* نمو القصيدة الكمي هو الآخر عرضي ــ طولي لكنه غير ثابت. الشاعر غير مقيد بعدد ثابت محدود من التفعيلات يعاد رصفه مع كل بيت من أبيات القصيدة. جو القصيدة وظروف الشاعر وأحواله النفسية هي التي تحدد طول أو قصر البيت الواحد. قد يشغل البيت سطرا كاملا من الصفحة العادية أو قد يتكون من كلمة واحدة فقط. هنا يمارس الشاعر شكلا آخر من أشكال الحرية ما كان ممكنا أن يمارسه شاعر القصيدة القديمة: حرية التصرف بالمكان أفقيا. وحرية التصرف بالمكان أفقيا تمنح الشاعر ضمنا حرية التصرف بالمكان عموديا.
* حرية التمدد في فضاء القصيدة المكاني أفقيا وعموديا تضع تحت تصرف الشاعر اشكالا أخري من الحريات علي رأسها حرية التصرف بالفراغات. فالفراغ حالة أخري من حالات المادة يوظفه الشاعر لخلق شتي أنواع المؤثرات التي من شأنها اثراء الجو العام للقصيدة وتلوينها بالأوضاع المتباينة لحالات الشاعر النفسية.
* قصيدة التفعيلة الواحدة لم تعرف الشيوع الذي عرفته القصيدة القديمة في مجال التلحين والطرب. بلي، غنت المطربة المصرية (فايزة أحمد) وغني (عبد الحليم حافظ) بعض قصائد الشعر الحر للشاعر (نزار قباني). وربما غنت قلة أخري من المطربين بعض قصائد الشعر الحر لكن ظلت السيادة شبه المطلقة لقصيدة الوزن والقافية في عالم الأنس والطرب، والسيادة المطلقة في عالم المراثي والمناحات وأحياء طقوس الكوارث الاجتماعية والدينية. لم يتورط كبار الملحنين والمطربين بتلحين أو غناء قصيدة الشعر الحر، لكنهم لحنوا وغنوا قصائد الوزن والقافية. كما غني ألحان هذه القصائد سواهم من الفنانين. أذكر بهذا الصدد (محمد عبد الوهاب) و (أم كلثوم) و (فريد الأطرش) و (أسمهان). ومن العراق (محمد القبانجي) و (عفيفة اسكندر) ثم (يوسف عمر). لقد غنت هذه النخبة الممتازة من الملحنين والمغنين والمغنيات وليس فيهن من لحنت أو جربت التلحين الكثير من روائع شعر الوزن والقافية. لقد لحن وغني (محمد عبد الوهاب) مثلا الكثير من أشعار صديقه ومتبنيه (تقريبا) الشاعر المصري (أحمد شوقي)، شاعر بحور الخليل. كما غنت (أسمهان) مع (عبد الوهاب) أوبريت مجنون ليلي من شعر (أحمد شوقي).
* وربما نتيجة لما قد سلف من الأسباب، لا يحفظ المرء قصيدة الشعر الحر ولا يرددها مع نفسه الا في ما ندر من الحالات. بينما حفظت عن ظهر قلب كلمات أغنيتي (رسالة من تحت الماء) و (قارئة الفنجان) بفضل جودة لحني هاتين الأغنيتين وابداع عبد الحليم حافظ في أدائهما.
منقول ..
************
كتاب للمؤلف "مصطفى حركات" بعنوان (الشعر الحر، أسسه وقواعده). . لمحة تاريخية موجزة عنه ومن ثم بيان بحوره - المشتقة من بحور الخليل - مع ضرب أمثلة توضيحية، وفي آخر الكتاب نماذج شعرية لنازك الملائكة والبياتي وعبدالصبور وسميح القاسم ونزار قباني ومحمود درويش
ـ[أحلام الماجستير]ــــــــ[20 - 03 - 2010, 02:27 ص]ـ
الف شكر اختي الغالية نور القلم على ماقدمتيه وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[نون النسوة]ــــــــ[20 - 03 - 2010, 09:32 م]ـ
مرحبا بكِ
نصيحة إن شئت اقبليها أو رديها:)
أعتقد أن هذا الموضوع شائع جدا واستهلك كثيرا
بما أنك ستبحثين فاستثمري جهدك ووقتك في موضوعات جديدة
ستستمتعين أكثر بالتفكير فيها ومحاولة الربط بين هذا وذاك وجمع شتات أفكار الموضوع وإعادة تشكيلها
ـ[أحلام الماجستير]ــــــــ[21 - 03 - 2010, 12:05 ص]ـ
غفوا اختي الفاضلة نون النسوة هذا بحث مصغر لايتجاوز العشرون صفحة وهو محدد ومطلوب من قبل دكتوري الفاضل
شكرا جزيلا على النصيحة
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 03 - 2010, 12:16 م]ـ
عزيزتي حتى وإن كان عشرين صفحة فالعبرة في المضمون لا في العدد
عشرون صفحة في موضوع جديد قد تكون أفضل من خمسين صفحة في موضوع مستهلك ولا يضيف شيئا جديدا
ومعظم بحوثي لاتتجاوز العشرين ( ops
ولكن يظهر أنه إجباري من أستاذك الفاضل
وفقك الله وسخر عباده لخدمتك
لعل أحدا يمر ويفيدك