تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نَقدِنَا، وَنَبحَثُ لَهَا عَن حُلُولٍ عِلمِيَّةٍ، تَتَّفِقُ وَاحتِيَاجَاتِ وَاقِعِنَا الثَّقَافِيِّ، وَالحَضَارِيِّ .. دُونَ أَن نَنسَى أَنَّنَا مُقَلِّدِونَ، وَنَقَلَةٌ، وَلَسنَا مُبدِعِينَ، أَو مُسَاهِمِينَ، فيِ حَرَكَةِ النَّقدِ المُعَاصِرِ".

كَمَا أَشَارَ الدُّكتُورُ وَلِيدُ قَصَّابُ إِلَى مَا تُمَثِّلُهُ المَذَاهِبُ الأَدَبِيَّةُ الغَربِيَّةُ مِن خُطُورَةٍ عَلَى مَنظُومَةِ القِيَمِ، وَالأَخلاقِ الإِسلامِيَّةِ، حَيثُ أَنَّهَا "لَيسَت نَشَاطًا مَعرِفِيًّا مُحَايِدًا، وَهِيَ لَيسَت مُجَرَّدَ نَظَرِيَّاتٍ، وَأَفكَارٍ، فيِ الأَدَبِ، وَاللُّغَةِ، وَالنَّقدِ، وَقَضَايَاهَا المُختَلِفَةِ فَحَسبُ، وَلَكِنَّهَا تُمَثِّلُ فَلسَفَاتٍ فِكرِيَّةً، وَتَصَوُّرَاتٍ عَقَدِيَّةً، عَنِ الكَونِ، وَالإِنسَانِ، وَالحَيَاةِ، بَل عَنِ الأَديَانِ، وَالأُلُوهِيَّةِ فيِ أَحيَانٍ غَيرِ قَلِيلَةٍ"، وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ، وَيَذهَبُ إِلَيهِ "تِيرِي إيجِلتُون"، فيِ كِتَابِهِ (مُقَدِّمَة فِي نَظَرِيَّةِ الأَدَبِ)، حَيثُ يَقُولُ: بِأَنَّ "نَظَرِيَّةَ الأَدَبِ مُرتَبِطَةٌ بِشَكلٍ لا يَنفَصِمُ باِلمُعتَقَدَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، وَالقِيَمِ الأَيديولُوجِيَّةِ .. لأَنَّ أَيَّ كَيَانٍ نَظَرِيٍّ مُهتَمٍ بِالمَعنَى، وَالقِيمَةِ، وَاللُّغَةِ، وَالشُّعُورِ، وَالخِبرَةِ الإِنسَانِيَّةِ، سَيَنخَرِطُ حَتمًا فيِ مُعتَقَدَاتٍ أَوسَعَ، وَأَعمَقَ عَن طَبِيعَةِ الأَفرَادِ، وَالمُجتَمَعَاتِ الإِنسَانِيَّةِ"، وَيَذهَبُ (إيجلتون) إِلَى عَدَمِ نَقَاءِ الإِنتَاجِ الأَدَبِيِّ مِنَ الأَهدَافِ، أَوِ القِيَمِ، أَوِ المَبَادِئِ، بِحَيثُ لا تُوجَدُ "نَظَرِيَّةٌ أَدَبِيَّةٌ خَالِصَةٌ، تَكُونُ بَرِيئَةً .. ، فَمِثلُ هَذِهِ النَّظَرِيَّةِ الأَدَبِيَّةِ خُرَافَةٌ أَكَادِيمِيَّةٌ .. "، وَيُرَكِّزُ الدُّكتُورُ شُكرِي عَيَّادُ عَلَى الخَلفِيَّةِ الفِكرِيَّةِ لِلمَذَاهِبِ الأَدَبِيَّةِ، "فَلا يَتِمُّ مَعنَى "المَذهَبِ" كَحَرَكَةٍ أَدَبِيَّةٍ مَا، حَتَّى تَكُونَ لَهَا نَظرَةٌ مُعَيَّنَةٌ إِلَى الكَونِ، وَالمُجتَمَعِ .. وَلِهَذَا يَقُومُ النَّقدُ بِوَظِيفَةٍ مُهِمَّةٍ فيِ تَكوِينِ المَذهَبِ، إِذ إِنَّهُ يُشَارِكُ الإبدَاعَ فيِ تَحدِيدِ النَّظرَةِ، وَالمَوقِفِ"، وَبِنَاءً عَلَى تِلكَ المَوَاقِفِ، وَالرُّؤَى، فَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أَن يَكُونَ لِلإسلامِ مَوقِفٌ، يُظهِرُ مِن خِلالِهِ نَظرَتَهُ الحَقِيقِيَّةَ فيِ كُلِّ مَا يَجرِي عَلَى السَّاحَةِ الأَدَبِيَّةِ، بِكُلِّ جَلاءٍ، وَوُضُوحٍ، وَبِلا مُوَارَبَةٍ، أَو مُدَاهَنَةٍ، "فَالإِسلامُ يَتَصَادَمُ مَعَ هَذِهِ المَذَاهِبِ لأَنَّهَا تَستَنِدُ إِلَى فَلسَفَاتٍ خَطِيرَةٍ جِدًّا، وَنَحنُ المُسلِمِينَ لا نَرفُضُ العَقلَ، وَلا نَرفُضُ العَاطِفَةَ .. وَمَا نَرفُضُهُ .. أَن يَكُونَ تَوجِيهُ العَقلِ، وَالعَاطِفَةِ قَائِمًا عَلَى فَلسَفَةٍ مُعَيَّنَةٍ بِالصُّورَةِ التِي تَأَدَّت بِهَا إِلَيهِ"، وَيَتَحَدَّثُ الأُستَاذُ أَنوَرُ الجُندِيُّ عَنِ الدَّورِ المُنَاطِ بِنَا كَأُمَّةٍ خَاتَمَةٍ، حَمَلَت خَاتَمَ الرِّسَالاتِ، وَآخِرَهَا، فَيَقُولُ: " .. فَإِنَّ عَلَى أُمَّتِنَا وَهِيَ تَتَطَلَّعُ إِلَى اقتِعَادِ مَكَانَهَا، وَامتِلاكِ إِرَادَتِهَا، أَن تَكُونَ .. عَلى ثِقَةٍ كَامِلَةٍ بِقُدرَةِ الإِسلامِ عَلَى استِرجَاعِ مَجدِهَا .. ، وَصَلاحِيَّةِ رِسَالَتِهِ، وَخُلُودِهَا، وَأَنَّهَا الرِّسَالَةُ الوَحِيدَةُ التِي تُحَقِّقُ لِلبَشَرِيَّةِ الأَمنَ وَالسَّكِينَةَ، مَهمَا دَارَ البَاحِثُونَ حَولَ المَنَاهِجِ، وَالأَيديولُوجِيَّاتِ .. ، وَبَعدَ أَن تَصَدَّعَتِ النَّظَرِيَّاتُ، وَالدَّعَوَاتُ، وَأَوفَت كُلُّهَا عَلَى الغَايَةِ التِي أَوفَت إِلَيهَا حَضَارَاتُ اليُونَانِ، وَالرُّومَانِ، وَالفُرسِ، وَالفَرَاعِنَةِ مِن قَبلُ"، وَمِن مُنطَلَقِ المَسؤُولِيَّةِ التِي كُلِّفنَا بِهَا نَجِدُ أَنفُسَنَا – نَحنُ المُسلِمِينَ – "أَصحَابَ المَسؤُولِيَّةِ الأُولَى لأَن نُقَدِّمَ لِلنَّاسِ هَذَا المَنهَجَ الطَّاهِرَ الوَضِيءَ المُشرِقَ، وَلَيسَ غَيرُنَا، فَيَجِبُ أَن نُنشِئَ أَجيَالَنَا الجَدِيدَةَ عَلَى ذَلِكَ الإِيمَانِ الوَثِيقِ .. بِأَنَّ مَا نُقَدِّمُهُ هُوَ أَشرَفُ، وَأَنقَى، وَأَطهَرُ، مَا يُنقِذُ الحَضَارَةَ العَالَمِيَّةَ مِنَ الانهِيَارِ، وَيرُدُّ البَشَرِيَّةَ كُلَّهَا إِلَى اللهِ (تعَالى).

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 02 - 2010, 12:59 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:

الأستاذ والدكتور الفاضل: علي اليعقوبي

جزاك الله خيرا، موضوع قيم ومفيد، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم به الأجر والمثوبة، اللهم آمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير