شكري عياد والدكتور محمد حماسة عبد اللطيف وسعد مصلوح الا أنها كانت مجرد اجتهادات اسلوبية بعضها وظف البلاغة وخلط بين المنهج الاسلوبي والمنهج البلاغي مثل الدكتور محمد عبد المطلب في كتابه: المذهب البديعي في شعر الحداثة, وبعضها اعتمد على المنهج الاحصائي مثل الدكتور سعد مصلوح والذي أخذ يرصد تردد المفردات والاسماء والصفات عند بعض الشعراء, فأبعد الجوانب النفسيه والجمالية والدلالية التي تتعلق ببنية النص الداخلية فبقيت هذه الدراسات جافة بعيدة عن الجو الشعوري والنفسي للنص الادبي, وبعضها الآخر تناول النص الادبي من وجهة نظر نحوية بحته مثل الدكتور شكري عياد, حيث أخذ يرصد العلاقات والروابط النحوية -على نحو ما فعل «فاينريش «في نظريته: تجزئة النص, فبدأ يفرّع النص ويفككه تبعا لعلاقاته وروابطه النحوية وهذا ما تبدى لنا في كتابه: دائرة الابداع وكتابه الآخر: اللغة والابداع, فعلى الرغم من أهمية هاتين الدراستين الا أنه غلب عليهما الجانب النحوي على الجانب الاسلوبي والبلاغي معا.
أما دراساتنا الاسلوبية في سورية فقد جاءت سطحية بالمقارنة مع الدراسات الاسلوبية في مصر والمغرب العربي باستثناء دراسات الدكتور كمال أبو ديب الذي يعد بحق رائد الدراسات الاسلوبية في سورية وخاصة في كتابه: جدلية الخفاء والتجلي الذي يعد تحفه اسلوبية لما يمتاز به من جدة واجتهاد , إذ انطلق فيه من بنية النص الداخلية وبالتحديد من ثنائياته الضدية التي تؤدي الى التوتر والانزياح في بنية نصوصه الشعرية ونشير في هذا المقام الى دراسة الدكتور عبد الكريم حسن في كتابه:
الموضوعية البنيوية التي تعد دراسة جيدة في مستواها الفني غير أنه سار على منهج فاينريش بتقسيم النص تبعا لعلاقاته النحوية مما أدى الى نفور المتلقي من هذه الدراسة وانصرافه عنها.
ماهي أهم مشكلات دراستنا الاسلوبية في سورية والوطن العربي:
المشكلة الاولى: هي تنوع المدارس الأسلوبية ومناهجها والخلط فيما بينها جميعا دون تحديد دقيق لهذه الدراسات وتبني المنهج والأخلاص له , فأخذ صاحب المنهج اللساني يمتد الى صاحب المنهج النحوي أو البنيوي وهكذا ..
المشكلة الثانية: هي أن أغلب دراساتنا الأسلوبية تتبنى المنهج الاحصائي الذي يؤدي الى عمليات حسابية غالبا ما تكون بعيدة عن شعرية النص وفضائه النصي , فتفقد هذه الدراسات قيمتها لأنها تفتت النص دون أن تستخلص قيمته الفنية أو وظيفته الجمالية.
المشكلة الثالثة: هي افتقار هذه الدراسات إلى التطبيق الأسلوبي المنهجي الدقيق , وقلما نجد دراسة أسلوبية تامة في التوليف بين الجانب النظري والجانب التطبيقي في دراساتنا في سورية , وفي الوطن العربي.
المشكلة الرابعة: هي تركيز نقادنا على ظواهر أسلوبية معدة مسبقا عند الشعراء , من هذه الظواهر: التناص والتضاد والتوازي والازدواج والأسطورة وغيرها من الظواهر الأسلوبية الأخرى. حتى ولو لم تكن هذه الظواهر متوفرة فعلا عند هؤلاء الشعراء , مما يؤدي الى غربة هذه الدراسات وعدم مصداقيتها بالنسبة للمتلقي /القارئ والناقد/.
إن مثل هذه المشكلات لن نتغلّب عليها إلا بإخلاصنا لمناهجنا وسعينا الدؤوب إلى توظيف التراث بما يتواءم وواقع حياتنا وموروثنا الثقافي وواقع الحضارة وثورتها العلمية , حتى نرتقي نقديا وأسلوبيا على الصعيد العربي وربما العالمي على المدى الطويل.
ـ[الحصماني]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 12:37 ص]ـ
وجهت الاسلوبية الحديثة انتقادات الى البلاغة العربية ماهي هذه الانتقادات وع ذكر اراء النقاد؟؟؟؟؟؟؟؟
لاشك ان ثمة نقاط تماس بين البلاغة والاسلوبية مهما قيل في اختلافهما
اما انتقادات الاسلوبية للبلاغة فتتمثل في:
1 - ان البلاغة علم معياري غايته الاحكام التقييمية بينما الاسلوبية علم وصفي يتجاوز المعيارية الى الالتزام بقوانين المناهج الوضعية
2 - قوانين البلاغة مطلقة وابدية ولايلحقها التغيير من عصر الى عصر او من انسان الى انسان وان حدث شئ من هذا القبيل فيعد خطأ بلاغيا اما علم الاسلوب فيسجل الظواهر ويعترف بما يصيبها من تغييرمع بيان دللتها في نظر قائليها
3 - البلاغة نظرة جزئية لانها تعتمد المثال بينما الاسلوبية نظرة كلية الى طريقة التناول ككل
4 - حضور المتلقي في البلاغة جزء من عملية الابداع ,بينما هو شرط اساسي لاكتمال عملية الانشاء في الاسلوبية
5 - وضع سعد مصلوح عددا من الفروق بين البلاغة والاسلوبية وكذلك عدنان بن ذريل , يراجع كتابيهما:في البلاغة العربية والاسلوبيات اللسانية , والنص والاسلوب
أ- الشاهد او المثال في مقابل