تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذه الاستفادة من عدة مناهج تبدو واضحة من خلال طرحنا للأسس و المبادئ النقدية التي يرتكز عليها هذا المنهج بحيث إنه ينطلق من البنيوية في دراستها للبنية الداخلية للنص وبعد تفكيكها إلى عناصرها الأولى تنتقل إلى مرحلة التفسير فتقوم بدراسة البنية الخارجية باعتبارها مرجعا خارجيا فتدرسه في إطار علاقته بالنص بإقامة عملية التناظر بين البنية الداخلية وما ترمز إليه في العالم الخارجي.

وبهذا الشكل يبقى المنهج التقاطعي عبارة عن إطار عام نجرب فيه مجموعة من المناهج بالاستفادة من مذاهبها ومشاربها و لا ترى يمنى العيد عيبا في هذه الاستفادة بمعنى أنها تؤمن بحرية التعامل مع الآخر كيفما كان اتجاهه وعدم الاكتفاء بالنظرة الفنية الضيقة التي تحصر مجال الدراسة النقدية في منهج محدد يلتزم به الناقد أثناء تعامله مع الإبداعات الأدبية.

3 - كيفية تعامل المنهج التقاطعي مع النص الأدبي؟

من خلال الدراسة البنيوية و الواقعية يتبين لنا مدى اهتمام كل منهج بجانب معين في تناوله للنص الأدبي، فالمنهج البنيوي يهتم بخصائص البنية الداخلية بنا فيها من لغة وصورة وموسيقى وغيرها من مكونات الإبداع الأدبي مهملة المعطى المرجعي الذي يعبر عنه بواسطة هذه البنية الفنية.

أما المنهج الواقعي فيهتم بالجوانب الخارجية للنص الأدبي أي إعطاء الأولوية للمعطيات الأيديولوجية و الاجتماعية و التاريخية ....... واعتبرت أن الشكل الأدبي ما هو إلا وعاء نصب فيه أفكارنا لكن يمنى العيد رفضت الاكتفاء بأحد هذين المنهجين لأن النص في نظرها (داخل لا فرار له من خارج حاضر فيه، وهكذا يبقى على الناقد مهمة النظر إلى هذا الخارج في ما هو ينظر في هذا الداخل الذي هو النص)

ومن هنا ارتأت ضرورة الاهتمام بالبنيتين معا: البنية الفنية و البنية الخارجية، ولهذا استدعت حضور هذين المنهجين في نفس الوقت لمعرفة النص الأدبي ولهذا السبب جمعت بين المنهج البنيوي و المنهج الواقعي في إطار منهج واحد يستفيد من جميع المناهج الأخرى وذلك في ضوء أيديولوجية واحدة و انطلاقا من رؤية شمولية ترى توحد هذه المناهج ولا تفرق بينها أثناء الدراسة النقدية بمعنى أننا لا نتعامل مع الظاهرة الأدبية بمنهج آخر بل على العكس من ذلك إننا نتعامل معها في إطار قالب واحد هو هذا المنهج التوفيقي لأن هذه (المنهجية لابد أن تركز في الوقت نفسه على رؤية شمولية واحدة وهذه الرؤية أيديولوجية بالضرورة و الأثر الأدبي حامل هو الآخر للأيديولوجية ومهمة الناقد ..... أن يميط اللثام عن الأيديولوجية السافرة و الباطنة التي يحملها كل عمل أدبي بين طياته).

يتبع ......

محمد يوب 29 - 01 - 10

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير