرت في فكر وتوجيهات طه حسين، ومن الشخصيات التي أثرت في فكره وتوجهاته في الآداب العربية والإسلامية: الغزالي، الجاحظ، أبو العلاء المعري، إبن خلدون، عبد القاهرالجرجاني، أحمد لطفي السيد، والشيخ محمد عبده.

وهناك شخصيات أخرى أوروبية تأثر بهم، ومنهم على سبيل المثال مارجوليوث، رينيه ديكارت، فولتير، ولانسون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - فلسفة الشك ومنهج تحقيق النص في فكر الشيخ محمد عبده وطه حسين ص 38

2 - نفس المصدر ص 45

(4)

وحول النظريات والمناهج التي أستفاد منها طه حسين في منهجه النقدي، يقول د/ خالد يونس إن أهم المناهج هى

" المنهج النفسي والبلاغة عند القاهر الجرجاني، النظرية الإجتماعية التاريخية لأبن خلدون، النظرية العقلانية لديكارت، والفلسفة الوضعية لدى أوغست كومت، والمنهج التاريخي لتين، ومنهج تحقيق النص لدى الشيخ محمد عبده، والمنهج السوسيولوجي لأميل دوركيم المعروف بمنهج دوركيم الإجتماعي " (1).

فطه حسين استخدم منهجا توفيقيا كما يشير الكثير من النقاد؛ لكي يلائم الثنائية الفكرية التي كان يتمتع بها، فهو لم يستند على نظرية عربية أو فرنسية واحدة، بل أخذ من التيارات و المناهج أفكارا وآراء، كل ذلك ليوافق هذا شخصيته المتردده التي لا تقتنع إلا بالحجة المصحوبة بالبحث والتحقيق، وحاول أن يوفقَ بين الإتجاهات المختلفة.

لقد حاول طه حسين أن يبحث عن نموذج منهجي متكامل، ليعيد به قراءة التراث الأدبي، حيث جرب مجموعة مناهج تمنح أدواتها من المنهج التاريخي للأدب فيقول:

" وفي الحق إن الناقد لا يقنع بما كان يقنع به سانت بوف وتين وجول لومتير ولانسون، وبالرغم من الفروق المنهجية بين هؤلاء النقاد، وإنما استطاع أن يوفق لهذا كله ويستخلص منه غرضا شاملا يطلبه ويسمو إليه حين ينقد فيفهم شخصية الشاعر أو الكاتب وعصره وفنه " (2)

فطه حسين هنا كان همه الأول هو تأسيس منهج توفيقي يضم الاختلاف و التعدد الواقع بين هؤلاء النقاد المختلفين في تصوراتهم التي يصدرون عنها، هذه النزعة التوفيقية التي تسعى إلى إدغام المناهج المتعددة والمختلفة في منهج واحد.

ودراسة طه حسين للشعر و للأدب الجاهلي بهذه الطريقة العبثية وإن رأها البعض كذلك، لم يقصد بها هدم الشعر الجاهلي و القضاء عليه،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير