تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في الفترة من القرن الثالث عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين لا نجد نقدًا أدبيًا عربيًا مميزًا. وكان من عوامل التغير التي أدت إلى انتعاش النقد الأدبي في بدايات الفترة الحديثة، ضمن عوامل النهضة الأخرى كالتعليم وغيره، دخول المؤثرات الغربية من خلال أعمال المستشرقين ومن خلال التفاعل مع المدارس الأدبية الغربية، كما نجد لدى طه حسين ومدرسة الديوان والمهجريين وغيرهم. فقد تبنى طه حسين رؤية استشراقية للموروث العربي الإسلامي وتبنى العقاد في مدرسة الديوان توجهًا نفسانيًا في دراسة شعر ابن الرومي ودخلت التيارات الاجتماعية من خلال نقاد مثل سلامة موسى. وفي منتصف القرن العشرين لعب نقاد مثل لويس عوض ومحمد مندور ومارون عبود أدوارًا مهمة في تطوير الحركة النقدية، ليعقبهم في الوقت الحاضر عدد أكبر من النقاد جاء نتيجة تطور النقد الأدبي داخل الدراسة الجامعية. وعلى الرغم من سعي بعض النقاد إلى تطوير رؤية أصيلة للنقد، كما نجد لدى شكري عياد، فقد ظل التيار المهيمن معتمدًا على تيارات النقد الغربي كما نجد في التيارات الشكلانية والماركسية والبنيوية والنفسية وغيرها التي تتضح في أعمال نقاد مثل محمود أمين العالم وعز الدين إسماعيل وكمال أبو ديب ومحمد برادة وعبدالعزيز المقالح.

النقد الغربي. التيارات النقدية الغربية المشار إليها هنا تركت أثرًا بعيدًا في تطور النقد الحديث في مختلف الثقافات التي احتكت بها وبحكم الهيمنة الحضارية الغربية على العالم المعاصر. غير أن تلك التيارات تعود بدورها إلى جذور متعددة أبرزها الجذور اليونانية/ الرومانية المعروفة بالكلاسيكية. فقد بدأ النقد الأوروبي متفاعلاً مع المقولات الأفلاطونية والأرسطية وغيرها ثم تطور حسب تطور الثقافة الأوروبية ومستجدات الإبداع الأدبي. فظهر الصراع بين القديم والجديد في فترة مبكرة ثم هيمن النموذج الكلاسيكي على القرن الثامن عشر الميلادي إلى أن جاء النقد الرومانسي عند الألمانيين جوته وشليجل، والإنجليزي كوليردج وهازلت وغيرهم ليحل محل ماسبقه، وليمهد لنقد القرن التاسع عشر في عدد من البلدان الأوروبية، كما نجد لدى ماثيو آرنولد في إنجلترا الذي أكد على أهمية العلاقة بين الفن والمجتمع وسانت بوف في فرنسا الذي ركز على السيرة الذاتية.

أما في القرن العشرين الميلادي فقد تشعبت اتجاهات النقد الأدبي بين الشكلانية التي هيمنت في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن عند الشكلانيين الروس في روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية كما عند شكلوفسكي، والماركسية التي تطورت على يد نقاد مثل الهنغاري لوكاتش والروماني لوسيان جولدمان، والنفسية التي أفادت من تنظيرات فرويد ويونج، إلى غير ذلك من تطورات عرف بها نقاد مثل تي إس إليوت وآي أي رتشاردز في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وميخائيل باختين في روسيا ونورثروب فراي في كندا ورولان بارت في فرنسا. وقد لعب علم اللغة الحديث كما طوره السويسري فرديناند دي سوسير دورًا هامًا في التأثير على الشكلانية والبنيوية. وفي الثمانينيات والتسعينيات هيمنت تيارات عرفت بتيارات "ما بعد البنيوية" مثل النقد النسوي والتقويضي (التفكيكي) وما بعد الاستقلالي والتاريخاني الحديث.

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 04:12 م]ـ

شكرًا لك دكتور على هذا النقل.

ـ[دكتور]ــــــــ[19 - 02 - 2010, 03:42 ص]ـ

أهلاً بك أخي الدكتور خالد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير