تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفن اقرب الى الفهم من اللاتينية، اضافة الى ان تعلم الفرنسية يقرب الناس من السلطة لفهم عقيدة واسلوب الحكم.

فقد استمرت الفرنسية لغة الجزيرة وكانت تصدر فيها الأنظمة والتزم بها الأشراف والنبلاء والناس على دين ملوكهم وحكامهم. وفي مجلس النواب كانت المناقشات تتم بها وقد بقيت هذه اللغة هي الرسمية ولم يخطب بالانجليزية إلا سنة 1341 وكان أول خطاب لرئيس الوزراء بها بعد ان وضع جوسر اصولها وقواعدها، وهي واضحة في لغته.

ان تنافذ اللغة الفرنسية وما فيها من ترجمات للأدب العربي من جراء ترجمة الف ليلة وليلة ـ ولا بد ان هناك مؤثرات سابقة من الاندلس وبخاصة التروبادور ـ وقد عد (ج. أديو) اثر ذلك مساويا لأثره في الأدب الانجليزي. وكان هذا الأثر سبيلا الى سمو المشاعر وترقيق الاحاسيس وصقل الأدب الغربي في الغزل.

وقال درايدن «كان جوسر أول من هذب لغتنا الفقيرة واغناها من الاقتراض من مقاطعة البروفانس، انقى الصيغ البيانية بعد ان انتشرت قصص التهذيب العربية على لسان الطير والحيوان». وقد عزا فيليب حتي قصته The Squire"s Tale الى الف ليلة وليلة التي اخذها من الأدب العربي فصلا وتقليدا، كما وردت في قصص كنتربري.

* أثر الأدب العربي في اللغة الانجليزية قبل جوسر

* قال ج. أديو: اثر شعر التروبادور في الشعر الانجليزي لا يختلف عن دوره في اوروبا، وكان الأدب العربي عامل ترقيق وسبيلا الى صقل لغة الأدب الغربي والحب والوجدان. وقد أكد درايدن هذا الامر بقوله: وكان جوسر اول من هذب لغتنا الفقيرة واغناها بتماديه من الاقتراض من مقاطعة بروفانس، انقى الصيغ البيانية المعروفة في تلك الحقبة، بعد ان انتشرت في جميع اوروبا قصص التهذيب العربية على لسان الطير والحيوان، وقد كانت مسرحية درايدن The Conquest of Granada واضحا اثر التنافذ الاندلسي فيها لذا عزا فيليب حتي قصة The Squire"s Tale بأنها مأخوذة من «الف ليلة وليلة» ويظهر بوضوح أثر الأدب العربي في جوسر في الملحمة الانجليزية The Seven Seers of Rome متى قورنت بالقصة الاولى من «الف ليلة وليلة» في الفكرة والخيانة والتهمة نفسها في حكايات كنتربري.

ان جوسر هو ابو اللغة الانجليزية كان يعرف الفرنسية لانها لغة الدولة والقوانين والبرلمان، فوجدت في شعره القافية وقلد الموشحات الاندلسية مع تصرف حر واضح بقضية استيعاب الكاتب وهو اصلا من نورمنديا، وفي اللاشعور يرقد المحفوظ اللغوي والأثر الاجتماعي ولا بد ان يظهر في الأدب، خاصة بعد ان ضاق صدر الانجليز من تسلط رجال الكنيسة في استعمال اللاتينية. وقد قال السر هملتن كب: ان ما وصل اليه الولع بالقصص الشرقية من نشاط اثر في القرن الثامن عشر وغض الطرف عنها مؤرخ «دبنا بقصد وبعمد». ويؤكد كب ان قصة الوردة Roman de la Rose، التي ترجمها الشاعر من الفرنسية كان محاكيا العرب في خيالهم وفكرهم وفي قصص كنتربري بصورة عامة وفيها العاطفة المرهفة والاحساس العميق في طور الأدب الانجليزي وان كان قد كتبها في أواخر حياته ومع ذلك فقد نسخت خمسين مرة، مما يدل على اهميتها في الأدب الانجليزي واثرها في ابداعه الشعري. فقد كانت الاندلس النافذة الحضارية التي دخل منها الى اوروبا في حياتها الفكرية والفنية والأدبية. وتركز ذلك عندما وصلت الحركة الفكرية في صقلية التي لا تزال عادات اهل صقلية وطراز حياتها تختلف عن حياة ايطاليا، وبصورة واضحة في لغتهم ولا يرضى بعض اهل الجزيرة ان نسميهم بالايطاليين، ولم يخل الأدب الديني من آثار الأدب العربي. فقد قال جوليان حسب ترجمة الدكتورة سهير القلماوي: «ان الشعر الغنائي الاسباني القديم ربيب أدب الاندلسيين المسلمين، وهو المورد الذي استفاد منه الفرنسيون ومنه تنوعت انواع الشعر في الغرب، واثر في التطور والتجديد وبقاء أسس حديثة لهذا الأدب».

وقال السير هملتن كب: «قد استقر الرأي العام على وجود تجاذب وثيق بين الشعر الغربي والشعر البروفانسي، مؤكدا «أن مسيحيي الاندلس الذين صاروا نصف عرب هم بدورهم نقلوا كثيرا من بذور الحضارة الاسلامية الى الممالك الشرقية، وشمل قسما شبيها بهذا التوسع والنقل، تاريخ الشعر الاندلسي، وكثيرا من الشعر الاسباني، مما أدى الى ظهور الزجل».

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير